عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

الإرهاب فى الإنعاش!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 12 مايو 2022 - 07:09 م

فى عام ٢٠٠٠ صدر لى كتاب يبحث فى مستقبل موجات الإرهاب التى تعرضت لها البلاد فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى والتى وصلت ذروتها بحادث الدير البحرى البشع، واخترت  لهذا الكتاب عنوان: (الإرهاب فى الإنعاش) لأن هذا الإرهاب كان يتراجع لدرجة التوقف لبعض الوقت ثم ينشط مجددا..

وهكذا بدا ان الإرهاب  فى فترات تراجعه وكأنه فى الإنعاش الذى يدخله إما أن يخرج وقد تعافى أو يخرج إلى قبره! .. وهذا هو حال الاٍرهاب الآن، الذى نواجه موجة جديدة له كانت بدايتها فى منتصف العقد الأول من القرن الجديد ثم تصاعدت بشدة مباشرة بعد التخلص من حكم الإخوان،  يبدو وكأنه فى الإنعاش ايضا.  


لقد قامت قواتنا المسلحة ومعها قوات الشرطة بجهود كبيرة وضخمة منذ عام ٢٠١٣ وحتى الآن لتصفية البنية التنظيمية للإرهاب والإرهابيين فى داخل وخارج سيناء.. ولذلك تراجعت كثيرا الأعمال الإرهابية التى تعرضنا لها خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة والتى شملت تفجيرات عديدة حتى لمنشآت شرطية ومدنية ودينية واغتيالات عديدة..

وشرعنا فى استعادة مظاهر الحياة الطبيعية فى مدن شمال سيناء بعد أن عاد إليها أهلها الذين تركوها فى سنوات سابقة.. إلا أن الإرهاب الأسود عاد ليطل بوجهه القبيح علينا مجددا عندما قام فى غضون الأيام الماضية بعمليتين، واحدة استهدفت محطة رفع المياه فى غرب سيناء والأخرى استهدفت نقطة عسكرية بالقرب من حدود سيناء، وفقدنا عددا من الشهداء  خلالهما، وهو ما حفز قواتنا المسلحة الى تكثيف عملياتها  لمطاردة  الارهابيين فى سيناء.


وهكذا ان تصفية البنية التنظيمية للإرهاب فى البلاد لا تحقق التخلص الكامل من شروره..

فإن بقايا الارهابيين قد يلتزمون حالة الكمون ويدخلون الإنعاش بعض الوقت يسترد فيها الاٍرهاب قواه ليعود يهددنا مجددا كما تكرر حدوث ذلك من قبل أكثر من مرة منذ بداية ثمانينيات القرن الماضى وحتى الآن.. فإن القضاء التام على الإرهاب يقتضى مع تصفية بنيته التنظيمية حرمانه ايضا من توفير الدعم الخارجى له المتمثل فى تقديم السلاح والمال والتدريب والملاذ الآمن والخدمات اللوجيستية  للإرهابيين، وكذلك حرمانه من القدرة على احياء التنظيمات الارهابية مجددا والتى تتم بغواية وتجنيد شباب جدد لها استثمارا للتطرف الدينى الذى مازال شائعا للأسف الشديد، مثلما مازال الدعم الخارجى للإرهاب موجودا حتى الآن كما اشار الرئيس السيسى بعد عملية غرب  سيناء.. وهذا يعنى ان معركتنا مع الإرهاب متواصلة وممتدة ولن تتوقف حتى ولو أصاب الضعف هذا الإرهاب وتراجع نشاطه فى ارضنا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة