الفوانيس المضيئة
الفوانيس المضيئة


هذه هي حكاية أغنية « وحوى يا وحوى»

أخبار النجوم

السبت، 02 أبريل 2022 - 02:21 م

ندى محسن 

وحوي يا وحوي.. إياحة”؛ هي العبارة التي استهل بها الشاعر حسين حلمي المانسترلي مطلع الأغنية الرمضانية الشهيرة التي قدمها المطرب أحمد عبد القادر منذ 85 عاماً من ألحان أحمد الشريف، وهي واحدة من أقدم وأبرز الأغنيات التي ارتبطت بأذهان المصريين، ويُرددونها كِباراً وصِغاراً في استقبالهم للشهر الكريم من كل عام، ونسمع نغماتها تنبعث من الفوانيس المضيئة التي تُزين الشوارع والمنازل، لكن ربما لا يعرف الكثيرون من مُردديها معاني تلك الكلمات، إذ اجتهد البعض في تفسيرها حيث ظهرت أكثر من رواية تشير إلى معناها.

 

ولعل أشهر وأكثر الروايات التاريخية تداولاً هو أن كلمات مطلع الأغنية ترجع أصولها إلى اللغة الفرعونية، إذ إن كلمة “وحوي” تعني بالفرعونية “أهلاً أو مرحباً”، أما كلمة “إياحة” فهي تعني “القمر” أي “أهلاً ومرحباً بالقمر”، وهي العبارة التي كان يهتف بها قدماء المصريين في استقبالهم للملكة “إياح حتب” تعبيراً عن فرحتهم بتحقيق الاستقلال للبلاد، وتقديرهم لتضحياتها الكبيرة بعدما دفعت بابنها أحمس الأول الذي نجح في طرد الهكسوس من مصر، وفقدها لزوجها الملك سقنن رع، وابنها الأكبر كاموس في معركتهم ضد الهكسوس.


وأشارت رواية أخرى أن هذه الكلمات ترجع للعصر الفاطمي عندما صنع المصريون أول فانوس لإضاءة وإنارة الشوارع أثناء الليل، واستقبال شهر رمضان بالفوانيس المضيئة، وهي العادة التي مازلنا نستشعر معها نفحات الشهر الكريم، بينما تقول رواية أخرى أن عبارة “وحوي يا وحوي إياحة” يرجع أصلها إلى العصر القبطي، أي أن كلمة “وحوي” تعني “اقترب”، أما كلمة “إياحة” تعني “الهلال”، أي “إقترب الهلال” لذلك كانوا يرددونها في وداع شهر شعبان، واقتراب رؤية هلال رمضان.

“وحوي يا وحوي” كتبت شهادة ميلاد المطرب أحمد عبد القادر، إذ ذاع صيته وحقق شهرة كبيرة وواسعة بعد تقديمه هذه الأغنية عام 1937، لتصبح العلامة البارزة والنقطة الفارقة في مشواره الفني على الرغم أنه أول مَن افتتح الإذاعة المصرية بصوته عام 1934، بل وتغنى بألحان كِبار المُلحنين مثل رياض السنباطي، زكريا أحمد، ومحمد القصبجي، كما كان أول من غنى من أشعار الشاعر الكبير نزار قباني، حيث قدم بصوته قصيدة “كيف كان” التي دخل من خلالها بوابة التلحين، إذ كانت باكورة أعماله التلحينية، لينطلق بعدها في هذا المجال مُقدماً ألحاناً عديدة لعدد كبير من مطربي الزمن الجميل منهم محمد قنديل، نجاة الصغيرة، محمد رشدي، فايدة كامل، حورية حسن، محمد عبد المطلب، شفيق جلال، سعاد محمد، عبده السروجي، كما كان أول من قدموا هدى سلطان، إلا أنه لم يُحقق شهرة إلا من خلال أغنية “وحوي يا وحوي”.

 

ولعبت الصدفة دوراً في ارتباط صوته مع أجيال عديدة متعاقبة وحتى الآن، إذ كان من المقرر أن تُقدم الأغنية المطربة المعروفة آنذاك سيدة حسن، لكنها تعذرت عن تسجيلها بسبب مرضها، لذلك قرر القائمون على الإذاعة اسناد مهمة غنائها للمطرب أحمد عبد القادر، ليصبح صوته أحد علامات الشهر الكريم البارزة، ونظراً لما حققته الأغنية من نجاح كبير، أُعيد غناؤها مرة أخرى بصوت هيام يونس من فيلم “قلبي على ولدي” الذي تم إنتاجه عام 1953، وقُدمت الأغنية للمرة الثالثة بكلمت مُغايرة في خمسينيات القرن الماضي عندما تغنت بها فرقة الثلاثي المرح والتي كانت تضم ثلاثة فتيات هن وفاء مصطفى، سناء الباروني، صفاء لطفي، وفي عام 2009 قدمها المطرب محمد منير بصوته بعد أن أعاد الشاعر نبيل خلف صياغة كلماتها، ولحنها وليد سعد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة