إسلام عفيفى
إسلام عفيفى


إسلام عفيفى يكتب: نموذج مصرى «ملهم لليونسكو»

إسلام عفيفي

الخميس، 14 نوفمبر 2024 - 05:51 م

فى عالم تتسارع فيه خطى التكنولوجيا وتتنامى معه الحاجة إلى الابتكار فى مجال التعليم، برز بنك المعرفة المصرى كتجربة رائدة فى مسار التحول الرقمي، واستحقّ التقدير على نطاق عالمي، فليس من السهل إنشاء منصة رقمية للتعليم تُدرجها منظمتا اليونسكو واليونيسيف كدراسة حالة تُعرض كنموذج للإلهام وتصدير المعرفة، إلا أن بنك المعرفة المصرى يعدّ الاستثناء الأمثل الذى يشكل قفزة نوعية غير مسبوقة فى مجال التعليم الرقمي.

مصر، عبر هذه المنصة، لم تسع فقط لتطوير التعليم على المستوى الوطني، بل رسمت نموذجاً لثقافة جديدة تقوم على الوصول الدائم للمعرفة، فى هذا السياق لا يُعتبر بنك المعرفة مجرد مكتبة رقمية ضخمة أو تجميع لمصادر تعليمية متاحة عبر الإنترنت، بل هو إطار شامل ينقل الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور إلى بيئة تعليمية أكثر تفاعلاً واستدامة، هذه البيئة تهدف إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي، وتشجيع الطلاب على البحث والتحليل، وليس فقط التعلم الأكاديمى فى أطر تقليدية.

إن نشر منظمتى اليونسكو واليونيسيف تقريراً حول بنك المعرفة تحت عنوان «تجربة بنك المعرفة المصري… دراسة حالة»، يعكس تحول هذا البنك إلى معيار عالمي، ويشير إلى جدارته بتمثيل مصر كنموذج للتعليم الرقمى فى دول أخرى، كإندونيسيا التى دعته لاستعراض التجربة أمام ممثلين من 18 دولة، ترأس وزير التعليم العالى الدكتور أيمن عاشور الوفد المصرى لاستعراض هذه التجربة الملهمة، حيث أشادت المنظمتان بها واعتبرتاها نموذجاً يمكن أن تستفيد منه الدول الأخرى فى إنشاء منصات تعليمية رقمية.

وكان لوزير التعليم العالى دور بارز فى تحقيق هذه الرؤية من خلال متابعة دؤوبة ودعمه المتواصل لتطوير البنك، حيث حرص على إدماج الجامعات والمراكز البحثية ضمن المنصة، مما عزز من استخدام بنك المعرفة فى التعليم الجامعى والبحث العلمي، وجعل منه قاعدةً معرفية تخدم مختلف التخصصات والمراحل الدراسية.

التحول الرقمى الذى قادته مصر عبر بنك المعرفة لم يكن مجرد استجابة لظروف وقتية أو تحصيل حاصل، بل كان نتاج رؤية استراتيجية للقيادة السياسية تمتد لأعوام، ونتيجة دعم مستمر لقطاع التعليم من خلال خطط طموحة تتواكب مع التطورات العالمية، ففى عالم اليوم بات من الواضح أن الابتكار فى التعليم هو المفتاح للتقدم الاجتماعى والاقتصادي، ومصر باستثمارها فى بنك المعرفة أكدت على وعيها بأن الوصول إلى المعرفة يجب أن يكون حقاً للجميع، وليس امتيازاً.

إن ما يجعل هذه التجربة فريدة ليس فقط قدرتها على إحداث تغيير فى المشهد التعليمى المصري، بل أيضًا كونها نموذجًا يمكن تكراره وتعديله ليتلاءم مع احتياجات دول مختلفة، هذا التوجه نحو تصدير التجربة المصرية واستفادة الدول الأخرى منها، كما هو الحال فى إندونيسيا، يشير إلى الإمكانيات الضخمة التى يتمتع بها بنك المعرفة، ويفتح الباب لشراكة وتعاون دولى يستند إلى نموذج ناجح.

بنك المعرفة يثبت أن تطوير التعليم لم يعد يرتبط فقط بالمناهج والكتب المدرسية، بل بالتقنيات التى تعزز من إمكانية الوصول إلى المعرفة وتتيح فرص التعلم لجميع الفئات العمرية والمستويات التعليمية، يمكن اعتبار هذا البنك منصة تحفّز باقى القطاعات فى مصر على احتضان الرقمنة، ليس فقط فى التعليم، بل فى مختلف المجالات كالصحة، والصناعة، والزراعة، حيث يسهم التحول الرقمى فى تحقيق مكاسب ملموسة فى الكفاءة والإنتاجية.

نجاح بنك المعرفة المصرى يعكس رؤية مصر الطموح نحو بناء مجتمع متعلم وواعٍ ومتمكن، هذه المنصة ليست نهاية المطاف، بل بداية لتحولات أعمق، وحافز لتطوير مبادرات مشابهة تهدف لتحقيق تطلعات مصر المستقبلية فى عالم تتسارع فيه وتيرة التغيير، إن التجربة المصرية فى بنك المعرفة هى رسالة للعالم، تقول إن المعرفة حق لكل إنسان، وأنّ الاستثمار فى التعليم الرقمى هو السبيل لتجاوز التحديات والتطلع إلى آفاق أوسع فى مجتمع المعرفة العالمي.. شكرا منظومة التعليم العالى، وتقدير مستحق للدكتور أيمن عاشور.
 

 

الكلمات الدالة

https://contact.eg/newsletter/?lang=ar

 

 

 

 

 

 

مشاركة