التواصل بالأقمار الصناعية هو التطور الطبيعي للملاحة الجوية

نتابع الطائرات منذ دخولها للحدود المصرية حتى تصل إلى مطار المقصد

تكلفة الدراسة بمعهد المراقبة الجوية تصل إلى 115 ألف جنيه
البرج يهدف إلى إزالة أي تعارضات بين الطائرات وبعضها وبين الطائرات وأي عوائق أخرى

المراقب الجوي هو أساس منظومة الملاحة الجوية فهو المسئول عن تحركات الطائرات منذ إدارة المحركات في مطار الإقلاع حتى إطفاء المحركات في مطار الوصول.. لا يحدث أي شيء ولا تتحرك الطائرة على الأرض أو في الجو إلا بتعليمات من المراقب الجوى والذي يتعامل مع الطائرات من خلال قوانين وإجراءات وقواعد وتطبيقات قياسية تحدد بالتفصيل كل شيء...هكذا حدثنا مدير عام البرج والاقتراب كابتن محمد فهمي، في حواره لـ"بوابة أخبار اليوم"عن دور المراقب الجوي وعن خطوات العمل داخل برج المراقبة.

وإلى نص الحوار
* في البداية ..حدثنا عن الهدف من عمل البرج؟
هو تحقيق انفصال عرضي وطولي بين الطائرات وبعضها وبين الطائرات وأي عوائق موجودة على الأرض أثناء تحرك الطائرة على الأرض، أو أي طائرات أخرى موجودة في المجال الجوي، فالبرج يهدف إلى إزالة إي تعارضات بين الطائرات وبعضها وبين الطائرات وأي عوائق أخرى.
*ما هو دور مركز المراقبة الجوية؟
مركز المراقبة الجوية هو المركز المسيطر على جميع التحركات داخل المجال الجوي المصري، وليس فقط مطار القاهرة، فمركز المراقبة يحتوي على شاشات، وأجهزة حديثة للمراقبة والسيطرة على تحركات الطائرات المدنية كلها داخل المجال الجوي لجمهورية مصر العربية.
*ما هي خطوات العمل داخل كابينة المراقبة؟

كابينة المراقبة الجوية في برج مطار القاهرة وكل المطارات تحتوي على عدد من المراقبين الجويين الذين يقومون بالتحكم والسيطرة على الطائرات عن طريق التعليمات التي ينفذها الطيار لضمان سلامته وآمنه داخل المطار منذ وجود الطائرة على الأرض وحتى يتم الإقلاع في أجواء آمنة تمامًا،وإذا كانت الطائرات قادمة حتى تهبط بسلامة وآمن، متجنبًا أي تقارب خطر. فالمراقبة الجوية تعمل على عدم تقارب الطائرات وبعضها، ومهمتها الأساسية تحقيق الانفصال الآمن لتحقيق سلامة الطيران داخل المطار وعلى الأرض أو مع الطائرات التي تهبط والطائرات التي تقلع أو الطائرات المتتابعة التي تهبط والطائرات التي تهبط ورائها.

*ما هي شروط القبول والدراسة في معهد المراقبة الجوية؟
معهد المراقبة يقبل الحاصلين على المؤهلات العليا، وتتطلب الدراسة به إجادة تامة للغة الإنجليزية وإجادة استخدام الحواسب الالكترونية بالإضافة إلى لياقة طبية ويتم إجراء كشف طبي دوري على جميع المراقبين للاطمئنان على لياقتهم الطبية في جميع التخصصات التي تشمل النظر والقلب والأنف والأذن والضغط وفقا للمستوى العالمي المعمول بيه في منظمة الطيران المدني وهو المستوى الثالث الطبي وهو ليس كالمستوى الأول للطيران ولكن هو المستوى الثالث وهو عالي أيضًا من حيث الكفاءة الطبية.
ويلتحق الطالب بالمعهد بعد اجتياز الاختبارات الشخصية ومدة الدراسة سنتين والتكلفة تصل إلى 115 ألف جنيه على مدار السنتين، وبعد أن يتخرج من المعهد مراقب جوي حاصل على الشهادات الخاصة بالمراقبة الجوية من المنظمة الدولية للطيران المدني الإيكاو، ثم يلتحق بشركة الملاحة الوطنية وتم إجراء بعض الاختبارات لتحديد مستواه العلمي، وبعد ذلك يتم توزيعه على المطارات المحلية والدولية.
*هل الدراسة مقتصرة على الذكور فقط؟ أم ذكور وإناث؟

الدراسة داخل المعهد تشمل ذكور وإناث، ولدينا مجموعة من الإناث تمارس المهنة.

* كيف يتم متابعة الطائرات داخل الأجواء المصرية ومتى تنتهي مهمة برج المراقبة بالنسبة للطائرات؟
تمم متابعة الطائرات داخل المجال الجوي المصري بداية من مركز الملاحة منذ دخولها للحدود المصرية حتى تصل إلى مطار المقصد، من الممكن أن يكون مطار المقصد داخل الجمهورية أو في دولة مجاورة مثل طائرة قادمة من السعودية إلى إيطاليا أو اليونان أو فرنسا فتمر الطائرة داخل الأجواء المصرية وهذا نوع من أنواع الطيران نطلق عليه أسم عابر للأجواء المصرية.
والطائرات التي سوف تهبط في المطارات المصرية تظهر على شاشات الرادار الموجودة بمركز الملاحة ويتم إعطائها التعليمات من الارتفاعات والسرعات وطرق جوية محددة تسير بها الطائرة حتى مطار الوصول داخل الجمهورية، وتبدأ تتنقل المسؤولية في السيطرة والتحكم لهذه الطائرة من مراقب إلى مراقب أخر مقسمًا إلى قطاعات حتى وصول الطائرة إلى برج المراقبة، ويبدأ برج المراقبة في التعامل معها في مرحلة ما قبل الضلع النهائي للمر أي قبل الوصول بحوالي 7 دقائق، وتبدأ تتعامل معها وحدة ثانية وهى الاقتراب وهى دائرة حول المطار كل الطائرات بها على اتصال مع المراقب سواء الطائرة مقلعة أو هابطة من نفس المطار وبعد ذلك تحول إلى برج المراقبة التي يعطي لها تعليمات الهبوط وبعض المعلومات الأساسية من اتجاه الريح وسرعتها وإذا كان هناك أي عواصف أو أجواء غير عادية مثل المطر والرياح عواصف رملية أو أي عوائق في الجو أو شوائب عالقة أو طيور في بعض الأحيان ويعطي له المعلومات الكافية للهبوط الأمن ويقوم بإعطاء تصريح هبوط أمن ، ويهبط الطيار على أرض المطار وتبدأ المتابعة مع وحدات أرضية حتى يصل إلى موقعة.
*ماذا يحدث في حالة ما إذا كان الهبوط غير آمن؟
هناك أجهزة ملاحية حساسة جدًا تساعد الطيار على أن يأخذ قرار النزول وتقوم بتوصيله إلى أرض المطار بشكل آمن وبسلامة تامة، وبالنسبة لوجود الطيور المهاجرة هناك أجرأت تأخذها المطارات لإبعاد الطيور عن مسار الطائرات ، وعندما يأخذ الطيار معلومة بمكان وجود الطيور يبتعد عنها تمامًا ونبدأ في توجيه بعيد عنها أو بعيد عن المناطق التي يوجد بها سحب رعدية التي ينتج عنها مطر شديد وبرق ورعد لأن ذلك في منتهى الخطورة لسلامة الطيران، فلذلك نقوم بأبعاد الطيار عن هذا المسار ونوجه لأماكن أكثر أمانًا لحين انتهاء الظاهرة، وللطيار حق الانتظار فوق المطار في دوائر لحين تحسن الأجواء وذلك بالمتابعة مع مكتب الأرصاد، أو يتوجه لأقرب مطار تكون فيه الأجواء المناخية مناسبة للهبوط وذلك يرجع لاختيار الطيار وشركته.
*كيف يتم تواصل برج المراقبة مع القمر الصناعي؟
جميع اتصالاتنا تتم عن طريق الأقمار الصناعية بالإضافة إلى منظومة الطيران الملاحي الجديد وجميعه يتواصل بالأقمار الصناعة ويتواصل مع برج المراقبة ومركز الملاحة مع الأقمار الصناعة طول الوقت، وهذا هو التطور الطبيعي للمراقبة الجوية بدلًا من أن تكون المساعدات الملاحية لمساعدة الطيارين أرضية أصبحت مساعدات فلكية في الفضاء الخارجي عن طريق الأقمار الصناعية الملاحية المنتشرة حول الكرة الأرضية بالكامل وهي أحدث نظم ملاحية في العالم تتبع في القاهرة وفي مركز الملاحة الذي يدير الحركة الجوية في المجال المصري كله.
*هل مطبقة في مصر؟ وأين؟
مطبقة في مطار القاهرة تحديدًا، وفي مركز الملاحة وموجدة في بعض المطارات الدولية كبيرة الحجم، مثل شرم الشيخ، والغردقة، وبرج العرب، والأقصر، و أسوان، وذلك لأن هذه المطارات بها كثافة و الحركة بها عالية وتحتاج نوع من الدقة في المعلومات والدقة في المسارات وبالتالي الأقمار الصناعية تعطي لنا هذه الدقة ولذلك تستخدم في هذه المطارات.
*كم برج مراقبة في مطار القاهرة؟
يوجد البرج الجديد الذي يعمل منذ 2008 ، والبرج السابق الذي يوجد على بعد 400 متر من البرج الجديد، ويوجد به بعض الأجهزة الاحتياطية التي يتم استخدمها في حالة عدم استطاعتنا تقديم الخدمة من البرج الجديد تحت أي ظرف، فهو مكان بديل نحافظ عليه بأجهزته والمساعدات الموجودة به ، بحيث أنه في أي وقت طارئ يكون من السهل الانتقال إليه وتقدم الخدمة منه كموقع بديل احتياطي للبرج الجديد، لكن حتى الآن البرج الجديد يعمل بكفاءة عالية ولم نضطر إلى تقديم الخدمة منه إلا عندما حدث خلل في التوزيع الكهربي في شهر يناير الماضي وتم العمل من البرج القديم، حتى أن بعض الشركات لم تشعر أن الخدمة تغيرت من البرج الجديد للبرج القديم، وذلك لأن مقدم الخدمة هو المراقب الجوي المصري وأدواته متوفرة في البرجين.