الفنان محمد يونس: أبحث عن أعمال لا تخجل منها أسرتى

الفنان محمد يونس

الأحد، 13 مارس 2022 - 10:49 ص

آخر ساعة

كتبت: محمد خضير فى حياة كل فنان نقلة فنية جديدة فى مشواره الفنى، عندما يخوض بعض التجارب الصعبة والمركبة التى تتطلب منه استعدادات خاصة حتى يصل بها للجمهور بسرعة، وفى ذات الوقت تشبع رغباته وترضى غروره الفنى لتكون هذه التجارب أو الشخصيات داعما له فى أعماله المقبلة، وهو ما يحرص عليه الفنان محمد يونس من خلال البحث عن مثل هذه النوعيات، حيث شارك مؤخرا فى بطولة مسلسل "حى السيدة زينب" وقدم من خلاله  شخصية صديق الضرير بائع السبح ولاقت استحسان الجميع. اقتربنا من يونس أكثر ليحدثنا عن هذه الشخصية، وأهم التحديات التى واجهته وتطرق الحديث إلى السوشيال ميديا وتأثيرها سلبا وإيجابا على المجتمع فى ضوء مشاركته ضمن أحداث المسلسل الذى يذاع حاليا ويحمل نفس الاسم، إلى جانب تجسيده لشخصية البكاتوشى الضابط المنشق، وحلم عودة عرض "كأنك تراه" مرة أخرى ليطوف بها المحافظات.   مسلسل سوشيال الذى يعرض حاليا؟ ـ بالنسبة لى المشاركة كانت ممتعة لتقديم عمل يتناول جانبا هاما من حياتنا وله تأثير قوى إلى جانب الاتجاه والاعتماد على التكنولوجيا فى أساليب الحياة ومشاركتى كانت ترشيحا من المخرج رؤوف عبدالعزيز فهو مخرج متميز ولو طلب منى أن أمر من أمام الكاميرا فقط فلن أرفض، فالمخرج قادر على منح الممثل فرصة تجسيد أدوار مختلفة. وسائل التواصل الاجتماعى ودورها فى حياتنا؟ ـ بكل تأكيد للسوشيال ميديا تأثير قوى ومباشر على حياتنا، ولهذه النوعية القدرة على تغيير مسار الشخص، وللأسف العيوب أكثر من المميزات، لأن وسائل التواصل الاجتماعى جميعها أصبحت بديلا للتواصل الحياتى الطبيعى وصلة الرحم، فأصبحت الوسيلة السهلة التى تجعلك تقوم بواجباتك فى وقت واحد دون أن تتحرك من مكانك فتشارك فى العزاء والمواساة ومن ناحية أخرى تبارك وتهنى، وبالنسبة لى تعتبر مأساة لأنها ألغت التقارب والتعامل بشكل طبيعى. ـ من المحزن والمؤسف أنها أصبحت وسيلة للترفيه والمتعة للأطفال، والتأثير أصبح محيطا بالجانبين الكبار والصغار، لكننى أرى أن زمان كان أفضل وأحسن بكثير فى التعامل، وبالنسبة لى لست محبا لوسائل التواصل ولكنى متابع لمعرفة الأخبار. ـ اتفق معك كما أنها أصبحت مهمة جدا فى تحقيق هذه الشهرة، كما اعتمد مؤخرا بعض المنتجين والمخرجين على نجوم السوشيال واليوتيوبرز واختيارهم فى أعمالهم الفنية، وأصبحت الموهبة فى مهب الريح وليست مهمة فى ظل وجود عدد المتابعين على هذه الصفحات. ـ الإحساس والإتقان والتعايش مع الدور كانا عاملين قويين للوصول لشخصية صديق للجمهور بشكل سريع، وحققت تعاطفا من أول يوم عرض ضمن أحداث مسلسل "حى السيدة زينب"، فشخصية صديق الكفيف صانع السبح، كانت صعبة إلا أننى والحمد لله أتقنت الدور بشكل كبير، وحقق نجاحا جماهيريا من خلال ردود الفعل بالشارع والتعليقات بالأداء المتميز عبر صفحات التواصل الاجتماعى.  ـ شخصية صديق الكفيف تحتوى على تفاصيل كثيرة، مثل الحفاظ على انفعالاته وحركته طول الوقت، وتوصيل أحاسيس ومشاعر بداخله، فهو يحاول أن يثبت للجمهور خاصة أنه لم يكن كفيفا منذ الصغر بل تعرض لذلك نتيجة حادث وهو فى سن ١٢ عاما، فالدور مأساوى خاصة أن الأسرة تعانى من عدة أزمات بعد وقوع الحادث الذى أصابه بالعمى وأصاب أخاه الثانى إضافة إلى الحالة الاجتماعية غير الميسرة والخلافات العائلية التى يعانى منها والتى تشعره بالإحباط ولكنه يحاول إلا يستسلم لأى مؤثر خارجى.    ـ لأنها تخرج طاقة الفنان الإبداعية لكن فى هذه الشخصية وجدت الصعوبة التى تكمن فى التعايش معها وكأننى كفيف بالفعل من خلال ثبات عضلة العين وعدم تحريكها، وأن يكون الجفن مفتوحا وتوصيل الحالة حتى يصدقها المشاهد ولكنها تمثل خطورة على شبكية العين.  ـ قبل وأثناء التصوير كان هناك جلسات عمل مكثفة مع المؤلف أحمد صبحى، والمخرج محمد النقلى، لدراسة أبعاد الشخصية بشكل أوضح، واعتمدت على إحساسى بالشخصية ودراسة أبعادها جيدًا سواء المادية أو النفسية أو الاجتماعية، وعلاقتها بالأشخاص المحيطة، ومدى ارتباط "صديق"  بشقيقة  أبو المكارم "حسام داغر"، ووالدته، بالإضافة إلى عمله فى مصنع لتصنيع السبح  وابتكار طريقة سريعة تساعد على  تجميع حبوب السبحة.    ـ الشخصية من نسج خيالى وغير مرتبطة بشخصية معينة، إلا أننى استحضرت بعض التفاصيل من زميل وهو فى المرحلة الثانوية وكان أحد المقربين لى وعندما تم ترشيحى لهذا الدور على الفور استرجعت ذكريات من زمن فات لصديقى ورسمت بها بعض تفاصيل شخصية صديق الكفيف صانع السبح. ـ بالفعل خطواتى كانت بعيدة عن الشر طوال السنوات الماضية، وتنوعت فى العديد من الأدوار التى حققت نجاحا لدى المشاهدين، لكن تعد شخصية «البكاتوشى» حالة مختلفة  وخطوة مهمة فى حياتى الفنية، خاصة أن المخرج بيتر ميمى هو الذى أخرج الشر من داخلى فى هذه الشخصية. ـ هذه حقيقة وكنت ضحية بعض المخرجين، وللأسف حصرونى فى أدوار الخير والطيبة، ولكن ميمى له كل التحية والاحترام والتقدير؛ لأنه استطاع أن يُخرج منى كل ما هو جديد وغير متوقع. ـ وهو أصدق دليل على نجاح الشخصية، فإذا وصل الجمهور لمرحلة أنه يكره الشخصية فهذا يؤكد أن الفنان استطاع أن يقنع الجمهور والمشاهد بأدائه، وشخصية الشرير ليست سهلة وعندما قبلتها كانت تحديا قويا بالنسبة لى لأن المخرج بيتر ميمى راهن على نجاحها قبل عرضها. ـ لأن هناك شخصيات قد تأتى فى العمر مرة واحدة ولا تتكرر، فتجد بداخل الفنان صراعا نفسيا فى حال قبوله لشخصية صعبة أو بها نوع من الشر، فهنا يظل كارها لها كمواطن عادى، وعلى الجانب الآخر يحاول دراسة كل أبعادها لتقديمها بالشكل المطلوب.   ـ أقصى درجات الصعوبة أن تبحث عن المعطيات التى تساعدك للتقمص أو التعايش مع شخصية من الواقع، فكان علىّ أن أشاهد عددا كبيرا من فيديوهات تلك الشخصية، إلى جانب توجيهات المخرج التى ساعدتنى بشكل قوى أن أتفاعل مع الشخصية من خلال السيناريو المكتوب. ـ على الفنان أن يتنوع فى أدواره فمثلما قدمت جانب الشر والإرهاب فى شخصية "البكاتوشى" بمسلسل "الاختيار 2"، أتمنى تجسيد شخصية بطل لقصة حياة شهيد شرطة أو جيش، لكى يظهر الفرق الشاسع بين الشخصيتين. ـ"كأنك تراه" من الأعمال المسرحية المميزة، وهو عرض غنائى درامى يقدم شكلا جديدا للسيرة العطرة للرسول والنبى "محمد" عليه الصلاة والسلام، ويناقش قضايا المجتمع مع العديد من المشاكل، وهناك خطة لعرضها فى أكثر من محافظة بعد أن تم عرضها بالأقصر. ـ فى وقتنا الحالى لم تعرض علىّ أية أعمال مسرحية، لكن يظل المسرح هو الداعم الحقيقى فى تكوين شخصية الممثل، والحنين للمسرح مستمر، ولكن مع الأدوار التى تتناسب مع شخصيتك. ـ ليس ابتعادا بالمعنى المفهوم، ولكنى أسعى طول الوقت أن أبحث عن الأعمال التى ترضينى، والأدوار التى تليق بى والتى لم يخجل منها أى أحد من أفراد أسرتى وخاصة عندى بنتان أحب أن تفتخرا دائما أن والدهما يقدم فنا محترما وله رسالة.