عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

دموع صاحبة الجلالة

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 27 يناير 2022 - 05:49 م

 

فى يوم واحد فقدت الصحافة المصرية ثلاثة من فرسانها .. ياسر رزق، وسامى متولى وزينب منتصر.. الثلاثة من أجيال مختلفة، ولكن ما يجمع بينهم الكفاءة المهنية.. هذا ما خبرته بالعمل مع اثنين منهما ومتابعة عمل الثالث بعين محب للصحافة وهو طفل .. فقد زاملت الزميلة زينب منتصر فى روزاليوسف إحدى المدارس المهمة فى الصحافة المصرية .. وكتبت فى جريدة الأخبار وهى مدرسة صحفية أخرى فور تولى الزميل ياسر رزق رئاسة تحريرها فى خضم انتفاضة يناير..

أما الزميل سامى متولى فقد خبرت كفاءته المهنية سواء وهو يتولى شئون البرلمان أو وهو مدير لتحرير صحيفة الأهرام المدرسة الأقدم فى الصحافة المصرية.. لذلك فإن فقد الزملاء الثلاثة فى يوم واحد يعد أمرا حزينا لصاحبة الجلالة التى تتطلع إلى أن تستعيد وهج مجدها وتألقها.. ورغم أننى لست من هؤلاء الذين يسارعون دوما للقول فور فقد أى عزيز أنه لن يعوض ولدى قناعة أن الحياة تجدد نفسها، وبالنسبة للصحافة تحديدا لدينا طابور طويل من الشبان الواعدين الذين يبحثون عن فرصة للتألق والإبداع.. إلا أننى مع ذلك لا أستطيع أن أمنع نفسى من الحزن لفقد كفاءات صحفية بارزة ومن أجيال مختلفة، خاصة أننى مازلت مثل زملاء آخرين، أراهن على المهنية لتتجاوز الصحافة الورقية مشاكلها وتمضى للأمام.. أقول ذلك بعد عمل سنوات طويلة فى بلاط صاحبة الجلالة، ومن خلال خبرة تراكمت من كل مدارسنا الصحفية المختلفة، وأيضاً من خلال التعامل مع زملاء المهنة من مختلف الأعمار.. وهنا تسعفنى الذاكرة بواقعة صحفية تخص الزميل ياسر رزق ..

فقد توفر لى بعد تنحى مبارك عن الحكم أسرار مهمة عن ذلك التنحى وكيف حدث وأخبرته بذلك وقتها فطلب منى أن أكتب ما عندى فورا لتنشره جريدة الأخبار وألا أنتظر لاستكمال بعض المعلومات لأن الأهرام أعلنت أنها سوف تنشر للأستاد صلاح منتصر معلومات فى هذا الصدد.. وبالفعل قدمت له الحلقة الأولى قرب الساعة الخامسة مساء، وفى الساعة التاسعة مساء كانت منشورة فى الطبعة الاولى من الجريدة التى طرحت فى السوق .. وتوالى نشر الحلقات على مدار أسبوع، والتى كان ينتظرها القراء بلهفة، ثم جمعت فى كتاب نشرته مؤسسة الأخبار نفدت الطبعة الأولى منه فى بضعة أيام قليلة، رغم أنه تمت مضاعفة المطبوع منها.. رحم الله الزميل ياسر رزق الذى لم يكن صاحب كفاءة مهنية فقط وإنما كان أيضا إنسانا كبيرا، ورحم الله كل الزملاء الذين فقدناهم وخالص العزاء لأسرتنا الصحفية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة