عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: لابد للاحتلال أن ينكسر

عصام السباعي

الخميس، 14 نوفمبر 2024 - 02:50 ص

مهما طال الوقت، لابد أن ينكسر القيد، وتتحرر الأوطان من الاحتلال، فمع تعاقب السنوات والعقود والقرون، ترتفع رايات وتنخفض أخرى، وتنتصر دائما كلمة القدر، ولن تتحقق سوى مشيئة رب الكون، ولابد أن تكون، وأنا من المؤمنين بأن الاحتلال الإسرائيلي سيزول إن لم يكن اليوم فغدا، وهكذا سنة الله، وهناك فى نفس الساحل المتوسطي، وفى زمن ما، ازدانت ممالك الحملة الصليبية، وسطع نور قصورها، وارتفعت سواري بوارجها على سطح المياه لحوالى 300 سنة، ثم زالت وأصبحت من التاريخ لم يبق منها حجر واحد، وفى يوم ما، كانوا قد حطموا الأسوار وقتلوا كل أهل القدس، وأقاموا مملكة بيت المقدس، وبعد 88 عاما راحت وأصبحت من الماضي، وهل يوجد أبشع من الاستعمار الاستيطانى الفرنسى للجزائر، طال 132 سنة، وعندما اطمأنوا، وظنوا أن تلك الأرض قد دانت لهم، عاشوا أسود أيامهم حتى رحلوا منها.

ما أريد أن أقوله إن دولة الاحتلال «إسرائيل» ليس أمامها سوى السلام والتعايش، ولا يمكن أن يدوم الحال، ولا يجب أن يتخيل أحد أنه يمكن أن يقتل ويسرق وينهب ويكذب، ليحصل على صك الغفران، ثم يأتى من بعده آخرون يفعلون كل تلك الآثام وأفظع منها، ليحصلوا على صكوك أرض الميعاد، وكأن الله سيكافئهم على القتل وحرق البشر أحياء  والقتل الجماعى للنفس التى حرَّمها الله، أو سيرضى أنهم قد حولوا تلك الأرض إلى أرض لوط، ويعيدون إنتاج خطية سدوم وعمورة، بعد أن أصبحت عاصمة الشواذ وقبلة المثليين، ولا أدرى كيف وجد رئيس وزراء دولة الاحتلال الجرأة، ليصف الجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها ضد شعب محتل أعزل، بأنها من حروب الرب، إنها حروب الشيطان الرجيم بامتياز، مهما حاول أن يقتبس من الكتاب المقدس، وحاول أن يصور لنفسه، بأنهم أبناء النور الذين يخوضون حرب الرب ضد أبناء الظلام من أهل الأرض المحتلة، وهل يصدق عاقل أن الرب معهم، وهم  يفعلون كل ما نهاهم عنه؟!

سامحونى لو أقحمت الدين فى كلامي، والعيب فيهم لأنهم أقحموه لتبرير حرب قذرة، تبيد كل مظاهر ووسائل الحياة، للوصول إلى حياة آمنة لمواطنيهم على الأرض المحتلة، ويخطئون لو ظنوا أنهم سيحظون بالأمن والأمان، حتى  لو اكتمل مخطط رئيس دولتهم البائس ومن يقفون معه، ولن يحصدوا أبدا سوى الحنظل، ولن يجنوا إلا الشوك، لأنهم زرعوا النار فى قلوب المدنيين العزل الأبرياء، وخلقوا بؤرا متعددة للانتقام، منهم ومن الذين عاونوهم، فيما تتراقص فى مخيلة كل واحد منهم مشاهد طلوع الروح من ذويهم، واقتلاع القنابل لمنازلهم، ولحظات الجوع والعطش، وسيكون ردهم أعنف، وغير متوقع، ومن يزرع الموت، ويسقيه بالدم، لابد أن ينتظر موعد الانتقام!

ومهما طال الوقت ليس أمام الجميع سوى السلام العادل، وهو الطرح الذى تطالب به مصر فى كل المحافل الدولية، وأعتقد أن الدرس الذى لقنته مصر لإسرائيل فى انتصار أكتوبر 1973، واضح  وقائم، ولا يحتاج إلى شروح، فلم تمنع قناة السويس ذلك المانع المائى الصعب جنودنا من العبور، ولم يحفظ خط بارليف المنيع جنود العدو من غضب جنودنا، ولم يحقق سلاح الطيران السبق لجيش الاحتلال، وما أخشاه أن البعض لا يتعلم من دروس التاريخ، واسمحوا لى بالعودة إلى حوالى سبعين عاما بعد تحرير القدس من الصليبيين، عندما سجل يهودا الحريزى أحد رواد الأدب العبرى فى «مقامات تحكموني» جولته فى القدس، وهى حكايات حاكى الأدب العبرى فيها الأدب العربي، ممثلا فى «مقامات الحريري»، ورصد حياة اليهود فيها، وذلك بعد أن سمح لهم صلاح الدين بدخولها، وتعايش أهل كل الديانات فيها، وكانت محرمة عليهم خلال الاحتلال الصليبي، هل صعب أن نعود إلى زمن صلاح الدين؟ هل من المستحيل أن يتحقق السلام الذى كان موجودا فى تلك المدينة الطاهرة التى لوثها الاحتلال؟.

الخلاصة: لا سلام لإسرائيل بدون سلام الفلسطينيين.. لا استقرار للمنطقة بدون حل عادل للقضية الفلسطينية.. لا أمان بتصـفـية القضية وتهجير أصحاب الأرض.

◄ بوكس

حاول أن تقارن بين تاريخ فلسطين، وتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية !

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

 

مشاركة