ليالى المهرجان الوطنى تبوح بأسرار الغناء فى «المدينة الحمراء»
السبت، 24 يونيو 2023 - 01:47 م
أخبار النجوم
تحت شعار “أسرار الرقصات والإيماءات”، تحتضن مدينة مراكش بالمغرب، وعلى مدار 5 أيام، الدورة الـ52 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، خلال الفترة من 22 إلى 26 يونيو بالمسرح الملكي، وذلك بمشاركة 670 فنانا وفنانة، يمثلون 35 فرقة فلكلورية من مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى مجموعة شعبية إفريقية وألمانية، حيث ستكون ألمانيا ضيف شرف هذا العام.
المهرجان تنظمه جمعية “الأطلس الكبير”، بالشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال، وبدعم من الولاية والمجلس الإقليمي لمراكش آسفي، ومجلس مدينة مراكش، ويعد رحلة متنوعة رائعة في قلب فنون وتراث المغرب، حيث تضيء مدينة مراكش الحمراء بحدث فني متفرد لمدة 5 أيام، يتم فيه الكشف عن الكنوز الفنية، مما يوفر للمشاهدين رحلة لا تنسى من خلال الألوان والأصوات الغنائية والموسيقى والرقص على طول الأزقة والساحات، حيث يمر المهرجان في قلب المدينة والمسرح الملكي وساحة جامع الفنا وساحة 16 نوفمبر وساحة مولاي الحسن.
يشاهد الجمهور أيضا “إيقاعات كناوة”، وألحان الأمازيغ الآسرة، وخطوات رقصات الأحواش وهي تتبع بعضها البعض وتختلط، وترسم لوحة جدارية صوتية ومرئية غنية ومتنوعة، كل إيماءة تحكي قصة أسطورة وقطعة من الذاكرة الجماعية المغربية.
يهدف المهرجان أيضا للاحتفاء بالعديد من جوانب الهوية الفنية من الريف إلى الصحراء، ومن الأطلس إلى ساحل المحيط الأطلسي، حيث يتم تمثيل كل منطقة في البلاد وتكريمها، مما يوفر للجمهور بانوراما مذهلة لتنوع وثراء التراث الفني، وبالتالي فإن هذا الحدث هو تكريم حيوي للتسامح والانفتاح الذي يحتفي بالاختلافات، مع التأكيد على الروابط التي توحد البشر.
وعن أهمية هذه الدورة من المهرجان، قال رئيس جمعية “الأطلس الكبير”، ومدير المهرجان، محمد الكنيدري: “هذه الدورة من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، ستكون مميزة بالنظر إلى المشاركة المكثفة للفرق الشعبية والفلكلورية.. هناك نحو 670 فنانا وفنانة يمثلون 35 فرقة فلكلورية من مختلف مناطق المملكة سيحيون الفعاليات، من بينهم 200 فنانة وفنان من مراكش، حيث لم يسبق للمهرجان أن ضم - منذ تأسيسه سنة 1959 - هذا العدد من الفنانين، كاشفين عن تغيير الساحة التقليدية لتقديم العرض الرسمي للمهرجان الذي سيتم نقله هذا العام إلى المسرح الملكي.. كما أن الفرق المشاركة ستتوزع بين ساحة تقديم العرض الرسمي، و3 منصات خارجية بساحة جامع الفنا، وساحة الحارثي، ومنتزه مولاي الحسن، الذي سيتم استغلاله لأول مرة، حيث من المنتظر أن يستقبل عددا كبيرا من الزوار نظرا لموقعه المتميز.. فعاليات المهرجان تنطلق بإستعراض جماعي للفرق المشاركة من شارع محمد الخامس، فيما سيقام العرض الرسمي للمهرجان يوميا في المسرح الملكي، على أن تقدم العروض الفنية الموازية طيلة أيام المهرجان بساحات جامع الفنا والحراثي ومنتزه مولاي الحسن”.
كما أشار رئيس جمعية “الأطلس الكبير”، أن “المهرجان يعتبر أقدم مهرجان ثقافي وفني في المغرب، إذ أسس بتعليمات من الملك الراحل محمد الخامس في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وكانت تنظمه وزارة السياحة عن طريق المكتب الوطني المغربي للسياحة كقاعدة أساسية للحفاظ على الموروث الثقافي”.
ويضيف: “لكي نبين للفرق المغربية أهمية تراث الفنون الشعبية التي يشتغلون بها، نستضيف فرقا من خارج المغرب، لكي تعكس قيمة الفنون الشعبية في بلدانها، ووقع الاختيار على فرقة ألمانية لإضفاء نكهة فنية”.
وأشار إلى أن هذه الدورة ستتميز كذلك بعودة “ليلة النجوم”، وهي لوحة من اللوحات التقليدية الفنية، التي كانت تقدم سابقا في إطار فعاليات المهرجان قبل توقفها.
من جهته، أوضح منسق الدورة 52 للمهرجان، محمد قرواش، أن اللجنة المنظمة والسلطات المحلية ارتأتا اختيار المسرح الملكي كمساحة للعرض الرسمي، بسبب أعمال الترميم التي يشهدها قصر البديع، الذي كان يحتضن هذا العرض.
وأضاف أن المنظمين عملوا على إضافة ساحة جديد (منتزه مولاي الحسن)، واستقطاب مجموعات فلكلورية من إفريقيا وأوروبا من أجل تأكيد دور المهرجان في المحافظة على الفنون الشعبية وترسيخ التراث الثقافي الشعبي، فضلا عن إبراز انفتاح الثقافة المغربية على محيطها الجغرافي، وعلى مختلف الألوان الثقافية الأجنبية.
تجدر الإشارة إلى أن الساحات التي خصصت لتقديم العروض خلال هذه الدورة ، ستقتصر على ثلاث منصات خارجية، بساحة جامع الفناء، وساحة الحارثي، ومنتزه مولاي الحسن.
ويسعى المنظمون أن يمثل هذا المهرجان الهوية الثقافية للمغرب، وجسرا يربط بين الماضي والحاضر للتعريف دوليا بما تزخر به كل منطقة من حيث ما تمثله الفرق المشاركة من تقاليد ومختلف اللهجات والعادات.
وأكدوا ضرورة مواصلة دعم المهرجان، الذي يشكل موعدا سنويا للالتقاء بين الفرق الفولكلورية، والعمل على تطوير آليات تنشيطه الثقافي باعتباره يجسد هوية ثقافية، ويمثل جسرا للتواصل الثقافي بين الفنون الشعبية الدولية، حيث يمثل بوابة للتعرف على ما تزخر به كل منطقة من خلال ما تقدمه الفرق المشاركة من تقاليد غنائية ورقصات فنية متميزة.