محمد البهنساوي
حروف ثائرة
محمد البهنساوي يكتب: عودة النصر وميلاد أمل
الإثنين، 18 نوفمبر 2024 - 08:16 م
«سيارة مصرية»، كلمتان تلخصان حلم أجيال المصريين منذ منتصف القرن الماضي، وزاد الأمل مع إنشاء شركة النصر للسيارات عام ١٩٥٧، شهدت الشركة فترات رواج عديدة ، لكنها اعتمدت على إنتاج سيارات لبراندات دولية، وبدأ الحلم يحبو شيئاً فشيئاً حتى تحول لكابوس بتوقف شركة النصر قبل ١٥ عاماً مشيعاً معه أمل أجيال .
وكم تملكتنى الحسرة وأنا أتابع نجاح دول مجاورة فى إنتاج سيارات محلية وماركات عالمية لتتحول تلك الدول إلى نمر دولى ورقم مهم فى صناعة السيارات وتصديرها للعالم ، وكاد يصيبنى الجنون بحثاً عن سبب فشل المشروع المصرى رغم تحركاته المبكرة وإمكانياتنا المتميزة كدولة مصنعة وأيضاً كسوق مستهلك قوى للسيارات تتهافت عليه كافة الشركات العالمية .
وقبل أشهر أطل الأمل مجدداً مع الإعلان عن خطة الحكومة للتوسع فى تصنيع السيارات محلياًً ، وتخوفت من تراجع الكلام بهذا الأمر المهم واعتقدت أنه مجرد كلام ، لكن كانت المفاجأة السارة السبت الماضي بإعلان عودة شركة النصر للسيارات للعمل من جديد ، ليس مجرد إعلان عودة بل تحرك فعلى على الأرض وبوادر إنتاج مبشر ، واتفق تماماً مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء في وصف هذا اليوم بالعيد.
ولم تكن عودة النصر هى فقط الخبر السعيد ، لكن الفكر الجديد للدولة بالتعاون الجاد مع القطاع الخاص المحلى والدولى المتميز لإحياء أنشطة استثمارية وصناعات قوية تحتاجها وتستحقها مصر ، وأسعدنى كذلك تأكيد رئيس الوزراء أن الدولة لا تفرط فى قلاعها الصناعية بل تعيد إحياءها بفكر جديد مفيد ، وكانت النصر الدليل والنموذج .
إن تصنيع السيارات من الأنشطة الاقتصادية المهمة للغاية للدولة والمواطن ، وتمتلك فيها مصر امكانيات قوية ، ومن الضرورى بل والمهم أن نبدأ بالتصنيع المحلى لبراندات عالمية مع وضع تصور لزيادة المكون المحلى بها تدريجياً ، لكن الأهم أن يكون الهدف النهائى تحقيق حلم الأجيال بخروج سيارة مصرية ١٠٠٪ للنور ، وحتى لا ينتهى الحلم بكابوس آخر لن نحتمله يجب أن يكون تحركنا علمى ومدروس بدقة ، نشجع التصنيع المحلى ونحفز الاستثمارات الوطنية مع تقديم كافة التسهيلات وصولًا للحلم المنتظر .
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة