خالد الصاوى جسد شخصية «الشاطر» فى «الاختيار»
خالد الصاوى جسد شخصية «الشاطر» فى «الاختيار»


«الاختيار» كشف شيطان الجماعة الإرهابى «الشاطر»

أخبار اليوم

الجمعة، 15 أبريل 2022 - 09:09 م

كتب: محمود بسيوني

لم يكن خيرت الشاطر شخصية عادية داخل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية ، بل كان واحدا من ثلاثة عهدت إليهم الجماعة بإحياء التنظيم الإرهابى فى السبعينيات وهم عبدالمنعم أبوالفتوح، وحلمى الجزار وخيرت الشاطر، وهم من خرجوا من الجماعة الإسلامية وانضموا للإخوان وقاموا بتجنيد أغلب الأجيال الجديدة فى الجماعة أثناء وجودهم فى الجامعة ثم تحولوا إلى قيادات داخل الجماعة وسيطروا على مكتب الإرشاد .

كان الشاطر هو أقواهم داخل الجماعة ومهندس عملية التمكين وإحياء النظام الخاص بتدريب شباب الجماعة على أعمال القتال والعنف وهو ما كشفته قضية سلسبيل التى تحمل رقم 87 لسنة 1992، وعثرت فيها الأجهزة الأمنية على خطة الجماعة من أجل الاستيلاء على الحكم.


وتقوم الخطة على تغلغل الجماعة فى طبقات المجتمع الحيوية، وهى الانتشار بين الطلاب والعمال والمهنيين وقطاع رجال الأعمال والفئات الشعبية الأقل قدرة.

تشدد الشاطر وعلاقته القوية وتغلغله داخل الجماعة صنع شعبية لأخطر رجال مكتب الإرشاد ومهندس الدماء وتدمير الدولة، وخلال أحداث مسلسل الاختيار 3 وما تنتهى به الحلقات من تسجيلات تكشف الوجه الحقيقى للشاطر نكتشف أن الإخوان لم يؤسسوا نظام حكم طبيعىا وحتى مرسى لم يكن رئيسا بل مجرد فرد فى تشكيل عصابى اختطف مصر لتنفيذ خطة تمكين ستنفذ اما بالصندوق أو بالقتل ورسم لمصر طريقا واحدا ينتهى اما بقبول ديكتاتورية الجماعة  أو الحرب الأهلية.. ما جاء على لسان الشاطر والمرشد من حديث عن السلفيين وعن زرع ناس وسطهم يؤكد معلومة امتلاك الإخوان لجهاز استخباراتى، وتجنيدهم لعناصر داخل كل التيارات وبالعمق داخل مفاصل الدولة .

إقرأ أيضاً | أشرف زكي: نجوم كبار يتمنون المشاركة في «الاختيار» حتى لو بـ«مشهد صامت»

وأن الجماعة تحركت لأخونة كل ما طالته أيديهم والتهام اقتصاد مصر وإغراء الجميع بالمال مستغلين وجود رئيس تابع للجماعة .
وكانت خطة خيرت الشاطر تعتمد على إلهاء أجهزة الأمن والمعلومات، كان يظن انه الأقوى والأكثر ذكاء، و يضع الخطة تلو الخطة من أجل إنجاح التمكين، بل كان مستعداً لاستبعاده من انتخابات الرئاسة بالبديل أو المرشح الاستبن، الرئيس الذى يمكن التحكم به والوصول إلى نفس النتيجة، وهى تحكم الشاطر ومكتب الإرشاد فى مفاصل الدولة وتحقيق خطة الجماعة.

اعتمد الشاطر خلال لقاءاته المتكررة بأجهزة الأمن على إعطائهم المعلومات عن التيارات الأخرى، من أجل التغطية على المجموعات التابعة للجماعة، وتطمين الأجهزة الأمنية من جانب الإخوان وتبرئتهم من الدماء بعد ذلك.

كانت الجماعة ترى فى التيارات التكفيرية عوامل مساندة رخيصة الثمن، أو بلا ثمن يمكن استخدامها فى أعمال العنف القذرة دون توجيه اللوم للجماعة، وحتى تظل الجماعة فى المنطقة الوسط، فهم يتحكمون فى تيار الإسلام السياسى بدون أن تتلوث ثيابهم من آثار العنف ويقدمون للغرب نسخة أقل تشددا من القاعدة وداعش ويمكن الاعتماد عليها فى مقاولات الهدم لصالح أجهزة الاستخبارات.

كان الشاطر يتلاعب بحازم صلاح أبوإسماعيل،  فهو من يحاصر المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج وهو من ينشر أفكار الإخوان فى مناطق نفوذ السلفيين دون أن تظهر الجماعة فى الصورة  واذا رجعنا بالزمن لفترة ما قبل خروج خيرت الشاطر وترشحه للرئاسة نجد إن الإخوان قرروا استخدام  محمد البرادعى فى لعب دور حصان طروادة، لإسقاط الدولة وتحقيق حلم التمكين .

كانت خطة الإخوان قبل خروج الشاطر من السجن تعتمد على استخدام أذرع مدنية وليبرالية تبعد عن أحداث 25  يناير شبح الثورة الإيرانية وحتى لا يشعر الغرب بالقلق، بل انهم قاموا بمناورة أوهموا بها شركاءها الغربيين بأنهم يؤيدون البرادعى فى انتخابات الرئاسة وهم يعلمون انه وجه مقبول ومدعوم من إدارة أوباما فى البيت الأبيض آنذاك.

حتى جاءت لحظة الحقيقة واختلف الفريقان على الإعلان الدستورى الأول المعروفة بغزوة الصناديق وتعمدت الجماعة إهانة البرادعى بضربه بالحذاء قبل ظهور النتيجة باكتساح تيارهم لكل التيارات الأخرى .. أجهز الإخوان على كل شركاء يناير وهو ما دفع الغرب إلى تغيير تكتيكه الأول والقبول بقوة الجماعة من أجل إبعاد المؤسسة العسكرية وإضعافها وقطع الصلة بينها وبين الشارع .

ومع خروج خيرت تغيرت تكتيكات الجماعة وأصبحت أكثر غلظة مع باقى التيارات، ثم طرح الشاطر نفسه للرئاسة وتجمعت حوله كل التيارات المتشددة وبدأت الجماعة فى استعراض قوتها علنا ضد الجميع.

أهانت الجماعة البرادعى كثيرا فى جلسات خاصة وعامة ربما كانت هى السبب فى تصدى البرادعى لحكم الجماعة وقيادة جبهة الإنقاذ لإسقاط مرسى فقط، ثم معاودة الحوار والتعاون معها مرة أخرى، ظل دعم الجماعة هو حلم البرادعى من أجل الجلوس على كرسى الرئاسة إلى أن انكشف كل شيء بعد ٣٠ يونيو وتوارى حلم البرادعى مؤقتا.

الحقيقة ان البرادعى خدم الإخوان ولا يزال، استغلوه كثيرا مستغلين استماتته على كرسى الرئاسة، تركوه يعيش فى الخيال ويقدم كل الخدمات الممكنة، ومع ذلك لم يحصد فى النهاية سوى جزاء سنمار.

كان الإخوان بعد فوز مرسى بالرئاسة مشغولين بالجماعة، همهم الأول والأخير هو التمكين، وأدواتهم احتكار الإسلام واستخدام صلاحيات رئيس الجمهورية والاستعداد للعنف المسلح واسع النطاق .

وكانت إشارة خيرت الشاطر فى أحد التسجيلات إلى ثأر الجماعة من المؤسسة العسكرية وباقى المؤسسات الأمنية لها مسار واحد وهو هدم دولة المؤسسات واستبدال المشروع الوطنى بالمشروع الإخوانى، وهو مشروع قائم على الجماعة فقط ويعنى ربط مصر بالجماعة وارتهان القرار المصرى بقرار من يحرك الجماعة ويملك مفاتيح حركتها فى الخارج، سواء أجهزة استخبارات أو أنظمة معادية .

كان الترهيب اختيار الإخوان فى التعامل مع المؤسسات الأمنية اذا فشلت الاستمالة، وكان الشاطر والبلتاجى هما رأس الحربة فى تنفيذ ذلك .
لكن الأجهزة الأمنية كانت أكثر ذكاء، وبهدوء شديد أعطت للشاطر الانطباع بأن خطته نجحت وأنها ابتلعت الطعم وفى الوقت نفسه وضعت كل أطراف لعبته القذرة تحت المراقبة وتعاملت معها بشكل سريع أبطل مفعولها ثم الإجهاز عليها مع الاقتراب من لحظة الخلاص لحماية القرار وتأمين اختيار المصريين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة