جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

كلاكيت للمرة الثانية.. ولكن!!

جلال عارف

الإثنين، 11 أبريل 2022 - 04:50 م

بدون مفاجآت صارخة جاءت نتيجة الجولة الأولى فى انتخابات رئاسة فرنسا، لتضع الرئيس الساعى لولاية ثانية «ماكرون» فى المقدمة بفارق بسيط عن مرشحة اليمين المتطرف «مارى لوبان».. ويتواجه الاثنان فى جولة الإعادة بعد أسبوعين فى تكرار لما حدث فى الانتخابات السابقة قبل خمسة أعوام.. ولكن مع اختلاف الظروف التى تؤكد أن المواجهة هذه المرة أكثر شراسة، وأن الطريق إلى قصر الإليزيه سيكون أصعب بكثير!

قبل خمس سنوات كان «ماكرون» هو مفاجأة الانتخابات التى قلبت كل الموائد على رأس الأحزاب التقليدية. وحين واجه «كوبان» فى الجولة الثانية سانده الجميع فى وجه اليمين المتطرف الذى كانت «لوبان» رمزه الأكبر، ليكتسح ماكرون ويفوز بنسبة 66٪ من أصوات الناخبين مقابل 33٪ فقط حصلت عليها «لوبان».

هذه المرة يبدو الموقف أكثر تعقيداً. اليمين المتطرف كسب أرضاً، والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية تحتل الصدارة. و «لوبان» أدارت حملة قوية لتحسين صورتها. احتفظت بمواقفها الأساسية المتشددة لكنها تركت المرشح الآخر «زامور» يقدم الوجه اليمينى الأكثر تطرفاً لتبدو هى أكثر «اعتدالاً» بالنسبة له. ثم ركزت حملتها على معاناة أكثرية الفرنسيين من الغلاء وتراجع القوة الشرائية، واستغلت انشغال ماكرون بأعباء الحكم وأزمة الحرب الأوكرانية لتوسع من نشاطها بين الناس، وتحصد فى النهاية نتيجة تجعلها المنافسة الأقوى فى سباق الرئاسة الصعب.

هذه المرة تدخل «لوبان» الجولة الثانية ولديها احتياطى أصوات مما حصل عليه مرشحو اليمين المتطرف، الآخرون الذين اعلنوا تأييدهم لها (زامور حصل على 7٪ ودوبون حصل على 2٪) بالإضافة إلى مظهر يبدو أقل تطرفاً من السابق ولو فى الخطاب فقط. بينما يدخل ماكرون الجولة الثانية ومعه تأييد عدد من المرشحين الذين حصلوا على ما يقرب من 15٪ من أصوات الجولة الأولى، لكن أسباباً كثيرة تدعو للقلق وتجعل استطلاعات الرأى تؤكد على أن فوزه سيكون بشق الأنفس وبفارق بسيط!!.. فاليمين المتطرف أكثر تنظيماً وأشد حرصاً على التصويت.

وأنصار المرشحين والأحزاب التى أعلنت تأييدها له فى الجولة الثانية يحتاجون لجهد لإثارة الحماس للتصويت له. والأمر أعقد مع أنصار «ميلانشون» مرشح اليسار المتشدد الحاصل على 22٪ من أصوات الجولة الأولى، صحيح أنهم لن يصوتوا لمارى لوبان كما شدد عليهم «ميلانشون».. لكن كم منهم سيصوت لصالح ماكرون؟!

المعركة صعبة، والنتيجة «فى كل الأحوال» ستكون حدثاً إما رئيسا لولاية ثانية لأول مرة منذ عقود فى فرنسا.. أو أول سيدة وأول ممثل لليمين المتطرف يجلس على مقعد الحكم فى قصر الإليزية، بكل ما يعنيه ذلك لفرنسا وأوروبا.. وللعالم كله!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة