الأربعاء، 18 مايو 2022 - 07:00 م

كتب: أبوالمعارف الحفناوي

عادت القرية إلى طبيعتها عقب تدخل الأجهزة الأمنية والقيادات الشعبية، في إنهاء الخلافات الثأرية وضبط الأسلحة والمسجلين خطر، والعمل على تنمية القرية ثقافيًا واجتماعيًا وتوفير حياة كريمة لأبنائها،  عقب معارك استمرت قرابة نصف قرن، وتجدد حلم شبابها بتحقيق الأمن والأمان، إلا أن معركة دامية نشبت بين عائلتين تربط بينهما علاقات نسب، حالت سريعا دون ذلك.

هنا في قرية حمرة الدوم، التابعة لمركز نجع حمادي، والمتاخمة لقرية أبو حزام، والتي حدثت فيها المذبحة التي حصدت أرواح 11 قتيلا منذ أشهر، بينهم أطفال وسيدات، حاول البعض من شباب القريتين بسرعة حقن الدماء، ودشنوا كيانات شبابية،  لدعم القريتين وتهدئة الموقف، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية والشعبية، كما طالبوا بالعمل سويًا للنهوض بالقريتين في شتى المجالات، حتى ينعم أهل القريتين بحياة كريمة، وهو ما دفع المسئولين بمبادرة حياة كريمة، بإدراج القريتين ضمن المبادرة، التي ستغير وضع القريتين تماما.

ومع هدوء نسبي لم يكمل عاما، ومع كل هذه المبادرات، والحلم الذي سيطر على جميع العائلات في القريتين، نشبت مشادات كلامية بطلتها سيدات، بسبب خلافات الجيرة، كانت في بدايتها مشاكل عادية، إلا أنها سرعان ما تطورت، بعد تدخل شباب ورجال من العائلتين، حتى أسفرت المشاجرة عن مصرع وإصابة 6 أشخاص بينهم سيدة.

المعركة بين العائلتين،  وقع ضحيتها 4 قتلى بينهم سيدة، وأصيب آخرين، ومن بين القتلى شاب كان محكوم عليه بالسجن المؤبد، رفضت أسرته الذهاب به إلى المستشفى لعلاجه، خشية تنفيذ الحكم عليه، وظل ينزف دما، لمدة قاربت أكثر من 24 ساعة، حتى  فارقت روحه الحياة، وتم نقله إلى مشرحة المستشفى، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لدفنه.

إقرأ أيضاً | السجن المشدد 5 سنوات لـ3 متهمين بـ«حرق كنيسة كفر حكيم» في كرداسة

وكان اللواء مسعد أبو سكين،  مدير أمن قنا،  تلقى إخطارًا من غرفة العمليات،  بمصرع سليمان عبدالفتاح، وإصابة شقيقيه همام، ومحمد الذي توفي متأثرًا بإصابته،  ومقتل بشار مريد سالم، وإصابة رابحة عمار سالم، 43 عاما ، لفظت أنفاسها داخل المستشفى،  وإصابة عمار مريد سالم، بسبب خلافات عائلية بقرية حمرة الدوم بنجع حمادي.

وبعد المعركة، فرضت الأجهزة الأمنية بقنا، سيطرتها على القرية، وفرضت كردونًا أمنيًا للحد من الاشتباكات، وضبطت متهمين اثنين في الواقعة، بينما خيم الحزن على أهالي القرية، التي كان يحلم أهلها بعدم عودة المشاجرات مرة أخرى، وتحويل القرية إلى ساحة للمعارك.