جانب من جلسات مؤتمر اتحاد الجامعات العربية
جانب من جلسات مؤتمر اتحاد الجامعات العربية


مؤتمر اتحاد الجامعات العربية بالأردن

الإعلان عن أول تصنيف عربي للجامعات العربية نهاية هذا العام

رفعت فياض

الجمعة، 01 أبريل 2022 - 04:10 م

د. عمرو عزت سلامة: وضع مشروع للاعتراف المتبادل للشهادات وتسهيل انتقال الطلاب والأساتذة بين الجامعات العربية 

تشجيع النشر العلمى للباحثين من خلال منصة باتحاد الجامعات  

 أخيرا تم الإعلان عن أول تصنيف عربى للجامعات العربية سيظهر للنور مع نهاية هذا العام وسيتم تنفيذه من خلال اتحاد الجامعات العربية الذى يضم حاليا 450 جامعة عربية وسيسعى الاتحاد من خلاله لأن يكون هذا التصنيف عالميا خلال عامين من الآن ليحدد من خلاله موقف الجامعات العربية من مستوى بقية الجامعات العالمية.

كما سيتميز التصنيف العربى الجديد عن بقية التصنيفات العالمية الأخرى بمعايير جديدة لأول مرة تقيس مدى تميز الجامعات العربية فى مجال الابتكار والإبداع والريادة.. كما أن هناك مشروعا آخر تبناه اتحاد الجامعات العربية ويعمل على تنفيذه ويهدف إلى إقرار الاعتراف المتبادل للشهادات بين الجامعات العربية وتسهيل انتقال الطلاب وكذا أعضاء هيئة التدريس فيما بينهم مثلما يتم حاليا بدول الاتحاد الأوروبى.


هذا ماتم الإعلان عنه الأسبوع الماضى فى المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية الذى انعقد فى ضيافة جامعة عمان الأهلية بالمملكة الأردنية الهاشمية وشارك فيه عدد كبير من الجامعات العربية وفى مقدمتهم الجامعات المصرية بعد أن بدأت الأمانة العامة للاتحاد برئاسة د.عمرو عزت سلامة بشكل غير مسبوق فى تاريخ الاتحاد فى تنفيذ إستراتيجية مهمة منذ عام 2019 مدتها عشر سنوات تهدف إلى العمل على الارتقاء بشكل حقيقى بمستوى الجامعات العربية ورفع شأنها لكى تصل إلى مستوى الجامعات العالمية.

وهذا ما لمسه هذه المرة كل المشاركين فى دورة الاتحاد الحالية وزاد من قناعتهم للدور الفاعل لاتحاد الجامعات العربية فى هذا الشأن بعد أن كان قد تراجع طوال الفترة الماضية قبل التشكيل الأخير لأمانته العامة وإختيار د.عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالى المصرى الأسبق أمينا عاما لهذا الاتحاد. 


يقول د.عمرو عزت سلامة أن الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية قد بدأت عملها منذ ثلاث سنوات بوضع إستراتيجية عمل يعمل عليها الاتحاد لمدة عشر سنوات قادمة هدفها الأساسى التنسيق بين الجامعات العربية والعمل على رفع شأنها بشكل حقيقى وجعلها ترقى لمستوى الجامعات العالمية.

وكان أول مشروع بدأنا به هذه الإستراتيجية هو كيفية رفع مكانة وتصنيف الجامعات العربية عن طريق النشر العلمى، خاصة أن جزءا كبيرا منه يعتمد على البحث العلمى، ولدى الجامعات العربية ثروة معرفية كبيرة خاصة فى العلوم الإنسانية، لكن كل التصنيفات الدولية لاترى هذا الإنتاج للجامعات العربية.

ولذلك اتفقنا مع إحدى شركات النشر الكبيرة لنعمل من خلاها منصة للمجلات الصادرة من الجامعات العربية سواء كانت باللغة العربية أو باللغات الأجنبية، واتفقنا معهم على أن يكون لدينا مجلس استشارى مثيل للمجلس الاستشارى الموجودة فى قاعدة بيانات « إسكوبس « بحيث نساعد المجلات ونعدها لكى تتوافق مع المعايير المطلوبة والموجودة فى قاعدة بيانات «إسكوبس» ـ وسيراجع هذا المجلس معنا المعايير الشكلية والفنية ويعمل على التوصية بدخول المجلات العلمية فى قاعدة البيانات.

وسيساعد هذا بلا شك المجلات العلمية لتحقيق هذا الهدف، كما سينعكس مباشرة على وجود الجامعات العربية فى التصنيفات العالمية، وقد بدأ تنفيذ هذا المشروع بالفعل ولدينا مجموعة من المجلات العلمية العربية حاليا على منصة الاتحاد، ويمكن لأى باحث الدخول على موقع اتحاد الجامعات العربية للاطلاع على هذه المنصة والتى سيكون لها تأثير كبير جدا. 


أول تصنيف عربى        
أما المشروع الاخر فهو عمل أول تصنيف عربى للجامعات العربية، لأننا نحن كمنطقة عربية لدينا تصنيفات خرجت من الصين وأوروبا وأمريكا وكلها تراعى ظروف هذه الدول ونحن بالقطع فى حاجة لأن يكون لدينا كمجتمع عربى التصنيف العربى الذى يتوافق أولا مع المعايير الدولية وفى نفس الوقت يراعى ظروف الجامعات العربية على وجه الخصوص.


وأنت كما تعلم يوجد فى العالم أكثر من 30 ألف جامعة ومعهد عال فى 238 دولة يتم سنويا تقييم وتصنيف عدة آلاف منها لاختيار أفضلها من خلال 20 تصنيف دولى للجامعات والتى لها معايير خاصة بها وأبرز هذه التصنيفات: تصنيف شنغهاى الصينى، والتصنيفان الإنجليزيان the وqs وتصنيف news us الأمريكى والتصنيف التايوانى، والتصنيف الاسبانى والتصنيف الأسترالى والتصنيف الإماراتى، وغيرهما.

ويصاحب الجامعات التى يشار إليها فى التصنيفات العالمية وضع معلومات مفيدة مجانية عن إمكانياتها التعليمية والبحثية وخدماتها للمجتمع على موقع التصنيف مما يجعل معظم الجامعات حريصة على أن يتم إدراجها ضمن التصنيفات وتتسابق فيها وتفتخر بذلك بين نظيراتها.، كما يساعد إدراج الجامعة فى التصنيفات فى عقد مقارنة لأداء هذه الجامعات مما ساهم فى استقطاب الأساتذة المتميزين للتدريس بها والطلاب المتفوقين والوافدين للالتحاق بها للدراسة، ولضمان إمكانية استكمال دراستهم العليا فى ارقى الجامعات العالمية والحصول على وظائف مناسبة .


كما يساعد تصنيف الجامعات أيضا فى الحصول على تمويل للمشروعات البحثية وزيادة الدعم المادى من جهات متنوعة وتوظيف الخريجين نظرا للسمعة الطيبة للجامعة المصنفة عالميا، كما أصبح دخول الجامعات ضمن التصنيف العالمى أحد شروط وزارات التعليم فى بعض الدول للموافقة على تأسيس شراكة أو فروع لجامعات أجنبية بها، كما أن هناك قرارا بأن أول 50 جامعة عربية مدرجة فى تصنيف qs البريطانى تعتبر من الجامعات المعتمدة.


معايير جديدة للتصنيف 
ونحن فى اتحاد الجامعات العربية ـ والحديث مازال على لسان دعمرو عزت سلامة ـ بدأنا وضع بعض معايير الجديدة فى التصنيف العربى الجديد للجامعات العربية والتى تتفق مع تطور الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، ولذلك وضعنا جزءا خاصا بالإبداع والابتكار، وهذا لايوجد فى أى تصنيف من التصنيفات الدولية.

وسيساعد ذلك الجامعات العربية على تنشيط الإبداع والابتكار بها وذلك تنمية المجتمع لأن البحث العلمى فى الجامعات هو الذى يؤدى إلى تطور المجتمعات وتنميتها، وفى هذا المشروع نفذنا تجربتين على مجموعتين من الجامعات العربية.

