يسرا: أحلامى سعيدة لهذه الأسباب
السبت، 14 مايو 2022 - 03:24 م
أخبار النجوم
أحمد سيد
عندما تدخل منزلها تنتابك للوهلة الأولى حالة من الهدوء والراحة والطمأنينة، تستقبلك بترحاب شديد ووجه بشوش، لتعطيك إحساسا بالألفة، ومع التعمق قليلا فى ديكورات منزلها تجد البساطة عنوانها، وتلاحظ أيضا مدى الاهتمام والتنظيم الشديدين به، حيث تجد كل قطعة بالمنزل فى مكانها الصحيح، منها الزهور التى تزين أركانه والتحف التى تعطيك لمسة جمالية بالمكان، ولوحتها التى تزين الحائط ويعود تاريخها الى أحد الأعمال التراثية لها، باختصار منزلها يعبر عنها.. إنها يسرا، التى قررت أن تنقل الواقع على الشاشة وتقدم لنا شخصية فريدة فى مسلسل “أحلام سعيدة”، والقريبة الى شخصيتها، وخاصة فى جانب التنظيم والاهتمام بكل تفاصيل منزلها.
“أخبار النجوم” التقتها، وكشفت عن عديد من التفاصيل الخاصة بالعمل، كما تتحدث عن برنامجها “كلام فى الحب”، والذى عرض على قناة mbc، ورأيها فى عودة حسين فهمى إلى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وفيلمها الجديد “ليلة العيد”.
ما السر وراء التغيير هذا العام لتقديم عمل كوميدى؟
كنت أبحث عن التجديد والتنوع بعد سلسلة من الأعمال الجادة والتراجيدية التى تقدم عديد من القضايا الاجتماعية الجادة، وكنت منذ عرض مسلسل “شربات لوز” لم أقدم عملا كوميديا، وقررت أن أغير من جلدى تماما هذه المرة وأقدم عملا كوميديا، وهو ما تحقق من خلال مسلسل “أحلام سعيدة”، وعندما عرض على العمل من قبل الشركة المنتجة والمؤلفة هالة خليل انتابتنى حالة من الإعجاب الشديد بالسيناريو المكتوب بحرفية شديدة، وفاجأتنى ببراعتها فى كتابة هذه النوعية من الأعمال، خاصة أن من المتعارف عليها أنها مخرجة أعمال جادة تناقش قضايا شائكة بالمجتمع، ورأيت أنه عمل يعتمد فى الأساس على كوميديا الموقف، ولكن كما تعتمد بعض الأعمال الكوميدية على إلقاء الإفيهات، وليس فى مسلسل “أحلام سعيدة” وجدت أن الإفيه يظهر من الموقف نفسه، وكنت أرغب فى أن أخرج من محاصرتى فى عدد من الأدوار الجادة فى الفترة السابقة.
كيف استعديت لشخصية فريدة أو ديدى التى تفقد البصر نتيجة إصابتها فى حادث خاصة أنها المرة الأولى التى تقدمين فيها هذه الشخصية؟
شخصية فريدة أو ديدى التى تفقد بصرها أرهقتنى كثيرا، وخاصة أن هذه المرة الأولى التى أقدم فيها شخصية سيدة تفقد البصر، وهو ما دفعنى لتدريب على هذا الأمر كثيرا، وساعدنى أيضا فى ذلك تجسيدى لشخصية من قبل تفقد بصرها فى عمل سينمائى، وظللت أتدرب عليها كثيرا، ولكن لم يتم تصوير الفيلم، وظلت الشخصية في الذاكرة، وهو ما ساعدنى على استخراجها فى هذا العمل، وأرى أن كان من الممكن تقديم هذا العمل بشكل تراجيدى من خلال هذه الشخصية إلا أنى فضلت أن تقدم بشكل كوميدى، لأن ليس من الضرورى أن كل صاحب عاهة أو أزمة صحية أن يعيش حياة بائسة، ويبكى على الأطلال، وهناك كثيرون يتعايشون مع أزمتهم الصحية بكل شفافية ووضوح، بل يتعاملون معها كونها حافزا إيجابيا لهم، وهو ما يؤكد عليه المسلسل بعيدا عن النكد والبكاء، برغم من فقدان بصرها إلا أنها تعيش حياتها بشكل طبيعى وابتسامتها تملأ وجهها، وتخطت إصابتها وفضلت الحياة.
هل قابلت هذه الشخصية فى حياتك ؟
قابلت هذه الشخصية فى حياتى كثيرا، ولعل من أبرزهم الراحل عمار الشريعى، والذى تحدى كل الظروف العصيبة التى مر بها، واستطاع أن يكون من رواد الموسيقى فى مصر، وكذلك الموسيقار عمرو سليم والدكتور أحمد يونس، وهما من المشاهير فى المجتمع ولم يتأثروا بفقدان البصر بل كان بالنسبة لها تحدى من أجل الوصول الى أهدافهم، وحققوا بالفعل نجاحا كبيرا فى حياتهم العملية.
هل كان ذلك مقصودا مع القضايا الأخرى التى يطرحها العمل والتى تمثلها كل من غادة عادل ومى كساب وشيماء سيف؟
الهدف كان تقديم قضايا المرأة سواء الفتاة الأربعينية التى ترفض الزواج أو الفتاة التى تجد عدم اهتمام من زوجها، ويتزوج عليها، جميعها أزمات موجودة فى المجتمع، وكانت الهدف أن نقدمها بطريقة مؤثرة وفى نفس الوقت نرسم البسمة على وجوه المشاهد بعيدا عن مشاهد النكد، وأرى أن تقديم هذه النوعية من القضايا بشكل كوميدى سلاح ذو حدين، قد تؤثر الكوميديا على المضمون الفنى، ولكن هذا لم يتحقق، وكان هناك ميزان من جانب هالة خليل، والتى ألقت الضوء على قضايا المرأة والجمهور تفاعل معها، وفى نفس الوقت استمتع بها ورسمنا البسمة على وجوههم، للتأكيد على أن الحياة ستستمر ولن تتوقف حتى فى ظل هذه الأزمات والمشاكل.
شخصية فريدة شديدة الانضباط والتنظيم بمنزلها وتنزعج من الفوضى لدرجة “الحسوكة”.. فماذا عن يسرا؟
شخصية فريدة لها طابع خاص، ولديها داء النظافة والترتيب داخل منزلها وترفض الفوضى وعدم النظام، فهى تحب عندما تبحث عن شئ بمنزلها تجده فى مكانه وهى تفاصيل بسيطة ولكنها مهمة فى تركيبة شخصية فريدة، والتى وضحت بشكل أكبر عندما فقدت بصرها، حيث تبحث عن ما ترغب فى استخدامه وتجده فى مكانه وذلك بناء على ترتيبها وتنظيمها بمنزلها، وهو أمر أحرص عليه أيضا داخل منزلى.
نفهم من ذلك أن يسرا “محسوكة” أيضا مثل فريدة وهذه أكثر الأشياء التى تجمع بينكما؟
أرى أننى “محسوكة” مثل ديدى، وأتصور أن هذا الأمر الأكثر تشابها بينى وبين الشخصية، لأنى أحب أن يكون منزلى يسيطر عليه التنظيم والترتيب.
ما الذى يمكن أن تقدمي على شرائه بمبلغ باهظ مثلما فعلت فريدة عند شرائها قبعة والدتها بمزاد ودفعت فيها 200 ألف جنيه؟
ليس هناك شيئا محددا يمكن أن أشتريه بمبلغ كبير، ولكن المؤكد لم أفعل مثلما حدث مع ديدى بدفعها 200 ألف جنيه فى “قبعة قش”.
هل تفضلين العزلة عندما تصابى بأى مكروه مثلما فعلت فريدة والتى رفضت أن يعلم أحد بحقيقة ما أصابها فى الحادث؟
هناك كثير من الشخصيات التى تفاضل أن تعزل نفسها عن أى شخص عندما يصيبها أى مكروه، ولا ترغب فى أن يعلم أحد بما تعرضت له، وذلك حتى لا ترى فى عيون الآخرين نظرة الشفقة والإحسان، ولكن فريدة كانت تنتابها هذا الأمر فى البداية، بعد دخول غادة عادل وشيماء سيف ومى كساب فى حياتها أصبح لها شلة، وأصبحت اجتماعية، وكان ذلك سببا فى تغيير فلسفتها ونظرتها فى هذا الجانب.
“شلة ديدى” كان لها نصيب كبير من الشهرة عبر السوشيال ميديا لدرجة أن البعض فضل أن يطلق على العمل هذا الاسم بدلا من “أحلام سعيدة” كيف ترين هذا الأمر؟
أعتبره نوعا من النجاح للعمل وأتصور أن اسم “أحلام سعيدة” الاسم الأنسب للعمل، وأما “شلة ديدى” فهى لطيفة، وشاهد على هذه الكيمياء الاختلاف المتباين بين شلة ديدى، وكان سببا أيضا فى خلق حالة من الكوميديا والمواقف التى تجمع بينهن.
البعض ربط بين شخصيتك فى المسلسل وشخصية الفنانة الراحلة سهير البابلى فى فيلم “بكيزة وزغلول” كيف ترين ذلك؟
أرى أن هذا الربط غير دقيق، لم يُقتبس أى شي من شخصية “بكيزة” فى الفيلم السينمائى الشهير أو العمل التليفزيونى، والذى أشاهده حتى الآن ولا أمل منه، فهو أحد العلامات فى السينما والتليفزيون، ولكن يمكن أن تقول أنى استعنت ببعض تفاصيل سهير البابلى فى الحقيقة، لأن “سوسكا” من الشخصيات التى تحب الاندماج مع المجتمع، وهو ما وضح فى الحلقة الأولى من العمل حيث تجولت ديدى فى المترو وهى مرتدية القبعة وخاصة أنها من طبقة أرستقراطية، وكذلك سهير البابلى أو كما لقبوها بـ “سوسكا”، فإننى استعدت بنمط حياتها فى الحقيقة بعض الشئ لتقديم شخصية ديدى وليس شخصيتها فى مسلسل أو فيلم “بكيزة وزغلول.
كيف ترين التعاون مع هالة خليل وعمرو عرفة؟
أرى أنه تعاون مثمر للغاية، فهذا العمل يعد التعاون الأول مع المؤلفة هالة خليل، والتى كانت ترغب فى تولى إخراج العمل إلا أن انشغالها بكتابة سيناريو العمل، دفع شركة الإنتاج للاستعانة بالمخرج عمرو عرفة، والذى تجمعه صداقة بينه وبينها، وكانت هناك حالة من التفاهم فيما بينهما، كما أن هذا العمل لم يكن التعاون الأول الذى يجمع بينى وبين عمرو عرفة حيث قدمنا سويا مسلسل “سرايا عابدين”، والذى حقق نجاحا كبيرا، كما أن عمرو عرفة يعد من المخرجين القلائل الذين لديهم حس كوميدى، فضلا عن كونه ينجز فى عمل بشكل إيجابي.
ما السر وراء تقديم برنامج “كلام فى الحب” والذى عرض على قناة mbc ؟
كنت أرغب فى تقديم برنامج غير تقليدى، وهو ما وجدته فى برنامج “كلام فى الحب”، حيث وجدت أن معظم البرامج التى تقدم برامج تعتمد على كشف السلبيات الاجتماعية، ونسينا العواطف والمشاعر ونسينا أننا اناس من لحم ودم، بداخلنا مشاعر وعواطف تأثرت كثيرا بمشغوليات الحياة وصعوباتها، وفى برنامج “كلام فى الحب” قابلنا أكثر من 100 شخصية، وكلنا نتحدث عن الحب بجميع أنواعه، وهناك ضيوف كثر لأناس عاديين وشخصيات معروفة وهناك ضيوف ليسوا معروفين، لكن هؤلاء الشخصيات صاحبة فضل فى حياتها بطريقة معينة، ومعروفة لفئة من الناس.
يرى البعض أن برنامج “كلام فى الحب” يشبه الى حد بعيد شخصية يسرا.. فما تعليقك؟
أنا أحب الحب، والحب شيء جميل، وقيمته تجعل منك كإنسان قيمة أكبر، ولا استطيع أن أعيش من غير الحب.
كيف ترين رحلتك فى تقديم البرامج خاصة أنك تحرصين على تقديم برامج بعيده عن المألوف؟
أبحث دائما عن تقديم أعمال خارج الصندوق، سواء من حيث المضمون أو الشكل، وأتصور أننى نجحت فى هذا الأمر، حيث قدمت عديد من البرامج الجيدة، والتى تقدم الجانب الإيجابى فى المجتمع، ولعل منها “بالعربى” والذى استضفت فيه عدد من المشاهير والسياسيين، وكان يتحدث عن العروبة والقومية والتعايش بين الأديان، كما كان هناك برنامج “الموعد” الذى اعتمد على استضافة شخصية شهيرة من جميع أنحاء العالم، وتتم محاورة هذه الشخصية فى أماكن أثرية مصرية حية ومهمة، كثير منها غير معروف لشرائح وفئات فى المجتمع، لذلك البرنامج كان يسلط الضوء على هذه الكنوز بقوة، وأخيرا برنامج “كلام فى الحب” الذى يقدم جانب آخر من الإيجابيات التى لابد أن نلقى الضوء عليها.
كيف ترين عودة حسين فهمى الى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته المقبلة؟
أراه اختيار موفق للغاية، خاصة أن حسين فهمى يمتلك القدرات والخبرات لتقديم دورة مختلفة ومميزة، وقادر أيضا على نجاحها بشكل كبير يكمل ما حققه المنتج محمد حفظى من نجاحات حققها القاهرة السينمائى فى الفترة الماضية، وأقول لـ حسين فهمى عودة حميدة وتستحقها عن جدارة واستحقاق، وأتمنى التوفيق والنجاح دائما.
ماذا عن أعمالك المقبلة؟
أنتظر عرض فيلم “ليلة العيد” والذى انتهيت من تصويره منذ فترة قصيرة، وهو من الأفلام التى تناقش قضايا عديد للمرأة، وأتصور أنه سيكون مفاجأة للجمهور.