«مُسَكِّن» قصيدة للشاعر عبد الرحيم الماسخ

«مُسَكِّن» قصيدة للشاعر عبد الرحيم الماسخ

السبت، 29 يوليه 2023 - 07:17 م

صفوت ناصف

قدمي سُكّريّهْ منذ شدّتْ عيونُ الحبيبةِ أوتارها لِتمسَّ الغصونَ الندِيّهْ قلتُ – و الإبرةُ اخترقتْ ألمي – آهِ يا ندمي وتحررتُ من قبضةِ العدمِ الفوضويّهْ فأنا الآنَ نمتُ لأحلمَ قمتُ لأعلمَ ماذا يريدُ بيَ الوقتُ إذ يعصبُ العمرَ طيّهْ واقعٌ أن أعيشَ إلى أن أموتَ و مُكتَسَبٌ أن أمسَّ السُكوتَ بصوتي لأمضي مُضِيّهْ و أنا الآنَ أرقدُ بعد ارتحالٍ أمامَ انسيابِ الجمالِ لِيجرفَني للمعاني القصيّهْ أتنفّسُ موسيقئ تنشقُّ إلى النور طريقا و أغيبُ صديقاً للمجهولِ أعلّمهُ ما سيقولُ إذا وجد البحرَ غريقا و أظلُّ لأنسئ أذكر لأعودَ أفر لأغفو أسهر و حواليَ البشرُ سطورٌ يمسحُها الليلُ ليكتبها النورُ على ألواحٍ منسيّهْ أنا يا وردةَ روحي نبعٌ مطموس أنا يا شمسَ وضوحي ظِلٌّ مهموس بوعودٍ لا يعلمُها الواعدُ قبل الرؤيا و الكابوس : أني حين رأيتك أدركتُ وجودي في المحسوس و لم أمسك سعيهْ إبرُ العيِّنةِ لمقياس السُكرْ في شهد حلاوتِها المُتماوجِ تتكسّرْ إبرُ مُضادات البكتريا تذهبُ في منظار الرؤيا كي تحضرْ مقياسُ الضغطِ يُجمِّعُ في نُقطٍ صورتها دمعاً في عين الدفترْ و الترمومتر يقلقلهُ الصبرُ فتختلطُ به الأرقامُ فلا تظهرْ و يظلُّ الصمتُ العالقُ بين العينين و بيني يخطفُ لوني كي أتغيرْ فأنا ذاك و هذا لا أدّخرُ ملاذا لعطاءٍ أكثرْ .