وتم الانتهاء من كل الأمور الفنية فى هذا المشروع، وسنبدأ فى تصنيف الجامعات العربية وسنعلن عن أول تصنيف للجامعات العربية مع نهاية هذا العام، لكن هدفنا أن يتم خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر وأن ننجح فى أن يكون هذا التصنيف العربى عالميا وليس قاصرا على تصنيف الجامعات العربية فقط بل يكون شاملا الجامعات العالمية أيضا.

ويكون لنا نحن كمنطقة عربية الإسهام الخاص بنا فى التصنيفات العالمية، وسيحدد هذا التصنيف عند اكتماله موقفنا نحن أيضا كجامعات عربية من مستوى بقية الجامعات العالمية وإن كنا فى البداية سنركز على الجامعات العربية لمدة عام أو اثنين بحد أقصى.


الاعتراف المتبادل للشهادات 
أما المشروع الثالث فهدفنا فيه ـ كما يقول أمين اتحاد الجامعات العربيةـ أن نصل بالجامعات العربية إلى مرحلة مثلما وصل فيها الاتحاد الأوروبى وهو مشروع الإطار العربى للمؤهلات، وفائدته واضحة للجميع لأنه سيسهل الاعتراف المتبادل بين الشهادات العربية وبعضها البعض.

وسيسهل الإعتراف المتبادل أيضا بالشهادات العربية والشهادات الدولية، كما سيسهل عملية الانتقال سواء لأعضاء هيئة التدريس أو الطلاب بين الجامعات العربية بعضها البعض وهو موضوع صعب جدا بلا شك ـ لكن لو عندنا مثل هذا الإطار سيسهل هذا الأمر كثيرا ـ لكن الأكثر من ذلك هو أن الإطار العربى للمؤهلات سيجعل هناك وضعاً مميزاً للمنطقة العربية لأننا فى الأنظمة التعليمية العربية نجد الإطار الأوروبى فى التعليم، والإطار الأسيوى، والإطار الأمريكى.

وهكذا ـ ومنظمة اليونسكو العالمية تنتظر منا نحن كمنطقة عربية أن يكون لها الإطار الخاص بها، وسنجد على أرض الواقع بعض الدول العربية لديها أطر وطنية فى التعليم مثل الجزائر والسعودية والبحرين والإمارات والأردن، كما أن مصر لديها إطار تعليمى لكنه مازال فى مجلس النواب ولم يصدر حتى الآن.


وأتمنى أن يصدر قريبا، ونحن نعتمد حاليا فى جهودنا كاتحاد جامعات عربية على أننا نقوم بجمع هذه الأطر الوطنية ونعمل على أن تخرج فى إطار عربى موحد، ونحن ندرك تماما أن هذا الموضوع صعب جد وليس سهلا كما يتخيل البعض أن ننجح فيها بسهولة مثلما نجحت دول أوروبا.

وليس سهلا أن ننجح فيه كما نجحت فيه العديد من الدول الأسيوية، أو فى الولايات المتحدة الأمريكية، لأننا إذا نظرنا إلى واقع دول الخليج العربى على سبيل المثال سنجدها تسير على نظم تعليمية قد تتبع النظم الأمريكية، كما أن دول المغرب العربى تسير على نظم تعليم فرنسية، وسنجد منطقة الوسط والتى بها مصر وليبيا والسودان ومنطقة الشام والعراق تعمل على نظم تعليمية مختلطة، وكذلك نوعية شهادات مختلطة، ولكى تصل إلى شكل تعليمى واضح يجمع كل مايوجد فى هذه النظم إلى حد ما سيحتاج منا مجهودا كبيرا.

ولذلك بدأنا فى بذل هذا الجهد على أمل النجاح فى تحقيق هذه الغاية، ونحن نعد لهذا المشروع مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «أليكسو» لأنها هى المنظمة التى تدعو وزراء التعليم العرب فى اجتماعات مشتركة، ولذلك فبعد أن ننتهى من هذا المشروع سنكون فى حاجة إلى الموافقة السياسية من وزراء التعليم العرب حتى يتم اعتماده فى كل الدول العربية، ويكون هو الأساس للعمل به.

اقرأ ايضا | رئيس جامعة مطروح: مشروع معصرة الزيتون يهدف للنهوض بالانتاج

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة