صورة موضوعية
صورة موضوعية


جيبوتي تعتمد «البعوضة الصديقة» لمكافحة الملاريا| أمل جديد لإفريقيا

إيمان حسين

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024 - 08:44 م

في خطوة مبتكرة لمكافحة تفشي الملاريا، أطلقت جيبوتي مشروعًا طموحًا يعتمد على "البعوضة الصديقة"، وهو نوع من البعوض المعدّل وراثيًا، تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أوسع لمعالجة تحديات صحية تواجه منطقة شرق إفريقيا التي تشهد انتشارًا متزايدًا للملاريا بسبب نوع جديد من البعوض المهاجر، بحسب ما جاء من وكالة فرانس برس.

تشهد جيبوتي انتشارًا متزايدًا للملاريا بفعل بعوضة "أنوفليس ستيفنسن"، التي تعد من أبرز مسببات المرض في المناطق الحضرية والمقاوِمة للمبيدات الحشرية، وفي محاولة للسيطرة على هذا التحدي، أطلقت السلطات الصحية برنامجًا بالشراكة مع شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية "أوكسيتيك"، التي طورت تقنية "البعوضة الصديقة"، تعتمد التقنية على إطلاق ذكور بعوض معدّلة وراثيًا تحمل بروتينًا يمنع تكاثرها مع الإناث، ما يساهم في تقليل أعداد البعوض الناقل للمرض دون الإضرار بالبشر.

بدأت جيبوتي في مايو الماضي بإطلاق 40 ألف بعوضة معدلة أسبوعيًا، وزادت وتيرة الإطلاق في أكتوبر إلى دفعات أسبوعية مستمرة لمدة ستة أشهر، ويأمل القائمون على المشروع أن تظهر النتائج الملموسة بحلول منتصف عام 2025، فيما تخطط البلاد لإنشاء مصنع لإنتاج هذا البعوض وتصديره إلى دول إفريقية أخرى.

تعتبر هذه التقنية جزءًا من نهج متكامل لمواجهة الأمراض المنقولة عبر الحشرات في إفريقيا، وهي القارة التي تشهد 95% من الوفيات العالمية المرتبطة بالملاريا،تؤكد دوروثي اتشو، رئيسة قسم الأمراض الاستوائية في إفريقيا، على أهمية الابتكار، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تعمل على وضع معايير لتقييم تأثير هذه التقنية.

الآمال والتحديات
رغم النتائج الأولية المبشرة التي تشير إلى إمكانية خفض أعداد البعوض الناقل للأمراض بنسبة 90% أو أكثر، تثير التقنية الجدل بين علماء البيئة، أعربت منظمة "جين ووتش يو كاي" عن مخاوفها بشأن تأثير التقنية على تطور البعوض وانتشار الأمراض بطرق قد تكون خطرة، إلى جانب القلق من التكلفة العالية لهذه العمليات، وهي عامل حاسم في إفريقيا.

من جهة أخرى، تؤكد شركة "أوكسيتيك" أن البعوض المعدّل وراثيًا آمن تمامًا وغير سام، مشيرة إلى أنه حصل على موافقات رسمية في الولايات المتحدة عام 2022.

ويقول نيل موريسون، المسؤول عن الاستراتيجية في الشركة، إن "لا شيء أفضل من البعوض الذكر للعثور على الإناث الناقلة للمرض"، موضحًا أن الخطوات المقبلة ستتضمن تحديد الجرعات المثلى من البعوض لضمان فعالية البرنامج.

تمثل "البعوضة الصديقة" بارقة أمل جديدة لمكافحة الملاريا في إفريقيا، في ظل تحديات كبيرة تواجه المنطقة بسبب ارتفاع الإصابات والوفيات، ومع أن التقنية ما زالت في مراحلها التجريبية، فإن الدعم المستمر لها قد يسهم في تحسين حياة الملايين في إفريقيا، إذا ما أُحسن استخدامها وأُثبتت استدامتها على المدى الطويل.

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

مشاركة