يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

ياسر رزق.. وداعاً

يوسف القعيد

الخميس، 27 يناير 2022 - 05:47 م

 

رحل عن عالمنا فجأة الأربعاء الصديق الذى لا أتصور أن أُسبِق اسمه بالمرحوم. مع أننى أدعو له بالرحمة. صديقنا وكاتبنا المُفضَّل: ياسر رزق.. وقد شاءت الظروف أن أراه قبل رحيله بأيام عندما جاء لبرنامج: المشهد، يقدمه الإعلامى المتميز: نشأت الديهى بقناة Ten. وكان يرغب فى المزيد من الكلام. تحدثنا عن الوضع الراهن والآنى فى مصر المحروسة. واحتمالات المستقبل أمامها. وما يمكن أن يهل علينا من منجزات الرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤسس مصر الحديثة.

كانت لديه رغبة فى الاستطراد والكلام كأنه يدلى بوصيته الأخيرة. ولم نكن ندرى. ولو كنا نتوقع لتركنا له المجال ليتكلم منفرداً من أول كلمة وحتى آخرها. لكنه الموت المفاجئ الذى لا تكون له مقدمات. رغم أن ياسر رزق كان مريضاً بأكثر من مرض. ويتناول الكثير من الأدوية. إلا أنه كان يقاوم المرض باستماتة وبتصميم على أن يقول ما لديه دون مواربة وبصدق تعودناه منه فى حياته. سواء وهو رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم الصحفية العريقة، أو وهو كاتب بها. بعد أن ترك الإدارة بهمومها ومتاعبها.. لكنه كان شعلة من النشاط رغم آلام الأمراض التى كان يعانى منها. ويحرص على ألا نراها بادية عليه. رغم قطرات العرق التى تملأ جبينه ونحن فى عز شتاء يناير، وما أدراك ما شتاء يناير. لاحظت عليه أنه كان يسترسل فى الكلام ويريد أن يتكلم كثيراً. كانت الكلمات تتدفق من بين شفتيه. الكلمة تلد الأخرى. والعبارة تلاحق العبارة السابقة، وكأنه كان يتلو علينا شهادته الأخيرة.
عرفت والده المرحوم فتحى رزق، مدير مكتب الأخبار فى الإسماعيلية قبل أن أعرفه. وكان نشطاً هماماً، وحوَّل المكتب إلى إدارة تحرير متكاملة الأركان لمؤسسة أخبار اليوم هناك فى الإسماعيلية. وكم من مرة رأيته يبدو على عجل من أمره. وعندما أسأله عن السبب يقول لى إنه مسافر إلى الإسماعيلية لرؤية والدته. كان يحرص على ذلك كل أسبوع مهما كانت المشاغل والأمور التى يمكن أن تحول دون ذلك. ويعتبر أن هذا الأمر من مقدسات عمره التى يحرص عليها مهما كانت الظروف. مما زاد من اقترابى منه. علاوة على موهبته المتفردة.

وكونه جاء إلى العالم لكى يكون صحفياً. فالصحافة تجرى فى دمه. ثم إن ارتباطه بالصحفية النابهة أمانى درغام وهى بلدياتى، فأنا من أبناء مركز إيتاى البارود محافظة البحيرة. وهى من أبناء مركز كوم حمادة الملاصق له.. كان يحتفظ بأجندة الصحفى، يمسكها بيده اليمنى ولا تفارقه أبداً. وكان مدوناً عليها اسمه.

ومهما ابتعدنا عن الفندق ونحن فى منتدى شرم الشيخ الرابع الأخير لم تكن الأجندة تفارق يده ولا القلم. وكان يحرص على حضور كل الندوات بعيداً عن اهتماماته الخاصة به.. فقد جاء إلى هذا العالم لكى يكون صحفياً. يُفتِّش عن الخبر ويبحث عن المعلومة فى كل مكان يتوقع وجودها فيه. وبعد أن يجدها لا بد أن يتأكد منها من أكثر من مصدر حتى يكون لديه يقين من صدق هذه المعلومة أو تلك.. رحم الله ياسر رزق رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة