محمد قناوي
محمد قناوي


قلم على ورق

روح عكاشة في «راجعين يا هوى»

محمد قناوي

الجمعة، 13 مايو 2022 - 05:00 م

عندما تستمع إلى صوت المطرب مدحت صالح فى بداية تتر مسلسل «راجعين يا هوى» وهو يقول: «حنيت للبيت ولحضن البيت، ده أنا رحت وجيت استكفيت، زيكو ما لقيت، أنا راجع مشتاق للّمة، للعيلة، للحضن الدافى، أصحابى حبايبى فين هما، كان بعدكو حمل على كتافى، والله أجمل منكو ما فى «تجد نفسك متلبسا بالحنين للماضى وأعمال الكاتب الراحل اسامة أنور عكاشة صاحب القصة الاصلية لـ«راجعين يا هوى» والذى قدمها فى مسلسل اذاعى تم بثه فى الاذاعة المصرية قبل 18 عاما، يراودك الحنين الى «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع» و«ارابيسك» و«زيزنييا»  و«المصراوية» وغيرها من الاعمال التى تربت أجيال عليها وانا منهم.

لقد كانت مغامرة أن يتصدى السيناريست الشاب محمد سليمان عبد المالك لكتابة سيناريو وحوار لعمل تم تقديمه قبل سنوات طويلة ولكن بروح العصر الذى نعيش فيه، وقد نجح فى المغامرة بامتياز مع مخرج وفريق عمل رائعين اعادونا لزمن عميد الدراما العربية الجميل الذى كانت أعماله تستقطب كل الاسر المصرية والعربية فقدموا عملا دراميا احترموا من خلاله المشاهدين الذين توحدوا مع احداثه طوال الثلاثين حلقة ، قدموا من خلاله رصدا وتحليلا للشخصية المصرية والمجتمع المصرى وما طرأ عليهما من تغيرات فى السنوات الأخيرة.

نجح «سليمان عبد المالك» فى الحفاظ على روح الحبكة الدرامية التى يتميز بها «عكاشة» سواء فى الاشخاص أو المكان أو الاختلافات بين طبقات المجتمع، فقدم شخصية «بليغ أبو الهنا» خالد النبوى تشبه شخصيات «حسن النعمانى فى «ارابيسك» أو على البدرى فى «ليالى الحلمية» أو حافظ وشوقى رضوان في»الشهد والدموع» او بشر عامر عبدالظاهر» فى «زيزينيا»، وايضا شخصية عم بليع «جابر ابو الهنا» الرجل المثالى المحافظ على القيم والاخلاق، اما المكان فهو حى الجمالية العتيق،الذى يمثل جزءا من تاريخ القاهرة القديمة والذى يعشق «عكاشة» التأكيد فى اغلب أعماله على أهمية وقيمة المكان، ونجد الاختلافات بين طبقات المجتمع فقدم نموذجا للتضاد متمثلا فى الجانب الشعبي، وتمثله عائلة يسرية «وفاء عامر» مقابل الجانب الأرستقراطى، وتمثله عائلة شريفة «انوشكا».

«راجعين يا هوى» عمل درامى اجتماعى ملىء بالناستولوجيا ولكنه يدق ناقوس الخطرحول قيمنا الانسانية وروابطنا الاسرية التى أصبحت مهددة بالانقراض فى زمن طغت فيه المادة على كل شيء وفسدت العلاقات الاجتماعية واصبحت تحكمها المصالح.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة