جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: بعد المونديال.. هل سنعود إلى «العك الكروى»؟!

جلال عارف

الجمعة، 16 ديسمبر 2022 - 07:03 م

أجدر فرق مونديال قطر الحالى بالتقدير يلتقيان اليوم فى مباراة تحديد المركز الثالث. المغرب وكرواتيا لم يحالفهما الحظ للوصول للمباراة النهائية بعد السقوط أمام الارجنتين وفرنسا. لكنهما قدما أداء رائعا استحق به المنتخبان اعجاب وتقدير الملايين فى كل أنحاء العالم.

وأثبتا للجميع أن المنافسة على القمة الكروية لم تعد محصورة بين القوى الكروية التقليدية فى أوروبا وأمريكا الجنوبية، وأنها يمكن أن تتسع لمن لا يملكون الامكانيات المادية الكبيرة إذا امتلكوا القدرة على التخطيط السليم، وامتلكوا الإدارة الجيدة، وعرفوا كيف تكون رعاية المواهب.

هكذا كتب منتخب المغرب الشقيق فصلا جديدا فى تاريخ الكرة حين أصبح أول منتخب عربى وافريقى يصل لنصف النهائى فى المونديال بأداء رائع وروح قتالية من نجوم تمسكوا باللعب لوطنهم، رغم أن عددا كبيرا منهم يحمل جنسيات أخرى ويملك فرص اللعب لها فى كل مبارياته، قدم المنتخب المغربى أداء متميزا حتى فى مباراة نصف النهائى التى فاز بها حامل اللقب منتخب فرنسا لينال المغرب اعجاب العالم كله الذى تعود - قبل ذلك- من المنتخبات الافريقية والعربية الاكتفاء بالتواجد فى النهائيات أو ما يسمونه «التمثيل المشرف».

أما «كرواتيا»، فقد واصل منتخبها قصة نجاح مذهلة بالنسبة لامكانيات الدولة التى كانت قبل ثلاثين عاما فقط جزءا من يوغوسلافيا السابقة. والتى وصل منتخبها خلال هذه الفترة القصيرة إلى نهائى مونديال موسكو 2018 ليفوز قائد المنتخب الرائع «مودريتش»، بجائزة أحسن لاعب فى العالم، كما احتلت قبل ذلك المركز الثالث فى مونديال ١٩٩٨. وها هى فى مونديال قطر تؤكد  أن وجودها بين الكبار ليس مؤقتا ولا صدفة لا تتكرر.

المغرب الشقيق وكرواتيا يقدمان نموذجين ملهمين لكل منتخبات العالم بأن التخطيط السليم والإدارة الواعية والانتماء الوطنى هى ما يصنع النجاح. أما الفهلوة وغياب التخطيط وسوء الإدارة فنحن نعلم جيدا ماذا تفعل فى الكرة وغير الكرة«» ويكفى هنا أن نتذكر أن مصر التى شاركت فى المونديال قبل تسعين عاما كأول فريق عربى لم تشارك بعد ذلك إلا مرتين لم تقدم فيهما شيئا يذكر.

غدا سينتهى مونديال قطر، وبعد ذلك ستعود المنتخبات لتراجع حساباتها وتستعد للمونديال القادم، وسنسمع أصواتا عديدة عندنا تنادى بإصلاح أحوال الكرة وترى إمكانية الوصول لما وصلت إليه المغرب وكرواتيا، وسنرى وعودا من المسئولين عن الكرة يعرفون أنها لن ترى النور، وسنعود إلى «العك الكروي»، الذى لا ينتهي، ولا يمكن أن ينتهى فى ظل نفس الإدارة التى أدمنت الفشل وأمنت المحاسبة!

روشتة الإصلاح معروفة.. لكننا لم نطبقها بعدما حدث فى مونديال موسكو ولم نحاسب أحدا على الفضيحة. ولو طبقناها لكنا فى مكان آخر، ولما كان نفس المسئولين عن الفشل والفضائح هم نفس المسئولين الذين يعدون الآن بإصلاح لم يتم «!!» ويعتمدون - كالعادة- على أن عودة «العك الكروي» سوف تنسى الجمهور حديث الإصلاح، وأن إعلام المهاترات سوف يخفى سوء الإدارة وأن دورى الشركات يصلح أن يكون بديلا لدورى قوى بين أندية جماهيرية تحتضن المواهب وترى اللعبة التى لا يمكن أن ترعاها أندية بلا جماهير ،أو اتحاد تحكمه نفس الشللية التى ظلت تديره طوال سنوات الفشل!

مرة أخري.. روشتة إصلاح الكرة المصرية معروفة، وطريق الإصلاح مسدود حتى الآن.. فهل نرى جديدا بعد المونديال الذى أعلن للجميع أن خريطة الكرة تتغير، وتضع المغرب الشقيق وكرواتيا الصغيرة «4 مليون مواطن»، بين الكبار فى عالم الساحرة المستديرة؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة