صالح الصالحي
صالح الصالحي


صالح الصالحي يكتب: ليبيا خلاف ممتد

صالح الصالحي

الأربعاء، 06 يوليه 2022 - 06:12 م

 

هل تنجح خطة المجلس الرئاسى الليبى فى السيطرة على الشارع الليبى وإنهاء الخلافات الليبية والدفع بالانتخابات فى أقرب وقت؟!.. سؤال يردده الجميع فى وقت تسبب غياب التوافق السياسى فى خروج تظاهرات شعبية الأيام الماضية فى مدن عدة، وخاصة فى طرابلس وطبرق شرق البلاد حيث مقر البرلمان، للمطالبة برحيل جميع السياسيين والإسراع بإجراء الانتخابات.

ليبيا التى تعانى تفاقماً سياسياً وتردياً للأحوال المعيشية منذ حوالى 11 عاماً.. هذه المعاناة التى ازدادت الأيام الماضية ووصلت ذروتها بسبب وجود حكومتين متنافستين، الأولى فى طرابلس وجاءت وفق اتفاق سياسى قبل عام ونصف العام برئاسة عبد الحميد الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحى باشاغا التى جاء بها البرلمان فى فبراير الماضى ومنحها الثقة فى مارس وتتخذ من سرت وسط البلاد مقراً مؤقتاً بعد منعها من دخول طرابلس.. فى الوقت الذى انتهت صلاحية خريطة الطريق التى وضعتها حكومة الدبيبة قبل عام ونصف العام فى 22 يونيو الماضى ولم يعلن المجلس الرئاسى وهو أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد تفاصيل خطته لحسم الخلافات ومعالجة الانسداد السياسى واكتفى بالتأكيد على أن الخطة ستنهى المراحل الانتقالية عبر انتخابات رئاسية وبرلمانية فى إطار زمنى محدد وأنها تدفع فى اتجاه توافق وطنى حول مشروع التغيير الذى يعزز الثقة فى الأطراف السياسية كافة.

وعلى الرغم من التحركات السياسية التى تبذلها البعثة الأممية ومحاولات دعم الحوار الوطنى الليبى برعاية مصرية إلا أن الأمور تتفاقم على الأراضى الليبية.. حيث أكد المحتجون أنهم سيواصلون التظاهر حتى تتنحى جميع النخب الحاكمة.. ودعت لنصب خيام فى الميادين وإعلان العصيان المدنى حتى يتحقق هدفهم المتمثل فى إسقاط المؤسسات السياسية وإجراء الانتخابات.

ويرى المراقبون أن خروج الاحتجاجات فى أنحاء البلاد تعكس الإحباط المتزايد بين الليبيين من تناحر السياسيين المنقسمين والفصائل التى يدور بينها الاقتتال منذ سنوات فى شرق وغرب البلاد.. فى الوقت الذى أجرى ممثلون عن البرلمان والمجلس الأعلى الليبى محادثات فى جنيف خلال الأيام الماضية لكن دون إحراز أى تقدم.. وكما يبدو من خطاب رئيسة بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا ستيفانى وليامز دعمها للاحتجاجات حيث أكدت أنها دعوة واضحة للنخب السياسية لتنحية خلافاتهم جانبا وإجراء الانتخابات.

وعلى ما يبدو أن الأمور لا تتجه للتهدئة حيث شهدت الاحتجاجات أعمال تخريب لبعض المنشآت واحتمال دخول البلاد فى فراغ مؤسسى بحل المؤسسات دون إيجاد بدائل.. ووسط مخاوف من تدخل إخوانى باستغلال الاحتجاجات وهو ما حذر منه الجيش الليبى لكنه لم يتدخل لمنع تواصل موجات الاحتجاجات التى أظهرت  تبرماً من سوء الأحوال المعيشية مما يزيد من تعقد المشهد الذى قد يدفع بالأمور لمزيدٍ من الفوضى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة