الثقافة الغائبة

فيصل مصطفى

الثلاثاء، 14 مارس 2023 - 07:29 م

الأخبار

مع اقتراب شهر رمضان المعظم ، أعظم شهور السنة دينيا وروحيا وأخلاقيا ووجدانيا ، ودخولنا فى العد التنازلى له ، أجد أنه من الضرورى أن نعيد لرمضان رونقه وبهجته ومضمونه الحقيقى من حيث البساطة وعمق الإيمان والتعبد والروحانيات التى غابت كثيرا فى الأعوام الـ30 الماضية . رمضان لا علاقة له بالاختراعات والعادات المذمومة التى دخلت عليه مثل الياميش والفوانيس والخيام الرمضانية والولائم الفخمة وحفلات الإفطار للمؤسسات والشركات والهيئات المختلفة وغير ذلك . فرمضان العام الحالى فرصة ذهبية للعودة للسلوكيات الصحيحة المرتبطة بصحيح وجوهر الإسلام . فالصيام والصلاة والقيام والتعبد والاعتكاف وغيرها من العبادات الرمضانية لا علاقة لها بالولائم والتجمعات وأوجه الترف المختلفة . وإذا كانت الأزمة الاقتصادية العالمية ضاغطة على الجميع .. فإننا يمكننا مواجهتها بالعودة للإنتاج المنزلى مرة أخرى ، وتعظيم العطاء الأسرى وتنمية المهارات التى طال إهمالها فى مناخ التأثر بالحياة الحديثة المستوردة من الخارج .. فما الذى يمنع المرأة من أن تخبز فى بيتها بدلا من شراء العيش ، وسيكون المخبوز أطعم وأكثر صحة وجودة . وما الذى يمنع من إعداد الزبادى والفول والطعمية وغيرها من الأطعمة المماثلة فى المنزل . هذه الأفكار تحيى ثقافة تحويل المنازل إلى أماكن إنتاجية . ويمكن لأجهزة الإعلام المختلفة أن تلعب دورا محوريا فى هذا الصدد ، وتنشر الوعى والثقافة الغائبة منذ فترة عن مجتمعنا . كما يمكن للأسر فى المسكن الواحد أو الأقارب أن يتعاونوا سويا ويشتركوا فى قضاء احتياجات رمضان بأقل الأعباء الممكنة ، مع التركيز على التعامل فى الشراء على أسواق أهلا رمضان ، وكلنا واحد ، ومنافذ القوات المسلحة ، والشرطة ، ووزارة التموين ، مع الابتعاد التام عن الكماليات والبدع المستهجنة التى تسللت لمجتمعاتنا فى السنوات الأخيرة . رمضان يقترب وهو فرصة للتقرب لله سبحانه وتعالى ، وللإقلاع عن العادات السيئة ، ولتنمية الثقافة الحقيقية وعودة العلاقات الأسرية الحميمية والدافئة والتواصل الأسرى والاجتماعى ، ومواجهة الغلاء بأساليب مبتكرة وقدرة متجددة على الإبداع . أهلا رمضان دائما وأبدا مهما كانت الظروف المعاكسة والصعبة .