د. سارة الذهبى
د. سارة الذهبى


يوميات الأخبار

كتالوج التعامل مع الخرس الزوجى

الأخبار

السبت، 25 يونيو 2022 - 07:59 م

 

جوزك كويس معاكى بس مفيش بينكم حوار.. خدى انتِ الخطوة.. مراتك كويسة بس مبتعرفش تتناقش معاك بالشكل الصح.. فهمها ايه الصح بالراحة وخد انت الخطوة..
فى مشهد زمان اتربينا عليه فى بيوت أهالينا.. وكبرنا لقيناه فى الأفلام الأبيض وأسود.. لقينا لغة حوار محترمة بين الأب والأم.. نقاش هادى بينهم بيوصلوا فيه لحل لأى مشكلة؛ والأمر لا يخلو طبعًا من شوية مناوشات على تنشيف دماغ فى بعض الأحيان بس كان الجو العام السائد هو الاحترام المتبادل.

دلوقتى الجيل الحالى من أكبر مشاكله اختفاء لغة الحوار وغياب التواصل بين الزوج والزوجة اللى بتوصل أحيان كتير للخرس الزوجى، وسببه ان يا إما هتلاقى الاتنين مش عارفين يتكلموا مع بعض أصلًا لأن مفيش بينهم لغة حوار مشتركة أو أن من ضغوطات الحياة مبقاش فيه وقت يقعدوا سوا فيه و يتكلموا وهما وشهم فى وش بعض..  فلو فى حاجة مهمة بيتكلموا فيها على السريع فى مكالمة على الموبايل أو ڤويس على الواتس آب ! 

بس الناس دى لما بتقعد مع نفسها وبتفوق وبتقيّم علاقتها بشريك حياتها بيتفاجأوا أنهم زيرو تواصل.. مبيعرفوش يدخلوا فى نقاش سوا إلا ولازم تكون آخرته خناقة أو قمص أو حد بيسيب التانى ويمشى! 

زوجات كتير بتشتكى من انعدام لغة الحوار بينهم وبين الأزواج وهتلاقى أزواجهم برضه شايفين انهم مش بيرتاحوا فى الكلام مع زوجاتهم.. طب ايه السبب ونحلها إزاى؟؟ 

فى خطوة مهمة قبل التواصل بيغفل عنها الأغلبية وهى فن «الإنصات» إنصات يعنى اسمعك بكل جوارحى.. أسمعك وأنا منتبهلك ومركز معاك… عينى فى عينك مش فى موبايل ولا فى تليفزيون.. وعلى فكرة المهارة دى مش سهل تتطبق بالشكل الصح.. وقليل اللى بيكون فاهم أهميتها فى توطيد التواصل وتحسين العلاقة بشريك الحياة.

العادى اننا نلاقى الست بتكلم جوزها وهو عينه فى الموبايل وبيرد على مسدچات وبيسمع كلمة وعشرة لأ…

العادى نلاقى الست بتقاطع جوزها فى نص كلامه المهم عشان تقوم تشغّل الغسالة أو تزعق للعيال فتقطع عليه حبل أفكاره.

ونتيجة طبيعية هتلاقى الست اللى جوزها مش بيرفع عينه من على الموبايل مكملتش كلامها عشان زعلت من عدم اهتمامه واتقمصت..

وطبيعى تلاقى الراجل اللى مراته سابته وقامت تشغل الغسالة بطّل يحكيلها حاجة تانى لفترة وزعل منها حتى لو مبيّينش كده..

فالأول لازم الطرفين يتعلموا فن الإنصات..

ويليها لازم يعرفوا يختاروا الوقت المناسب للكلام، يعنى مفيهاش حاجة لما تسألى جوزك انت فاضى دلوقتى عشان محتاجة اتكلم معاك فى موضوع؟ 
وعادى تقبلى منه انه يقولك أنا دلوقتى مشغول وهفضى كمان شوية وأتكلم معاكى.. بس الموضوع هنا محتاج لذكاء فى الرد من الزوج برضه، وعامة مش هيجرى أى حاجة لو الزوج والزوجة اعتمدوا الكلام الحلو والدلع فى ردودهم على بعض.. ده حلال على فكرة.. مش بقولكم الموضوع كله قائم على تعلم فنون للحوار وأدوات نستخدمها بذكاء عشان نخلق الحوار حتى لو مش موجود.. طيب دلوقتى وصلنا للوقت المناسب للطرفين.. نقوم نعمل كوبايتين شاى حلوين أو أى مشروب بتحبوه ونقعد فى هدوء كده بعيد عن دوشة الولاد ونتكلم.. الجمال بقى إن حتى لو فى مشكلة هنتكلم فيها لا قدر الله نبدأ بالمزايا وبكلمتين حلوين… اسمعوا منى..

مل البيت عليكى بزيادة والمسئوليات تعبتك؛ جربى تقوليله فى الأول أنا عارفة قد ايه انت بتتعب فى الشغل عشان خاطرنا ربنا يديك الصحة يارب بس كان عندى طلب صغير.

هتقوليلى ومين بقى عنده الخُلق يقعد يفرش الفرشة دى قبل كل مشكلة عايز يتناقش فيها؛ هقولك طب انتِ عايزاه يسمعك ويتجاوب معاكى وتلاقوا حل والا عايزه تتبعى أسلوب الهجوم وتفشى غلك وتخليه يقوم ويسيبلك القعدة والبيت كله عشان هو مش ناقص كلام سلبى؟؟؟

لازم تكونى ناصحة وذكية وتتعلمى تكسبى جوزك إزاى.. والعكس صحيح للرجالة؛ لو فى حاجة مضيقاك من مراتك انها مثلًا قللت اهتمامها بيك وده مضايقك بلاش تهاجمها وتقولها أنا زهقت ودى مبقتش عيشة؛ الحوار هينتهى بخناق وزعيق وزعل وعواقب لا تنتهي.. جرّب تدخلها من مدخل تانى… أنا عارف قد ايه انتِ بتتعبى مع الولاد وفى مذاكرتهم وتمارينهم بس أنا فين بقى؟؟؟ نسيتينى والا ايه؟؟ وتقول كده وأنت بتهزر وبتضحك… 

عارفين ليه بقولكم على الطريقة دى؟؟

عشان هدف الحوار الحل مش الخناق..

اننا نقرّب وجهات النظر مش نطلّع طرف صح والتانى غلط.. عشان نتعود على الأسلوب الراقى والكلمة الطيبة حتى لو فى مشكلة، فى الأول ممكن نقعد كذا سنة مرة تصيب معانا وعشرة تخيب بس بعد كده هنفرح بالرُقى اللى وصلناله واللى ولادنا شايفينه فى البيت من احترام وتقدير وتفاهم بين الأب والأم.. طيب دلوقتى عرفنا هنتكلم امتى وازاي.. خلونا نتفق برضه نتكلم فى ايه ونبعد عن ايه؟

مش من الذكاء انك تتكلمى مع جوزك فى كل المواضيع بدون فلترة.. انتبهى ان فى حاجات هتكون مش من اهتماماته…


الراجل بطبعه حتى لو قاعد مع أصحابه هتلاقيه بيسمع كلام كتير بيدور حوليه بس مش هيشارك الا لو اتطرح موضوع يهمه؛ هتلاقيه ساب اللى فى ايده و قال رأيه…

أهو ده بالظبط اللى بيحصل معاكي؛ فحاولى تتكلمى فى مواضيع مشتركة بينكم لو احنا بنتكلم هنا إن مفيش مشكلة هتتناقشوا فيها بس عايزه ترغى معاه… متاخديش موضوع عدم رده على كل كلمة بشكل شخصي.. الرجالة غيرنا … احنا الستات بنحب نعقّب على كل جملة وناخد وندّي.. الرجالة مش كده.
فخلى عندك ذكاء، ايه المواضيع اللى تتكلموا فيها وايه المواضيع اللى تخليها لمامتك .. لأختك أو صحباتك فى الشغل .. لازم يكون عندك بدائل نسائية تحب الرغى عشان تخرجى معاهم طاقتك.. ده ذكاء الست.. بس برضه فى ذكاء مطلوب من الراجل انه حتى لو الموضوع مش على هواه مش لازم يحرج مراته أو يقولها كلام مضمونه انها تافهة أو سطحية..

انت لازم كراجل تفهم انت كمان طبيعة الست.. مراتك لما تكون بتحبك هتعوز تتكلم معاك علطول، هتحب ترغي، طول ما هى كده افرح واطمن لكن أول ما تلاقيها خدت منك جنب ومبقتش تتكلم أنا بقولك لازم تقلق.. لأن كده فى حاجة.. وحاجة مش بسيطة كمان…

من أهم أدوات فن الحوار اننا منقعدش لبعض على الواحدة.. وان لما حد فينا يفضفض للتانى فى لحظات ضعفه الطرف التانى ما يستخدمش الكلام اللى اتقاله وقت الفضفضة ضده وفى التلقيح بعد كده…

عارفين ليه الحوار بين الأصدقاء بيكون ناجح؟ عشان كل طرف بيتكلم براحته بدون خوف… صاحبى مش هيهاجمنى ولا هيعلقلى المشانق.. مش هيحكم عليا عشان بيحبني.. بتكلم معاه على طبيعتى من غير قلق…

وعارفين ان فى أزواج بسم الله ما شاء الله وصلوا بعد جهد كبير للمرحلة دي… انهم أصدقاء وقت الفضفضة..

مش زوج وزوجة كل واحد بيحاسب التانى على الهفوة أو بيلوم التانى عمل كده ليه وازاي.. وعلى فكرة الأصدقاء بيقوّموا بعض وبيفوقوا بعض لو حد غلط بس بطريقة فيها محبة ولين .. ومحدش فيهم خايف من التانى أو بينظّر على التاني.. فلو مفيش لغة حوار بينك وبين جوزك جرّبى تكسبيه فى صفك.. جربى تلعبى دور الصديق اللى لما بيتكلم معاه بيرتاح ويتطمن.. الزوجة الشاطرة والزوج الشاطر مش بيلعبوا الدور ده وبس فى حياة بعض… بيلعبوا دور الأم و الأب أحيانًا فى الحب الغير مشروط.. بيلعبوا دور الأصدقاء فى الراحة والشقاوة…بيلعبوا دور الزوج والزوجة فى الاحتواء والمودة…

بدل بحب حد لازم أعمل كل اللى فى ايدى عشان أريحه وأسعده وطاقتى هتوصلّه وهيعمل كده هو كمان بدون وعى حتى لو خطواته بطيئة عنى بس كفاية انه بيحاول عشاني…

جوزك كويس معاكى بس مفيش بينكم حوار.. خدى انتِ الخطوة.. مراتك كويسة بس مبتعرفش تتناقش معاك بالشكل الصح.. فهمها ايه الصح بالراحة وخد انت الخطوة..

فى شباب بيكون اتربى فى بيت مفيهوش ثقافة التحاور بين الأب والأم فلازم نلتمسلهم العذر ونبذل مجهود معاهم لأن ده مش ذنبهم… لو كانوا شافوا ده فى بيتهم كانوا اتعلموه بالفطرة.. وعايزه أهمس فى ودن كل ست.. لو عايزه حاجة تتغير فى جوزك وشايفة عنده الاستعداد بس هو مش عارف يعملها قوليله خطوات..اه والله مش بهزر… اطلبيها منه بوضوح..

اديله الكتالوج… انا بحب فى الموقف الفلانى تعمل كده.. والموقف العلانى بحبك تعمل كده.. هتقوليلى بس ايه الجمال فى كده؟ انا هحس انها مش طالعة من قلبه…

هقولك دى طبيعة الرجالة… لما بيتقالهم معلومة محددة بينجزوا أحسن بكتير من طريقة التلميحات أو رمى كام كلمة من تحت لتحت.. الرجالة ملهاش فى التلميحات … ليهم فى الكلام المباشر.. ده كتالوجهم و دى طبيعة تكوينهم…

مش بقولكم لما بنفهم طبيعة بعض بنرتاح و بنقصّر المسافات على بعض..

كتالوج الستات غير الرجالة…

دماغنا غير دماغهم.. تكويننا غير تكوينهم..

و لازم نفهم ان الجواز الناجح مش بنوصله بسهولة…

الحوار الراقى الناضج محتاج تعب و شغل عليه سنين و سنين.. مش بتلاحظ ان والدك و والدتك زمان كانوا صداميين أكتر فى نقاشاتهم بس دلوقتى معظم كلامهم بقى على الهادي؟ 

عشان فهموا كتالوج بعض.. السنين ليها تأثير و العشرة بتعلّم اللى ما بيتعلمش.. خدوا خطوات لبعض و مش مهم مين اللى بدأ.. المهم انكم بعد كام سنة لما هتشوفوا وصلتوا لفين بعلاقتكم هتحمدوا ربنا انكم استثمرتم علاقتكم ببعض وتعبتوا عشان توصلوا بيها لبر الأمان…

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة