متحف الخزف الإسلامي
متحف الخزف الإسلامي


«متحف الخزف».. نافذة على الفن الإسلامي وتراثه العريق

شيرين الكردي

الخميس، 14 نوفمبر 2024 - 10:47 ص

بعد غياب دام 14 عامًا، فتح متحف الخزف الإسلامي في قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك أبوابه مجددًا ليُدهش الزائرين بتجربة تجمع بين روعة العمارة الإسلامية وجماليات الخزف الإسلامي، الذي يمتد تاريخه عبر قرون عديدة. 

يحتوي المتحف على أكثر من 300 قطعة خزفية نادرة، تمثل مختلف العصور الإسلامية كالعباسي والأموي، وتعرض بأسلوب يجمع بين التقاليد الفنية الراقية والطراز المعماري الفريد للقصر.

◄ التاريخ المعماري والمتحفي 

يقع متحف الخزف الإسلامي في قصر الأمير عمرو إبراهيم، ويعود تاريخه إلى عام 1923م، حين تم بناء القصر ليمثل تحفة معمارية بأروقته الإسلامية، التي تظهر في النقوش والزخارف الممتدة على جدرانه وأسقفه. يتميز القصر بتصميم معماري إسلامي بديع، ما جعل فكرة تحويله إلى متحف متخصصة في الفن الإسلامي قرارًا يعزز من قيمته التاريخية والفنية.

يحتوي القصر على طابقين وبدروم، ويقع على مساحة تبلغ حوالي 774 مترًا مربعًا، محاطًا بحديقة خضراء كبيرة تزيد مساحتها على 35592 مترًا مربعًا، مما يُضيف جوًا من الهدوء والطبيعة الخلابة للمكان.

◄ مقتنيات المتحف 

يضم المتحف نحو 320 قطعة فنية، تمثل تاريخ الخزف الإسلامي عبر العصور، وتشمل هذه المقتنيات أطباقًا، وفازات، وأعمال خزفية متنوعة، تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، منها العصر العباسي والأموي، وبعضها يعود إلى القرن السادس عشر، تُعبر هذه القطع عن التقاليد الفنية الإسلامية، بدءًا من الألوان الفريدة والنقوش اليدوية، وصولاً إلى التقنية العالية التي كانت تُستخدم في صناعة الخزف خلال تلك الحقب.

وقد وُضعت المقتنيات داخل فتارين عرض مصممة خصيصًا لتحميها، وجرى تنظيفها باستخدام مواد خاصة تضمن الحفاظ على تفاصيلها الدقيقة، وأصبحت تلك القطع جزءًا من حكاية التاريخ الإسلامي، ما يخلق حالة من التناغم البصري بين محتويات المتحف والقصر نفسه، وتجسد هذه الأعمال أساليب وتقنيات مختلفة ازدهرت في عصور مضت، ويُمكن للزائرين من خلالها التعرف على أساليب الطباعة، والزخرفة، واللون الذي استخدم في ذلك الوقت.

◄ أعمال الترميم والتطوير 

رغم أن المتحف كان مغلقًا لمدة 14 عامًا، إلا أن القطع الفنية داخل المتحف لم تتعرض لأي أضرار كبيرة، تم إغلاقه في الأساس لاستكمال أعمال الصيانة والترميم الضرورية، وشملت عملية الترميم تحسين بنية القصر وتجهيز نظام الإضاءة والتكييف، مما أتاح عرض القطع الخزفية في ظروف مثالية تحافظ على جمالها وخصائصها الأصلية.

وقد تم التعامل مع هذه المقتنيات بدقة وعناية لضمان بقاء الألوان والتفاصيل في أفضل حالاتها، حيث عكف فريق مختص على تنظيف القطع الخزفية باستخدام مواد خاصة، مع إيلاء اهتمام خاص بتنظيف فتارين العرض الزجاجية، لتعود القطع الفنية إلى بريقها الأصيل.

◄ أهمية المتحف 

يمثل متحف الخزف الإسلامي بالزمالك تجربة ثقافية وتعليمية مهمة للجمهور، خصوصًا الطلاب والباحثين. فهو لا يعرض مجرد قطع خزفية، بل يوثق عصورًا ومناطق مختلفة من التاريخ الإسلامي من خلال الفن.

من جانبه، قال الدكتور علي سعيد، مدير عام مراكز الفنون بقطاع الفنون التشكيلية، إن المتحف يعد نافذة فريدة تُعرف الأجيال الحالية بعراقة الحضارة الإسلامية عبر عدة قرون، يُضاف إلى ذلك أن جماليات القصر وزخارفه الإسلامية تشكل بحد ذاتها عملاً فنياً يلائم عرض هذه المقتنيات الفريدة.

◄ الإقبال الجماهيري

تم إعادة فتح المتحف للجمهور مجددًا بعد اكتمال أعمال الترميم والتطوير، وتم تحديد مواعيد الزيارة من التاسعة صباحًا حتى الرابعة مساءً يوميًا ما عدا يوم الجمعة، وقد تقرر افتتاحه بالمجان حتى 15 نوفمبر، ويمكن للزوار الدخول ببطاقة الهوية فقط. ويقع المتحف في شارع الشيخ المرصفي بالزمالك، مما يجعله وجهة قريبة للزائرين في قلب القاهرة. 

اقرأ أيضا| قبة زوجة سليمان باشا.. تحفة جمالية تعاني من «زوار الليل»

هذه الزيارة المجانية تشكل دعوة مميزة للزوار للتعرف على هذا الصرح الثقافي الرائع، والاستمتاع بجماليات الخزف الإسلامي وتفاصيل العمارة الإسلامية في مكان يوحي بالأصالة والتراث.

◄ رحلة بصرية وروحية

يعد متحف الخزف الإسلامي في قصر الأمير عمرو إبراهيم صرحًا ثقافيًا فريدًا، يبرز من خلال مقتنياته وقيمته المعمارية. 

إعادة افتتاحه تمثل فرصة رائعة لكل محبي الفن والثقافة للتعرف على تراث الخزف الإسلامي وتأمل تطوراته عبر الزمن، في مكان يضج بالجمال التاريخي. 

هذا المتحف ليس مجرد مجموعة قطع خزفية، بل هو رحلة بصرية وروحية إلى عوالم فنية تعكس عمق الحضارة الإسلامية وثرائها، ويظل الدعوة قائمة للجمهور لاكتشاف هذا التراث القيّم.

 

الكلمات الدالة

https://contact.eg/newsletter/?lang=ar

 

 

 

 

 

 

مشاركة