ابنة المتهمة ووالدتها الضحية
ابنة المتهمة ووالدتها الضحية


في قضية بورسعيد.. الأب يطالب بإعدام ابنته

أخبار الحوادث

الأحد، 25 ديسمبر 2022 - 12:32 م

أيمن عبد الهادي

 جريمة قتل بشعة يتحدث عنها أهالي بورسعيد منذ وقوعها وحتى الآن .. المجني عليها أم لثلاثة أبناء لقيت مصرعها على يد ابنتها وصديقها بعد أن ضبطتهما في وضع غير لائق بمنزل الأسرة.


الغريب أن الابنة حاولت تضليل العدالة وإظهار الجريمة على أنها قتل بداقع السرقة حتى تفلت هي وشريكها من العقاب.


تفاصيل مثيرة حول الجريمة تكشفها السطور التالية

داليا سمير الحوشي مشرفة عمال بمستشفى الحياة ببورفؤاد تبلغ من العمر 42 عامًا، تزوجت بـ محافظة بورسعيد، ورزقت بـ 3 أولاد أكبرهم نورهان، التي كانت تعتبرها صديقتها وحبيبتها، فهي فرحة حياتها وأول طفلة لها، وكذلك أول عروسة تفرح بخطبتها من أبنائها.

زوج داليا يعمل في محل لبيع الأحذية بالشارع التجاري، وتعمل هي بمستشفى ببورفؤاد،  وتقيم الاسرة في منزل بمنطقة الفيروز الجديدة بمدينة بورفؤاد.


تقدم شاب لخطبة نورهان وقبلت به الأسرة، وفرحت الام بابنتها وكانت تحتضنها كل دقيقة خلال حفل الخطوبة، وكانت تشعر بالدفء وهي بين أحضانها، وهنا بدأت تتحمل مسئولية جديدة وتعمل أكثر من أجل توفير نفقات الكلية وكذلك تجهيزها للزواج.

بداية الواقعة

انتهت داليا من عملها وذهبت إلى منزلها بحي الفيروز بمدينة بورفؤاد، ولم تمر دقائق حتى سمع الجيران أصوات صراخ من داخل المنزل فهرعوا إلى هناك مع وصول زوجها، وما أن دخلوا للبيت حتى وجدوها ملقاة على الأرض مقتولة ودماؤها تسيل بغزارة.

وعلى الفور تم إبلاغ الجهات الأمنية التي انتقلت إلى مكان الحادث ووجدت السيدة جثة هامدة، وبدأت رحلة البحث عن القاتل.


 سألت أجهزة التحقيق الابنة والزوج والجيران، فقالت الابنة إن هناك لصا تتبع أمها إلى المنزل وسرق 10 آلاف جنيه منها، ومن المؤكد أنه قتلها بدافع السرقة.


لم يطمئن ضباط البحث الجنائي إلى حقيقة ما سمعوه ولم تقنعهم كلمات الابنة عن أنه حادث قتل بدافع السرقة.

وعثر ضباط البحث الجنائي على قميص عبارة عن تيشرت أولادي ملطخ بالدماء ومخبأ أسفل مرتبة السرير، وقاموا بسؤال زوج الضحية عن علاقته بالتيشيرت فأجاب أنه لا يعرف عنه شيئًا، وتم سؤاله عن إمكانية أن يكون لأحد من ابنائه، فاستدعى ابنه الأوسط وسأله عن معرفته بالقميص فأكد أنه لـ حسين جارهم وأكد أنه شاهده يرتديه أكثر من 5 مرات، وهنا تأكد ضباط البحث من أن القاتل هو الجار، وبدأت رحلة البحث عن أسباب الجريمة.
وكان هناك تساؤل لدى ضباط المباحث عن أسباب محاولات إخفاء ابنة القتيلة لحقيقة الواقعة، وهنا بدأ استجواب البنت والقاتل كل واحد منهما في مكان مختلف، واعترفا بحقيقة الواقعة، والتي تبين أن الأم دخلت المنزل فوجدتهما بمفردهما في الداخل فثارت غضبًا فقررا قتلها واشتركا في ارتكاب جريمة القتل.

وتبين من التحريات والاعترافات أن أدوات القتل كانت شاكوش وسكين، وأن المتهمين قاما بالجريمة، وحتى يتأكدا من مقتلها سكبا عليها ماءً ساخنًا، وكانا يفكران في تجهيز شيكارة لإخفاء جثتها لولا أن الجريمة انكشفت وتم

ضبطهما، وكشف شهود العيان من الجيران أنهما قسما رأسها نصفين، في جريمة هي الأبشع.
واستمعت النيابة إلى أقوال المتهمين، واصطحبتهما إلى موقع الحادث وقاما بتمثيل الجريمة داخل المنزل الشاهد على الواقعة المأساوية.
ويبلغ المتهم من العمر 14 عامًا وفقًا للأوراق الرسمية وشهادة الميلاد، ويدعى حسين. م. ف ، وهو طالب في إحدى مدارس التعليم الفني، وتم تسنينه متأخرًا لكون شكله يظهر أنه أكبر من العمر المقيد في الأوراق الرسمية، وربما يكون عمره الحقيقي 16 عامًا أو أكثر ولكنه بعيد عن العمر الموثق بالأوراق.

رسالة مؤثرة

وروت صفحة داليا على الفيس بوك قصة محزنة في الواقعة، حيث كتبت القتيلة رسالة تهنئة لابنتها المتهمة على صفحتها الشخصية بمناسبة عيد ميلادها.
وجاء نص الرسالة:»حبيبتي وصاحبتي وبنتي ونور عيني.. أنا مهما أنا قولت عنك مش هكفي كلام يا أغلى عليا من نفسي يا أجمل نور .. كل سنة وأنتي طيبة يا أول نور لعيني ربنا يسعدك يا رب ويهنيكي ويحفظك يا رب».                                                                                                                                                                                                  القاتل
وعلى جانب آخر تقول ثريا الصديقة الوحيدة للقتيلة، انها عاشت الواقعة بكل تفاصيلها منذ اختفاء صديقة عمرها وتلاعب ابنتها بهم جميعا، ومحاولة تضليل الأجهزة الأمنية.                                                                                                                                                                                                                                               
وأوضحت ثريا مديرة شركة النظافة التي تعمل بها المجني عليها، أن المتهمة نورهان ابنة الضحية أخبرتها أن أحد الجيران اتصل بها وأخبرها أن والدتها وقعت مغشيًا عليها وتم نقلها الى المستشفى وتم حجزها هناك
وأكملت ثريا صديقة المجني عليها، أن ابنتها عندما أخبرتها بالاتصال المجهول، طلبت منها الرقم المجهول فقالت إنها تركت الهاتف فى المنزل، وكانت تحمل هاتف القتيلة، مما أثار شكوكها أكثر، وقلت لها أن داليا عمرها ما سابت موبايلها من يدها، فقالت المتهمة أن هاتف والدتها كان مع أخيها الصغير، وكان يلعب فى مدخل العمارة السكنية التي يسكن فيها.

وأوضحت ثريا أن شريك الابنة في الجريمة مقيم فى العمارة المواجهة للمجني عليها، وهو دائما يجلس فى الشرفة ينظر على شرفة نورهان ولا يبعد نظره عنها، واشارت أن أسرته وأهله مختلفين عن باقى السكان بالمنطقة شكلًا وسلوكًا، والجميع يشتكي منهم .

وأكدت ثريا أنها كثيرا ما نصحت المجني عليها بإبعاد هذا الشاب عن ابنتها لأنه لايشبههم و»شكله سوابق»، وكشفت أن الجيران اعترضوا على دخوله العمارة السكنية التي تسكنها المجني عليها، وكان يرد على ذلك بأنه صديق ابنها ويصعد لصديقه.

الأب يدافع

وتحدث الكثيرون خلال التحقيقات عن تعاطف زوج القتيلة مع ابنته ومحاولاته لتبرئتها، إلا أن عم خليل نفى صحة ما قيل حول دفاعه عن ابنته المتهمة بالقتل بالاشتراك مع آخر، وأكد أنه يريد حق زوجته الضحية من القاتل أيا كان، وأشار إلى أنه منذ بداية الواقعة، وهو في أجهزة التحقيق ولم يتحدث مدافعًا عن ابنته.
وقال عم خليل، أن هدفه الرئيسي هو حق زوجته، ووجه رسالة للمجتمع بأنه لا يمكن أن يدافع عن من تلوثت يديه بالدماء، وأن ابنته لو ثبت أنها القاتلة فهو يطالب بإعدامها، ولن تسقط منه الدموع عليها، مشددًا على أنه لم يدافع عنها، واستكمل: ننتظر قليلا فعدالة السماء سوف تتجلى ويظهر الحق والمدان سوف يحاسب.

قال الشاب محمد ، خطيب الفتاة المتهمة بقتل والدتها ببورسعيد، إنه يشهد بأن الراحلة والدة خطيبته كانت تتمتع بأخلاق عالية وطيبة قلب لا مثيل لها، حيث أنها كانت تعامل جميع من حولها بأسلوب طيب.
وأوضح الشاب محمد، أنه تعرف على خطيبته عن طريق ما يعرف بزواج الصالونات، أي أنه لم تجمعه قصة حب بها قبل أن يتمم خطبته عليها.
وأشار إلى أنه كانت تحدث بعض الخلافات البسيطة بينه وبين خطيبته في بداية فترة الخطوبة لعدم دراية كل منهما بـ طباع الآخر، حيث قال: أنا مشوفتش منها حاجة كبيرة  تخليني أنهي علاقتي بها.
وأضاف أن الأقاويل تكاثرت حول كيف تمت جريمة قتل والدة خطيبته داخل منزلها الكائن في مدينة بورفؤاد، وقال: نورهان كانت خطيبتي لمدة 5 شهور، وأنا ماتخيلتش إنها يكون ليها علاقة بشخص غيري، هي بطبعها متدلعة وكبير عليها موضوع القتل لأنها رقيقة وطيبة.

ويقول خطيب المتهمة، إنه يمكن أن تكون خطيبته قد تعرضت لتهديد من نوع ما من المتهم، معلقًا: لا أتوقع إطلاقا وجود علاقة عاطفية بينهما، قد تكون علاقة إكراه، وهناك حلقة مفقودة في الجريمة لا نعرف تفاصيلها ولكن نثق أن جهات التحقيق ستكشفها.

وتباشر النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وتنتظر نتيجة تحليل المخدرات لبيان تعاطي المتهمين للمخدرات من عدمه، وكذلك تقرير الطب الشرعي لتوصيف العلاقة بين ابنة القتيلة وصديقها المشارك معها بالجريمة، وذلك حتى تنتهي التحقيقات وتحيل القضية إلى محكمة الجنايات، وحمل المحضر رقم 597 إداري بورفؤاد ثاني.

اقرأ أيضأ : فرح ينتهي بجريمة قتل شاب على يد صديقه طعنا بقليوب
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة