كرم جبر
كرم جبر


اتركوها ترقد فى سلام!

كرم جبر

الأربعاء، 22 يونيو 2022 - 06:55 م

العدالة السريعة هى الشىء الوحيد الذى يشفى القليل، فلا مجال للتفسيرات العبثية، لأن "نيرة" عروس المنصورة، دفعت حياتها ثمناً لأفعال شاب متهور، عديم التربية والأخلاق والضمير والدين.

لم يكن يحبها، لأن من يحب لا يقتل ولا يذبح ولا يريق دماء حبيبته مهما كان الأمر، الوحشية التى ذبحها بها تؤكد الهمجية والبلطجة والاستهانة بأرواح الناس، الحب لا يعرف القتل.

وهو ليس مريضاً نفسياً، بل مدرك لكل طعنة فى جسد "نيرة"، ولم يكتف بالطعن بل الذبح، ليتأكد تماماً أنها فارقت الحياة ولا سبيل لإنقاذها، والمرض النفسى مهما كانت خطورته لا يصل إلى إيذاء الغير بهذه الدرجة.
ولا يستحق أن يكون طالباً جامعياً، ومكانه الطبيعى هو الأماكن القذرة بعيداً عن الحرم الجامعى، وشتان بين طالب متربى ومتعلم، وبين بلطجى جاء من البالوعات.

الشىء الوحيد هو العدالة السريعة الناجزة، فالجريمة وقعت أمام الجميع بالصوت والصورة، وشهود العيان بالعشرات والاعتراف سيد الأدلة، ولا حاجة إلى التطويل ولا المرافعات التى تخرج عن نطاق الجريمة، ولا اختلاق الحجج والمبررات.

أما التفسيرات العبثية التي تربط بين القتل والزى، فلا يثيرها إلا عقول إجرامية لا تقل عنفاً عن القاتل، ولا داعى أبداً للاهتمام بهذه الخرافات أو الرد عليها، وأرجو من يزعم ذلك أن يتصور أن الضحية هى ابنته أو زوجته أو قريبته، وهل كان يحميها حجاب أو نقاب من بلطجة مجرم خطير؟.
في الزمن الحزين أصبح بعض الطلاب يذهبون إلى المدارس والجامعات بمطواة أو سكين، كما فعل القاتل، وبدلاً من أن يهدى حبيبته وردة أو كلمة طيبة، يفاجئها بطعنة فى القلب، انعكاساً لثقافة هابطة تغزو العقول والقلوب.

عذاب الحب يخلق طاقات من الإلهام والإبداع والخيال، ويجعل المعذب هائماً فى فضاء فسيح يبحث عن حبيبته، ويتمنى لها الخير والسعادة أينما كانت.
أما الحب فى الزمن الحزين فيرفع شعار "الموافقة أو القتل"، وعلى أى شىء توافق الفتاة الضحية، وهى ترى شابا مستهترا لم ينته من تعليمه، وتبشر الحياة معه بالفقر والعذاب والضياع، أليس من حقها أن تختار من يشاركها حياتها، أم البديل هو القتل ؟.

لا أريد أن أقول هى ظاهرة، لأن بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وحياتنا عامرة بشباب وشابات، فى منتهى النجاح والتفوق، ويخطون إلى المستقبل بحب وتفاؤل.
أما هذا النموذج فهو استثناء لا يعبر عن واقع الشباب، استثناء يخلق ضباباً يحجب الرؤية لبعض الوقت عن النماذج الطيبة.
شبابنا الطيب هم من شعروا بالحزن والقهر والألم على زميلتهم الراحلة، فخرجوا فى مواكب الحزن يودعونها إلى مثواها الأخير، واعتبروها قديسة ورسموا صورها بأجنحة ملائكة.
اتركوها ترقد فى سلام، فقد كشفت روحها الطاهرة عن وحوش يعيشون بيننا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة