معركة انتخابية غير مسبوقة تدور رحاها في دائرة الساحل بشمال القاهرة بين 47 مرشحاً على مقعدي الدائرة.

الساحل أحد أهم دوائر العاصمة والتي أفرزت من قبل عدداً من النواب القلائل الذين اشتهروا في تاريخ مجلس الشعب، ومنهم المخضرم سيد رستم، وأحمد طه، الأمر الذي يلقي بظلاله على المنافسة في الدائرة.

ورغم بقاء الدائرة على ما كانت عليه في التقسيم الجديد وعدم ضمها أو دمجها مع أي دوائر أخرى، إلا أن طابع المعركة في الدائرة أصبح أكثر اشتعالا في ظل العدد الكبير للمرشحين الذين تتنوع انتماءاتهم بين الحزبيين والمستقلين.

ويمكن تصنيف الأسماء الأبرز في قائمة المرشحين الـ47 وفقاً لمعسكراتهم السياسية، منهم الكاتب الصحفي المستقل رفعت رشاد الذي يخوض الانتخابات معتمداً على خدماته لأهالي الدائرة.

ويبزغ في المشهد عددًا من الرموز القديمة للحزب الوطني المنحل الذين حرصوا على عدم التفريط في مقعد البرلمان سواء عن طريق إعادة ترشيح أنفسهم مستقلين أو توريث المقعد والدفع بأبنائهم في محاولة للاحتفاظ بعضوية البرلمان، منهم علي رضوان نائب الحزب الوطني السابق، ومحمد سوستة الذي فرض سيطرته على الدائرة لعدة دورات متتالية قبل ثورة يناير، وكان يتقاسم أحد مقعدي الدائرة مع يوسف بطرس غالي وزير مالية "مبارك" حين كان مسمى الدائرة "المعهد الفني"، بالإضافة إلى عمرو الجوهري نجل سعد الجوهري عضو مجلس الشورى الأسبق عن الحزب الوطني.

التركيبة السكانية للمنطقة تفرض أسلوباً مختلفاً للمنافسة وتقتضي بآلية صعبة للتواصل مع أهالي المنطقة وطرح أفكارا تعالج قضاياهم ومشاكلهم ضمن البرنامج الانتخابي لكل مرشح، لاسيما مع تنوع المنطقة بين الشعبي وولاد الذوات، فباطن المنطقة من ناحية شارع جسر البحر ومنية السيرج هو النصف الشعبي للمنطقة، الذي يتاخم أبراج أغاخان على كورنيش النيل، وهي المنطقة المشهورة بسكن "أولاد الذوات" والأثرياء.

ومع ضم منطقة المعهد الفني للدائرة في التقسيم الجديد يتسع نطاقها لتتطلب جهداً مضاعفاً من كل نائب لتغطية نواحي الدائرة، وركز المرشحون في توزيع دعايتهم وعقد مؤتمراتهم بشتى جنبات الدائرة، فضلاً عن الحرص على التواصل المباشر مع الناخبين في شتى المناسبات.

من جانبه، قام المرشح رفعت رشاد بجولة مساء أول أمس الأول في منطقة منية السيرج الشعبية بالساحل والتقى مع مجموعات من الناخبين، واستمع إلى شكواهم ومناقشة القضايا العامة ومشاكل المنطقة ومنها نقص الخدمات في كل المجالات وانتشار العشوائيات.

وشدد رشاد على أن توفير الخدمات الحكومية وتسهيل تقديمها للمواطنين أمر حتمي في ظل تدهور هذه الخدمات ومنها الصحية، والتعليمية، والاجتماعية وغيرها.

وتابع: "علينا أن نعمل على ذلك في البرلمان القادم الذي يجب أن تكون الأولوية لدى أعضائه إلزام الحكومة باحترام المواطن والحفاظ على كرامته في مختلف المصالح الحكومية وغير الحكومية".

وأضاف رشاد خلال جولاته الانتخابية، أن المرحلة الحالية تتطلب برلمانا يساند الدولة المصرية ويكون مؤسسة تفرز نخبة سياسية جديدة تتناسب ومتطلبات واحتياجات الدولة للتنمية وبناء المستقبل، مؤكداً تعاطفه مع مشاعر الشباب الساخطة على الأوضاع بسبب زيادة حدة مشكلة البطالة وكذلك أزمة الإسكان التي عجزت الحكومات المتعاقبة عن حلها وتفاقمت في الفترة الأخيرة بسبب دخول الحكومة كمستثمر في مجال المقاولات وبيع الشقق بأسعار مرتفعة.

وهاجم رفعت رشاد الانفلات الانتخابي ممثلا في الإنفاق المسرف من بعض الناخبين المنتمين لأحزاب بقدر يفوق ما حددته اللجنة العليا للانتخابات وكذلك استخدام الرشاوى الانتخابية تجاوز الخيال بعدما اعتقد الناس أنها انتهت ولن تعود فقد وصل أجر تعليق لافتات مرشحين بعينهم إلى 300 جنيه يوميا.

وقال إن الشباب يحتاج إلى القدوة التي تتسم بالمصداقية والشفافية والتي تواجه تزايد ظاهرة الفساد، لافتا إلى أن شباب مصر هم الطاقة المحركة للمستقبل ويجب مراعاة ظروفهم وتمهيد الأرض لطموحاتهم فقد عانوا الكثير وقدموا تضحيات خلال السنوات الأخيرة في محاولة منهم لبناء دولة جديدة.

وأكد أن جيل الكبار أو أصحاب المعاشات يحتاج إلى رعاية كبيرة بعدما أدوا دورهم وخدموا وطنهم في مختلف المجالات وهو ما يعني أن تزيد الحكومة المعاشات وترد إليهم ما تم الاستحواذ عليه من الحكومة من أموال المعاشات، مطالبا الحكومة بإصلاح التعليم بما يوفر الفرصة للأبناء للالتحاق بالتعليم سواء كان التعليم العام أو التجريبي بعدما ارتفعت تكاليف التعليم بما لا يتحمله الآباء.

ويأتي من ضمن المنافسين المرشح المهندس يوسف نعيم الذي يخوض المنافسة تحت لواء حزب المصريين الأحرار، ويعمل بمجال المقاولات وهو من الوجوه الجديدة في معركة انتخابات البرلمان إلا أنه يتمتع بشعبية بين أبناء الدائرة نظراً لعمله في مجال المقاولات وحرصه على التواجد بين أبناء الدائرة.

ويركز نعيم في برنامجه الانتخابي على محوري التعليم والصحة وتوفير فرص العمل للشباب ومواجهة البطالة والعشوائيات، وقال إن العشوائيات تنقسم لشقين أحدهما يمكن تطويره والآخر لا يصلح للحياة الآدمية، ويجب إزالتها لأن شوارعها ضيقة للغاية ولا تصلح حتى لمرور عربة إسعاف أو مطافئ في حالات الطوارئ.

ويأتي ضمن أسماء المرشحين 6 سيدات تحدين رجال الدائرة، وهن فاطمة عبد العزيز، ومنال خطاب، وبدرية إسماعيل، وعفاف البكري، وهبة عبد المنعم شفيق، وسامية بيومي.