صورة موضوعية
صورة موضوعية


في عيد الأم.. المُعلمة ربت أبناءها الـ5 وألحقتهم بكلية الطب بعد وفاة زوجها

أبو المعارف الحفناوي

الأربعاء، 09 مارس 2022 - 11:12 ص

ضربت مٌعلمة بقنا، أروع أمثلة الأمومة،  التي كللت بعد رحلة تعب ومشقة وعناء، إلى نجاح وراحة بال، بعد أن استطاعت إلحاق أبنائها الخمسة في كليات الطب، أحدهم حصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة منذ 3 سنوات. 

هنا في مدينة قوص، نجحت نهلة جاد الرب، معلمة اللغة الانجليزية، بعد وفاة زوجها  في تربية أبنائها أحسن تربية، كانت تكدح ليل نهار، من أجل أن ترى أبنائها في أحسن حال، كانت لهم الأب والأم.

 سبعة عشر عامًا من الجد والكفاح أعقبت رحيل زوجها، كانت حافزًا لأبنائها وبناتها الخمسة، أن يتألقوا فيرتقوا أعلى الدرجات، ويسجلوا أسمائهم بحروف من نور في سجلات كليات الطب، ممهورة بتوقيع دموع والدة عرفت الله فعرفته أبنائها قولاً وعملاً.

المُعلمة توفي زوجها الذي كان يعمل مديرًا ماليًا وإداريًا بالصحة في قنا، منذ قرابة 17  عامًا، ومعها 3 بنات وولدين، أكبرهم بسمة كانت وقتها في الصف الأول الثانوي، والأصغر أحمد، كان عمره 4 سنوات، والذي حصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة، قسم علمي علوم بجموع درجات 409.5 ، قبل 3 سنوات. 

قصة الأم المكافحة التي بدأت رحلتها مبكرة، في تربية أبنائها، أحسن تربية سواء دينية أو تعليمية، فحفاظهم على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، واتباع حسن الخلق في التعامل مع الخير، والمذاكرة بكل جهد حتى التفوق، جعلهم يسيرون على خطى كان يتمناها والدهم قبل وفاته، وحلم والدتهم التي تعمل بكل مشقة في الحفاظ عليهم وعلى مستواهم التعليمي.

بسمة ومنال وياسمين ومحمد وأحمد، هم 5 أبناء لمعلمة اللغة الانجليزية في قوص، وهي نهلة أنور جاد الرب، التحقوا جميعا بكليات تخرج منهما اثنان إحداهن معيدة بكلية الطب، وزوجت ابنة منهن والأخرى تم خطبتها.

الأم المكافحة، احتوت أبنائها وسهرت معهم الليالي، وكافحت بكل جهد لتوفير كافة متطلباتهم اليومية، من خلال راتبها الشهري ومعاش زوجها المتوفي، لعدم حرمانهم من شيء، فكانت لهم الأب والأم والأحن عليهم من أنفسهم.

تروي الأم المكافحة قائلة: بعد وفاة زوجي الذي كان يفعل كل ما بوسعه تجاه أبنائه، يُربيهم على القيم والأخلاق الطيبة، ويُصر على ذهابهم للكتاب، ويًراجع معهم دروسهم عقب عودتهم من المدرسة، تغيّر كل شيء، وأصبحت أتحمل كل شىء، ومن هنا اضطررت للدروس الخصوصية، لاستقرار مستواهم التعليمي بعد وفاة والدهم.

وتضيف أن همي الوحيد كان في توفير حياة كريمة لهم، وتوفير لهم كل متطلباتهم، والراحة والهدوء في المنزل، واستذكار الدروس، والتشجيع المستمر لهم، خاصة بعد دخول البنت الكبرى الطب، وجو الفرحة الذي اصبح مشهدًا مكررًا في الثانوية العامة لجميع أبنائي وأقاربي.

تتابع الأم وعيناها ممتلئة بالفرحة، أنه بالرغم من أن هناك مشقة كانت في أمور كثيرة، إلا أن المشقة التي تنتهي في النهاية بفرحة تشعر بحلاوتها وراحتها أكثر من أي شىء، فاليوم اكتملت الفرحة بدخول جميع أبنائي الخمسة كلية الطب، وتحقيق حلم كنت أحلم به مع زوجي منذ زواجنا.
 

اقرأ أيضا:  في شهر المرأة| شيماء تصل للعالمية من جزيرة «شندويل» بالتلى

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة