السبت، 10 سبتمبر 2022 - 07:15 م

تعمدت اختيار اسم فيلم « احنا بتوع الاسعاف « الذى قام ببطولته الفنانان الراحلان سمير غانم وأمين الهنيدى ليكون عنوانا لمقالى كونه العمل الدرامى الوحيد الذى ناقش طبيعة عمل رجال الإسعاف عن قرب.

فى الأسبوع الماضى توقفت كثيرا أمام أمانة اثنين من رجال الإسعاف بسوهاج عثرا على ٢ مليون جنيه داخل سيارة انقلبت عدة مرات بطريق الصعيد الصحراوى الغربى ولقى مستقلاها مصرعهما وقام المسعفان الامينان  بتسليم المبلغ وبعض المتعلقات الثمينة التى عثرا عليها للشرطة ..ضرب المسعف عماد رويس وسائق الاسعاف علاء أحمد ابراهيم أروع المثل فى الأمانة والشهامة فى زمن قلت فيه الأمانة وكانا مثالا يحتذى به عندما قاما بتسليم مبلغ كبير ربما لم يكن بجيب كل منهما سوى بضعة جنيهات قليلة .. بالتأكيد هذه الواقعة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بل توجد أمثلة كثيرة لأمانة المسعفين فى عملهم فالأمانة عنوان وصفة رجال هيئة الإسعاف ودائما ما يعثرون خلال عملهم على مبالغ مالية يردونها لأصحابها دون طمع أو مجرد التفكير فى الاستيلاء عليها.

 أسعدنى تكريم رئيس هيئة إسعاف سوهاج لهما خاصة أنهما رفضا الحصول على أى مكافأة مؤكدين أن ما فعلاه هو الواجب.
وكنت أتمنى أن يبادر الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة باستقبالهما وتكريمهما التكريم اللائق انتصارا لصفة من أهم الصفات وفضيلة من أعظم الفضائل الانسانية فرجال الإسعاف يقومون بأعمال إنسانية عظيمة تحتاج إلى « تقدير « وتحتاج ايضا إلى «تكريم».
كنت أتمنى أيضا أن يسارع أصحاب برامج التوك شو الشهيرة باستضافتهما على الشاشة باعتبارهما نموذجين للمصرى الاصيل وقدوة حسنة للشباب لإلقاء الضوء على جميل صنيعهما ولمنح المشاهدين طاقة ايجابية بدلا من الطاقة السلبية الناتجة عن مناقشة قضايا « هايفة « واستضافة اشخاص غير مرغوبين يبثون تخاريف تدعو الى الفتنة والعنف والتعصب.

فرجال الإسعاف، ورجال الاطفاء يحتاجون الى التقدير، والى التكريم بما يتناسب مع ما يقومون به من مخاطر وجهود انسانية عظيمة وعمليات إنقاذ سريعة، وعاجلة، ودقيقة.

ويجب علينا ايضا نحن اصحاب السيارات تقديرهم وتكريمهم باحترام « سارينة « سياراتهم وإفساح الطريق لهم بدلا من أن نسد آذاننا عن صرخاتهم لإنقاذ مريض إو إخماد حريق.

ويجب أن يدرك الجميعأن رجال الإسعاف مهنتهم إنسانية بامتياز، بصفتهــم نــداء الاستجابة الأول، والحلقة المفصلية والحرجة فى تأمين المريض وتقــديم رعايــة طبية أولية سريعــة ولهم يدٌ فى الحد من مضاعفات ومخاطر المرض أو الإصابة، بما يقلل من فرص الوفــاة أو الضرر، ويزيد مــن احتمالات التمـاثــل للعــلاج والشفــاء.
شكرا رجال الإسعاف فأنتم حقا الجنود المجهولون ونموذج للعطاء الوطنى . تعملون فى صمت وكانت أفعالكم محط إشادة من الجميع.