د. محفوظ عبد الجواد
د. محفوظ عبد الجواد


د. محفوظ عبد الجواد «رجل النيماتودا» الحاصل على جائزة الدولة التقديرية:

أبحاثى تسهم فى تقليل استخدام المبيدات.. والمستقبل لـ «المكافحة المتكاملة»

الأخبار

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 - 04:38 م

لم أستسلم للعمل الإدارى.. واخترت طريق البحث العلمى الشاق

سجدت لله شكراً بعدالفوز .. ونصيحتى لشباب الباحثين: لا تيأسوا

كان يمكن أن ينتهى المطاف بالدكتور محفوظ عبد الجواد، أستاذ وقاية النبات المتفرغ بالمركز القومى للبحوث، موظفاً إدارياً بأكاديمية البحث العلمي، لكنه تمرد على اختيار القوى العاملة، رافضاً دفن طاقته البحثية خلف مهام تقليدية، ليطلق لعقله وفكره العنان، ويقطع مسيرة بحثية طويلة، تضمنت الحصول على العديد من الجوائز، كان أهمها وأقربها إلى قلبه جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الزراعية عام 2023.

وبعد تخرجه فى كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1975، بتقدير جيد جداً، كان توجيه القوى العاملة له للعمل بوظيفة إدارية بأكاديمية البحث العلمي، فما كان منه إلا أن قطع شوطاً كبيراً من المحاولات لتعديل هذا التوجيه إلى المركز القومى للبحوث، رافضاً محاولات البعض إقناعه باستحالة تحقيق ذلك، وهوما نجح فيه.

يقول د.عبد الجواد بنبرة صوت متحمسة: « الوظيفة الإدارية بالأكاديمية، هى الطريق السهل، لكن كان بداخلى طاقة تتمرد على هذا الاختيار، وتدفعنى نحو طريق البحث العلمى الشاق، الذى تكلل مؤخراً بالحصول على الجائزة التقديرية».

ويملك د.عبد الجواد من الثقة بالنفس ما تؤهله للقول، إنه أخفق سابقاً فى الحصول عليها، لذلك كان وقع الحصول عليها هذه المرة ، كبيراً فى قلبه، فكان خير استقبال لخبر الفوز، هو السجود لله شكراً.

اقرأ أيضًا| القومي للبحوث يوضح أسباب تسوس الأسنان عند الأطفال 

وترتفع نبرة صوت أكثر وأكثر، وهو يقول موجهاً حديثه للشباب، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة: « نصيحتى لكم، لا تيأسوا، فالإخفاق مرة ليس نهاية المطاف، بل قم وانهض وحاول مرة واثنتين وثلاثة، حتى تحصل على ما تريد».

مسطرة التقييم

ومثل كثير من الباحثين الفائزين بجوائز الدولة، يثنى د.عبد الجواد على وجود معايير واضحة، تجعل المتقدم يقيم نفسه، قبل أن يتم تقييمه من قبل اللجنة المانحة للجائزة.. ويوضح أنه: «يمكن للمتقدمين مراجعة ما يُعرف بـ (مسطرة التقييم)، والتى تتضمن 100 درجة موزعة على عدة معايير، منها: النشر البحثي، والاشتراك فى مجالس تحرير المجلات العلمية، والأنشطة الاجتماعية، ومن ثم يستطيع الباحث وهو يتقدم للجائزة معرفة موقعه من هذه المعايير».
وتدور أغلب أبحاث د.عبد الجواد، والتى كانت أحد معايير الفوز بالجائزة حول الديدان الدقيقة، التى تُعرف باسم «النيماتودا»، فهو يُعد من الباحثين الرائدين فى هذا المجال العلمي، والذى يُعرف باسم « النيماتولوجي».

ويشمل علم النيماتولوجى تصنيف ديدان النيماتودا، وتشريحها، ودورة حياتها، وبيئتها، وتأثيراتها الاقتصادية والطبية.

ووقع د.عبد الجواد فى غرام هذا العلم، كما وصف هذه العلاقة البحثية، منذ إعداده لرسالة درجة الماجستير، التى حصل عليها فى هذا التخصص عام 1982، وتوطدت علاقته بهذا العلم أثناء إعداده لرسالة الدكتوراة بنظام الإشراف المشترك بين جامعتى القاهرة وفلوريدا بأمريكا، حيث كان مشرفه من الجانب الأمريكي، هو العالم الكبير جروفر سمارت، والذى كان رائداً فى استخدام أنواع من النيماتودا النافعة فى المكافحة الحيوية للعوامل المُمرضة.

نصيحة جروفر سمارت

وليست كل أنواع النيماتودا ضارة، بل توجد منها أنواع نافعة، تُستخدم فى مكافحة الآفات الزراعية بطريقة بيولوجية بدلاً من استخدام المبيدات الكيميائية، وهذه النيماتودا تصيب وتقتل الحشرات الضارة، مما يساعد فى تقليل أعدادها والسيطرة عليها فى الحقول والمزارع.

ويقول: « كانت نصيحة مشرفى جروفر سمارت، هى الاهتمام بالبحث عن النيماتودا النافعة، وتوظيفها فى المكافحة الحيوية، وعملت على هذا التوجه، ونجحت فى عزل أنواع منها من البيئة المصرية واستخدمتها فى المكافحة الحيوية للآفات، وهو التوجه الذى يساعد على تخفيض استخدام المبيدات الزراعية، والتى يؤثر الإفراط فى استخدامها على فرص بعض المحاصيل فى التصدير مثل: الفراولة».

ويؤمن د.عبد الجواد بأن مستقبل وقاية النبات سيكون قائماً على «المكافحة المتكاملة «، التى تُستخدم فيها أدوات بيولوجية مثل: النيماتودا النافعة وحلول أخرى، جنباً إلى جنب مع استخدام محدود للمبيدات الكيميائية، لا يؤثر سلباً على الكائنات النافعة المُستخدمة بالمكافحة.
 

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

 

مشاركة