حمدي أبو جليل.. وداعا صوت الرواية الساخر
الجمعة، 16 يونيو 2023 - 12:02 م
أخبار النجوم
يوم الأحد الماضي، فقدت الرواية المصرية صوتا مميزا، وكاتبا شجاعا، هو الروائي المبدع حمدي أبو جليل (1967-2023)
وحمدي أبو جليل، وقد سبق وكتبت عنه قبل عامين في هذه الزاوية، قدم إلى السرد العربي 4 أعمال روائية هامة، هي “لصوص متقاعدون” و”الفاعل” و”الصاد شين” و”يدي الحجرية” وله رواية قيد النشر انتهى منها قبيل وفاته الصادمة، واختار لها عنوان “ديك أمي”.
وبخلاف الروايات، صدرت له عدة مجموعات قصصية، هي “أسراب النمل” و”أشياء مطوية بعناية” و”طي الخيام”، فضلا عن كتب أخرى عن تاريخ القاهرة ومساجدها الأثرية ومبانيها التراثية وشوارعها، وعن المسكوت عنه في التراث الإسلامي، في كتابه “نحن ضحايا عك”، لكنني أعتبر أجمل كتبه خارج القصة والرواية، كتاب “الأيام العظيمة البلهاء.. خبر من طرف أسامة الدناصوري”، وفيه قدم أبو جليل سيرة أدبية للشاعر الراحل أسامة الدناصوري، الذي وافته المنية شابا، بعد حرب طاحنة مع المرض.
أقول إن حمدي أبو جليل، وإذا كان قد قدم صورة أدبية وافية لحياة البدو الذي ينتمي إليهم، وسجّل حياة “الفواعلية”، هؤلاء الذين يفدون إلى القاهرة بحثا عن العمل، ولا يجدون أمامهم سوى العمل الشاق، في نقل ورفع مواد البناء وغيرها، فإنه صاغ أعماله هذه بلغة خاصة به، خليط من الفصحى البسيطة والعامية القاهرية، ولهجة القبائل العربية من بدو الفيوم.. لغة، فجر منها السخرية بمفارقاتها، ومفارقات حياة أصحابها. ودائما ما كنت أعتبر كتابة حمدي أبو جليل، هي صوت الرواية الساخر.
لقد ترجمت بعض أعمال حمدي أبو جليل إلى أكثر من لغة، ونال اهتماما غربيا من دوائر أدبية وأكاديمية رفيعة، لكن أعماله الأولى، سواء المجموعات القصصية وروايتي “لصوص متقاعدون” و”الفاعل” ليست متوفرة الآن، ويصعب علي أن أكتب أن وفاته المفاجئة، قد تكون فرصة لإصدار أعماله الكاملة وتوفيرها للقراء في طبعات جديدة بسعر معقول.
رحم الله حمدي أبو جليل، الروائي النادر والمثقف الشجاع.