صداقة عمر جمعت بين محمد حسنين هيكل وأحمد بهجت
كنوز| الشمعة 92 لصاحب «صندوق الدنيا» و«كلمتين وبس»
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 - 04:44 م
92 عاماً مرت على مجيء الكاتب الكبير أحمد بهجت إلى الدنيا فى 15 نوفمبر 1932، عاش متألقاً فى بلاط صاحبة الجلالة الصحافة التى تميز فيها بأسلوبه الصوفى الفلسفى الساخر، وعمق دراساته فى الفكر الإسلامى والفكر الإنسانى، وحبه الشديد للحيوانات الأليفة التى وجد فيها الوفاء الذى لم يجده فى بعض بنى البشر، وعاش مبدعاً فى الكتابة الإذاعية، أجيال تربت على كلماته الناقدة اللاذعة التى كان يجسدها الكبير فؤاد المهندس فى برنامج «كلمتين وبس».
لأكثر من 40 عاماً متواصلة، واستمتعنا بصوته الرصين الهادئ عندما كان يقدم برنامج «زورق الخواطر»، وأبدع فى الكتابة للسينما عندما كتب فيلم «أيام السادات»، وفيلم «امرأة من القاهرة»، وفيلم «البؤساء»، وأبدع أيضاً فى الدراما التليفزيونية فى عددٍ من المسلسلات ومنها: «مذكرات زوج - صائمون والله أعلم - ألف ليلة وليلة» وتميز فى كتاباته الصحفية والأدبية والدرامية بالتنوع والأسلوب السهل البسيط الشيق الذى يجمع بين الجدية والسخرية الجادة والتأملات الروحية والدينية والإنسانية.
رأيته لآخر مرة عندما أقامت له «دار الشروق» احتفالية فى عيد ميلاده السابع والسبعين التى حضرها لفيف من الكتاب والمبدعين، وتحدث عنه «هيكل» فى تلك الاحتفالية المفعمة بالمحبة مؤكداً أنه صحفى من طراز فريد، وقال: إنه اختاره خصيصاً لتغطية زيارة الرئيس عبد الناصر لمؤسسة «الأهرام»، والارتباط بين أحمد بهجت و«هيكل» يرجع لسنواتٍ عندما جاء «بهجت» ليتدرب فى مؤسسة «أخبار اليوم» عام 1955، وعمل مع هيكل عندما ترأس تحرير «آخر ساعة»، وفى عام 1957 انتقل للعمل بمجلة «صباح الخير» التى تركها للعمل مع «هيكل» بالزميلة «الأهرام» عام 1958 التى ميزها بمقاله اليومى «صندوق الدنيا» الذى تربت عليه أجيال على مدى 40 عاماً، ولأحمد بهجت قصة طريفة مع «هيكل» رواها نجله الزميل الصحفى محمد بهجت موضحاً: أن شباب الصحفيين كان لهم عدة مطالب لم يلتفت إليها رئيس التحرير محمد حسنين هيكل فقرر أحمد بهجت بالاشتراك مع صلاح جاهين تزعم ثورة احتجاجية ضد «هيكل» بارتداء الطرابيش داخل المؤسسة وأطلقوا عليها ثورة «الطرابيش».
واستدعى «هيكل» أحمد بهجت وأمره بحزم بأن يتوقف عن ذلك المزاح وتلك السخرية وعندما شرح له «بهجت» عدالة مطالبهم أيقن «هيكل» أنها مطالب عادلة واستجاب لها فوراً، وامتدت صداقة «هيكل» مع أحمد بهجت لسنواتٍ وسنوات وكان يقدره جداً ككاتب ومبدع متفرد، لم يغادر أحمد بهجت «الأهرام» إلا عندما عُين رئيساً لتحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون» عام 1976، وظل يكتب «صندوق الدنيا» بالأهرام حتى رحيله عن الدنيا فى 11 ديسمبر 2011 عن عمر يناهز 79 عاماً، تاركاً خلفه تراثاً كبيراً من المقالات المتنوعة، إلى جانب مؤلفاته التى حققت توزيعاً غير مسبوق، ويكفى أن عدد طبعات كتابه «أنبياء الله» تجاوزت 40 طبعة، وتحول كتابه الثرى «قصص الحيوان فى القرآن» إلى أشهر مسلسل كارتون دينى ارتبط به الكبار والصغار وتُرجم هذا الكتاب إلى لغاتٍ متعددة.
وارتبط أحمد بهجت طوال حياته بصداقاتٍ حقيقية لتفاهمات مشتركة مع د. مصطفى محمود الذى كان يناديه «بهجوجى»، وأحمد رجب، وفؤاد حداد الذى كان يقول عنه أشعر شعراء الفصحى والعامية، وجاره فى السكن سيد مكاوى ويؤكد نجله أن أوبريت «الليلة الكبيرة» وُلد فى شقة والده، ومن المواقف الطريفة التى تكشف عشق والده للكلاب والقطط والحيوانات الأليفة أن تصادف سيره فى الشارع يوم عيد ميلاد والدته الكاتبة الصحفية سناء فتح الله أن وجد كاتبنا الكبير أحد الحمارين يعذب حماره الصغير بقسوة لقلة عافيته فى جر الحمولة الثقيلة، فعنفه وعرض عليه شراء الحمار منه بمبلغٍ مغرٍ، وافق الرجل واصطحب «بهجت» الحمار للبيت، وذُهلت زوجته عندما دخل به عليها ليربطه فى الشرفة..
وقالت له: «انت جايب الحمار ده ليه؟» فضحك قائلاً: «هدية عيد ميلادك»، فضحكت قائلة: «ده ما يتربطش فى البلكونة ده عايز يعيش فى غيط»..
وفى اليوم التالى أخذه لعزبة صديق له ليرعاه وكان يقوم بزيارته بين فترة وأخرى، وعشقه للحيوانات أنتج لنا رائعة «قصص الحيوان فى القرآن»، ويقول نجله: إن والده جلس يبكى إلى جوار هدهد كان يحتفظ به وهو يحتضر، وأخذ يقرأ له سورة « النمل » وهو على يقين من أن سماع الهدهد لهذه الآيات عن جده الأكبر هدهد سيدنا سليمان، سيخفف عنه سكرات الموت.
وأوضح كاتبنا الكبير أحمد بهجت - رحمه الله - فى حوار أجراه معه الصديق المثقف اللواء عبد المنعم معوض لمجلة «الشرطة»: أن حبه للحيوانات بدأ عندما أغلق الباب دون قصدٍ على ذيل قط ظل يتألم ويصرخ فأحس بذنبٍ كبير جعله من يومها يعطف على الحيوان ويعقد معه صداقاتٍ كشفت له الكثير عن عالم الحيوان، لدرجة أنه حزن حزناً شديداً عندما مرض كلبه « سلطان » بمرض فى عينيه وأوصى صديقاً له بأن يُحضر له العلاج من الخارج ليداويه لأنه يعتبره أعز صديق له ويتفوق فى الوفاء على بعض البشر، وروى أيضا قصة قطته التى أسماها «ليلى» وكيف أقام لها عرساً بوليمة من الكبدة والسمك عندما اختارت للزواج قطاً مكافحاً ينتظرها على السلم.
اقرأ أيضًا| كنوز| «عندليب الصحافة» يقتنص أخطر اعترافات أنتونى كوين فى هوليوود !
وفى ذات الحوار اعترف الكاتب الكبير أحمد بهجت بأنه تأثر بالعقاد والحكيم والمازنى والبشرى، ولم يعجبه د. طه حسين لانبهاره بالحضارة الأوروبية التى رأى جوانبها المضيئة ولم يرِ جوانبها المظلمة، ولا ينكر أنه مفكر اجتهد فأصاب وأخطأ، وتأثر أيضاً بـ «تولستوى وديستويفسكى وجوجول، وتشيكوف»، وقال فى ذات الحوار: «أنا لست متصوفاً، لأن التصوف تجربة روحية تشف فيها الروح، لكننى أحب المتدينين وأحب الصوفية واقرأ عن هؤلاء وأولئك وأحاول أن اندس فى وسطهم لعلى أُحشر معهم، ولعل ما يربطنى بهؤلاء وهؤلاء أننى ولله الحمد والمنة من الموحدين الذين يؤمنون بالله تعالى إيماناً ينبغى لجلال وجهه ويليق بعظيم سلطانه، أنا مفوض أمرى إلى الله عز وجل إن شاء عذب وإن شاء رحم، وأرجو أن تدركنى قطرة من بحار عفوه»، وأوضح أن التصوف عنده يعنى الصفاء مع الله، وهذه مرتبة لا يصل إليها إلا من أفرغ قلبه لله، وهى مرتبة عالية لا يصل إليها أرباب الأقوال، وإنما يصل إليها أرباب الأحوال، وقال: «أنا من أرباب الأقوال، والقول كما تعلم مجرد دعوى والدليل عليها هو الحال، ولا حال عندنا، نسأل الله أن ينقلنا من القول إلى الفعل، أما قراءاتى فى التصوف فقد بدأت بجلال الدين الرومى فى كتابه «المثنوى المعنوى» كما أننى شديد الإعجاب بالفتوحات المكية لابن عربى.
وفى ذكرى ميلاد كاتبنا الكبير أحمد بهجت الـ 92 نضيء لروحه شمعة وفاء ومحبة لكاتبٍ صحفى كبير خدم بإخلاص فى بلاط الكلمة الصادقة المبدعة فصار رمزاً شامخاً من رموز مهنة صاحبة الجلالة الصحافة، وصار مبدعاً متعدد المواهب، تربت على كتاباته وإبداعاته أجيال أضيئت عقولها وتثقفت أذهانها بالمعرفة فى مجالاتٍ متنوعة خبرها وكتب عنها بأسلوبه البديع فى مقالاته ومجموعة المؤلفات التى تركها للمكتبة العربية ونذكر منها: « مذكرات زوج - مذكرات صائم - أنبياء الله - أحسن القصص - الطريق إلى الله - قميص يوسف - الله فى العقيدة الإسلامية - بحار الحب عند الصوفية - رواية قصص الحيوان فى القرآن - صائمون..
والله أعلم - حوار بين طفل ساذج وقط مثقف - تحتمس 400 بشرطة - ثانية واحدة من الحب - تأملات فى عذوبة الكون - ناقة صالح - فيل أبرهة - حوت يونس - هدهد سليمان - الملك طالوت والنهر - تأملات مسافر - نبأ ابنى آدم والغراب».
«العقاد» يتحدث عن نفسه
يُقال عنى إننى صارم فى تفكيرى، مع أننى لا أنقطع عن الضحك ورفع الكلفة بينى وبين أصدقائى، ويُقال عنى أحب العزلة، وفى الواقع أنا فى عزلة عن الجماعات والجماهير ولكننى فى المجالس الخاصة بين أصدقائى لا أحب العزلة، وأنا لا أعرف التوسط فى الصداقة أو العداوة، سواء فى إبداء الرأى أو العلاقات الشخصية.
ولا يمكننى أن أفهم الأسلوب « المودرن » فى السياسة، فالمجرم فى حق وطنه أقاطعه، وعاطفتى تتشكل نحوه حسب هذا الاعتقاد، وأنا لا أحمل على إنسان إلا إذا اعتقدت أنه يستحق هذه الحملة، وإذا ما حملت على إنسان لا أتوسط فى حملتى عليه، لأن الشخص الذى يسيء إلى وطنه وإلى الإنسانية يجب أن نقاطعه وأن نحمل عليه وإلا اعتبرناه أقدس من الإنسانية والوطن.
وأنا أعمل عن حبٍ لما أعمله، وأحب أن أحتفظ بحريتى، ولا أحمل أحداً مسئولية كتابتى أو آرائى، وأميل إلى التنظيم والمثابرة، ولذلك استطعت أن أجمع بين العمل فى المجمع والتأليف والسياسة والبرلمان فأعطى لكل منها حقه، وكنت أمارس السباحة وأنا طالب فى أسوان مع خطورة السباحة هناك، حيث التماسيح تهدد كل من يجازف بالسباحة، وقد أفادتنى هذه الرياضة من الناحية النفسية فعلمتنى المجازفة التى كانت سبب نجاحى فى الحياة.
عباس محمود العقاد مجلة «المصور»
المحكمة تطرد «نجيب» من فيلا الوكيل
قضت محكمة جنوب القاهرة بطرد اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية الأسبق وابنه يوسف من الفيلا التى يقيمان بها بالمرج وتمكينها لورثة زينب الوكيل زوجة مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر الأسبق بمفروشاتها وملحقاتها وحديقتها التى تبلغ ١٢ فداناً.
أصدرت الحكم الدائرة 9 بمحكمة جنوب القاهرة برئاسة عبد الظاهر عبد الحكم وعضوية: محمد عبد الحميد أبو الغار وصلاح الدین أمین الدمرى فى الدعوى التى أقامها ورثة زينب عبد الواحد الوكيل زوجة مصطفى باشا النحاس ضد اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية الأسبق وابنه يوسف ورئيس مجلس الوزراء بصفته ووزیر المالية بصفته ورئيس إدارة الأموال المُصادرة.
وقال ورثة زينب الوكيل: إنه كان قد صدر حكم من محكمة الثورة بمصادرة أموال وممتلكات مورثتهم ثم صدر قرار جمهوری عام ١٩٦٠ بالعفو عن العقوبة المحكوم بها وكافة آثارها على مورثتهم ومن ضمن ممتلكاتها التى صُودرت وشملها العفو: فيلا بالمرج تحيط بها حديقة مساحتها أكثر من ١٢ فداناً ومحلقاتها ومفروشاتها.
وأضافوا: أن اللواء محمد نجيب ظل يشغلها هو وابنه يوسف بدون عقد إيجار وما طالبوهما بها رفضاً.. فشكوا إلى رئاسة مجلس الوزراء حيث وافق الأمين العام لمجلس الوزراء فى عام 1980 على تسليم محمد نجيب وابنه قصـر أمينة طوغان بالمرج وهو من أملاك الإصلاح الزراعى ليقيما به بديلاً عن الفيلا إلا أنهما رفضا مغادرتها. وطلبوا من المحكمة الحكم لهم وتمكينهم من الفيلا لحاجتهم للانتفاع بها على أن يصدر الحكم فى مواجهة رئيس الوزراء ووزير المالية بصفتهما.
«الأخبار» - 28 يناير 1983
أحمد حمامة يروى لقطات من طفولة ونجومية فاتن
هناك أشياء لم تقلها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عن طفولتها فى حواراتها الصحفية، يكشف عنها والدها أحمد حمامة فى المقال الذى كتبه لنا خصيصاً، ويقول فيه :
- كانت ابنتى فاتن شديدة الذكاء منذ طفولتها، وكان لها موضع حب من كل سيدات الأسرة وهى فى السادسة من عمرها، وكانت والدتها تخشى عليها من الحسد، وكانت كل واحدة منهن تأخذها معها للسينما.
وكانت فاتن تروى لى الفيلم الذى شاهدته بتسلسلٍ عجيب، وتلخص لى الهدف منه، وهذا أول الدروس التى أفادتها فيما بعد فى قراءة قصص أفلامها لأنها كانت ناقدة بفطرتها، وعند عودة فاتن من السينما كنت ألاحظ أنها أكثر نشاطاً وتفتحاً لمذاكرة دروسها، وكنت ألتقط لها الصور فى مواقف مختلفة، وأحتفظ بألبوم حافل بصورها وهى صغيرة، ومن بينها: الصورة التى أرسلتها لمسابقة مجلة «الإثنين» وهى لباس «الهلال الأحمر».
وفوجئت بفوزها بلقب أجمل طفلة، وبعد نشر الصورة تلقيت خطاباً من المخرج محمد كريم يستدعينى لمقابلته أنا وفاتن، ويومها أجرى اختباراً لها أمام الكاميرا، وقال: إنه سيخطرنى عند بدء تصوير الفيلم الذى سيحتاجون فيه طفلة، وتصادف أن نُقلت للعمل فى إحدى مدارس المنصورة فى اللحظة التى أرسل فيها محمد كریم خطاباً يستدعينى للاتفاق معى على أن تعمل ابنتى فى السينما، لكن الرسالة لم تصلنى وُردت إليه ثانية، وحدث أن جاء محمد كريم فى تلك الفترة إلى المنصورة، وذهبت للترحيب به فصاح فى وجهى «انت فين، أنا بعت لك جواب ولم تستلمه»، واتفقنا على توقيع عقد عمل فاتن بالقاهرة للعمل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب فى فيلم « يوم سعيد »، كان الدور صغيراً جداً لكن إعجاب كريم بذكائها جعله يطيل الدور، وأثناء التصوير عرض المسئولون باستديو مصر احتكار جهود فاتن، وما كاد كريم يسمع بهذا حتى سارع بالتعاقد معى على أن تظهر فاتن فى فيلمين جديدين لعبد الوهاب.
وظهرت فاتن بعد ذلك فى عددٍ من الافلام، ثم شرع يوسف وهبى فى إخراج فيلم «ملائكة الرحمة» ودعانى للتعاقد معى عندما شاهد فاتن فى فيلم «رصاصة فى القلب»، وتقاضت فاتن أكبر أجر لطفلة فى فيلم «ملائكة الرحمة»، وكانت ابنتى مثالاً للتلميذة النشيطة، لم يحدث أن رسبت خلال دراستها، كانت متقدمة على زميلاتها دائماً، ولما انتقلت للمرحلة الثانوية خشيت أن يؤثر عملها فى السينما على تحصيل دروسها، لكننى فوجئت بها على رأس فصلها فى أولى ثانوى، وعندما أفُتتح معهد التمثيل، طلبت منى أن أقدم أوراقها إلى المعهد، وفشلت فى إقناعها بألا ترهق نفسها بدراسة جديدة، إلى جانب الأفلام التى كانت تعمل بها، لكنها أصرت على الالتحاق بالمعهد، توقعت أن تهمل دراستها لكن النتيجة جاءت مفاجأة، نجحت فى الثانوية والمعهد، وكل أفلامها، والتقيت من فترة بناظرة مدرستها التى استعادت معى ذكرياتها عن فاتن عندما كانت تتزعم الطالبات وتنظم المظاهرات احتجاجاً على الاحتلال، وتصيغ الهتافات، وفشلت فى إقناعها بألا تقحم نفسها فى السياسة ولكنى فى دخيلة نفسى كنت أبتهج بمشاعرها الوطنية، وتميزها فى العروض المسرحية التى كانت تقدمها بالمدرسة وتتسابق بها مع المدارس الأخرى، ومن الذكريات الطريفة أن أستاذ اللغة الإنجليزية بالمدرسة السعيدية تقدم للزواج من فاتن ولم تكن قد بلغت السادسة عشرة، فطلبت منه تأجيل الزواج لحين وصولها لهذه السن لكنه أصر على أن يتم الزواج فوراً لأنه سيسافر فى بعثة دراسية إلى لندن ويريد أن يأخذها معه، فرفضت وعاد بعد أربع سنوات من لندن ليصبح أحد كبار رجال التعليم، وضحكنا كثيراً عندما تذكرنا قصة رغبته فى الزواج من فاتن التى ظلت تجمع بين الدراسة والعمل حتى بلغت السادسة عشرة وتزوجت، وعندما انتقلت إلى بيت الزوجية استحال عليها أن تجمع بين الدراسة والعمل والزواج، فاستغنت عن دراستها وانطلقت فى مشوار صعودها نحو النجومية المطلقة فى السينما.
أحمد حمامة «الكواكب» - 15 نوفمبر1960
صوفيا.. أم بريجيت ؟
بقلم : طارق الشناوى
التسعون، لا تعنى أبداً الاقتراب من خط النهاية، الزمن له وجه إيجابى يهدينا زاوية رؤية وإطلالة أكثر عمقاً وشفافية، ندرك من خلالها كيف نتعايش مع الزمن، هناك مَن يرى ذلك خطوةً للمراجعة النهائية، وهناك مَن يكمل الطريق دون تقليب صفحات الماضى، والبعض يعدّه ذروة التكريم، إلا أنه لا يعنى أبداً أن نطوى الصفحة الأخيرة من كتاب الحياة.
فى الطبعة الـ 12 بمهرجان وهران السينمائى بالجزائر الشقيق، بلد المليون ونصف المليون شهيد، تم تكريم المخرج الجزائرى محمد الأخضر حامينا - 94 عاماً - وهو العربى الوحيد الحاصل على سعفة مهرجان «كان» عام 1975 عن فيلمه «وقائع سنوات الجمر»، وأول مَن اقتنص قبلها جائزة «الكاميرا دور» التى تُمنَح للعمل الأول عن فيلم « ريح الأوراس» عام 1968، والرجل لم يتوقف عن الحلم، ونال جائزة «الوهر الذهبى التذكارية»، كما أن تلك الجائزة كانت من نصيب المخرج كوستا جافراس - 91 عاماً - وأيضاً زوجته المنتجة ميشيل جافراس، والمخرج اليونانى الأصل حقق أول أوسكار للسينما العربية بفيلم « زد » 1970من إنتاج المخرج الجزائرى أحمد راشدى الذى شارك فى « وهران » بتكريم جافراس وزوجته.
وبمناسبة سن التسعين.. تابعنا قبل أيام الاحتفال بعيد ميلاد كل من: النجمة الإيطالية صوفيا لورين، والأيقونة الفرنسية بريجيت باردو، وكل منهما أتمّت التسعين، كانتا ولا تزالان رمزاً للإنوثة والجمال، تجاوزتا حدود أوروبا التى يطلقون عليها «القارة العجوز»، إلا أن صوفيا لورين وبريجيت باردو لم تعرفا أبداً العجز.
بريجيت باردو وصوفيا لورين يجمعهما عام الميلاد والشهر مع فارقٍ بسيط، صوفيا لورين أكبر بثمانية أيام، بريجيت باردو توقفت عن التمثيل على مدى 50 عاماً، لكنها أبداً لم تتوقف عن الحضور، تخصّصت فى معركتها الشخصية لحماية الحيوانات من سكاكين البشر، خصوصاً الخيول، فهى ترى أن فى هذا اعتداء على الحق فى الحياة المكفول للكائنات الحية، والخدمات التى تقدمها - ولا تزال - الخيول للبشر لا تُعدّ ولا تُحصى، فكيف يشعر البشر بالسعادة وهم يضعونها أطباقاً شهية على موائدهم ؟!
لا تتوقف بريجيت باردو كثيراً أمام ما قدمته للسينما التى جعلتها أيقونة فى العالم، مثل فيلمها الاستثنائى «هكذا خلق الله المرأة».
وهى أيضاً لا تتنكر لتاريخها السينمائى اللامع، لكنها تعيش فقط اللحظة، ولا يعنيها أبداً ابتعادها عن الاستديوهات، ولا تشعر بالحنين، فهى بالنسبة لها مرحلة زمنية وانتهت.
بريجيت باردو لا تعرف الشيخوخة، وتستقبل كلَّ يومٍ جديدٍ فى حياتها بالأحضان، ابتعدت عن الإعلام، إلا أنها عندما بلغت التسعين وجّهت كلمةً للجمهور، وأضافت ساخرة : «كم مرة ستتكرر هذه المناسبة.. ويبلغ الإنسان التسعين؟!»، بينما تتألق من إيطاليا صوفيا لورين، ولا تزال متألقة فى الميدان، خُلقت لكى تكون ممثلةً، صالَحت الزمن، ولم تقدم وجهها على طبق من فضة لأطباء التجميل ليفعلوا به ما يحلو لهم، تركته لما تريده الطبيعة، وفى استطلاع لأجمل امرأة فى إيطاليا - طوال التاريخ - احتلت صوفيا المركز الأول، بينما حلت مونيكا بوليتشى فى المركز الثالث.
وهكذا تأتى سن التسعين على جافراس وحامينا وصوفيا لورين وبريجيت باردو وهم يعيشون فى سعادة.. ويبقى السؤال : هل تفضل أن تعيش الحياة على طريق صوفيا لورين.. أم بريجيت باردو؟
من صفحة « مقالاتك »
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة