عبد القادر شهيب
عبد القادر شهيب


شىء من الأمل

بإرادة أمريكا !

‬عبدالقادر شهيب

الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 - 06:33 م

نتانياهو يرى أن أمامه فرصة ثمانية أسابيع للاستمرار فى حرب لبنان حتى وصول ترامب للسلطة يجب ألا يفلتها

وفسر الماء بعد الجهد بالمال ! 

هذا القول ينطبق على ما قاله المبعوث الأمريكى هوكستين حول جهود إنهاء الحرب الإسرائيلية ضد لبنان.. فهو قال إن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال فى لبنان مرهون بإرادة كل من لبنان وإسرائيل.. وأضاف أنه لا يستطيع تحديد موعد للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال رغم أنه قال إن الاتفاق صار قريبًا وثمة فرصة للتوصل إليه!. 

وبالطبع أى اتفاق لوقف إطلاق النار فى أى حرب مرهون بإرادة الأطراف المشاركة فى الحرب ولو كانت غير متكافئة.. لكن فى لبنان وقبلها غزة فإن وقف الحرب مرهون أيضًا بإرادة ورغبة أمريكا المشاركة بشكل غير مباشر فى هذه الحرب.. فلو كانت أمريكا راغبة وجادة فى وقف الحرب لتوقفت عن تقديم السلاح والمال للطرف المعتدى وهى إسرائيل حتى تنصاع وتوقف إطلاق النار فى لبنان وقطاع غزة.  

وبالنسبة للبنان تحديدًا فإن مشروع الاتفاق الذى حمله هوكستين معه إلى لبنان وسبق أن قدمته السفيرة الأمريكية فى بيروت إلى الرئيس برى هذا الأسبوع يتضمن تقديم ضمانات أمريكية لإسرائيل تتعلق بمنحها الحق فيما يسمى الدفاع عن نفسها، أو التحرك عسكريًا إذا خالف حزب الله الاتفاق وتواجد بعد الليطانى أو أعاد بناء قدراته العسكرية..

وبذلك فإن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى لبنان ليس مرهونًا فقط بإرادتها مع إسرائيل، وإنما بإرادة أمريكا أيضًا التى وافقت ضمنيًا على اعتداء إسرائيل على لبنان واكتفت بمطالبة إسرائيل بالحد فقط من هذا العدوان وتحجيم نطاقه فى الأراضى اللبنانية، وهو ما لم تستجب إسرائيل له!. 

لكن يبدو أن هوكستين قال ذلك لأنه يعلم أن إسرائيل ما برحت تتمسك بإدراج حقها فى التحرك عسكريًا إذا حدث خرق لبنانى كما تقول فى بنود اتفاق وقف القتال، وهو ما يرفضه لبنان رفضًا تامًا لأنه يمس سيادة لبنان على أرضه وسمائه. 

كما أن هوكستين يعلم أيضًا أن نتانياهو مازال يماطل فى التوصل إلى اتفاق لوقف للقتال فى لبنان قبل استلام ترامب مسئوليات رئاسة أمريكا، رغم أن الصحافة الأمريكية روجت لوجود توافق بين بايدن وترامب على التعجيل بوقف حرب لبنان الآن وقبل دخوله البيت الأبيض.. لكن ما يخرج من إسرائيل بخصوص التوصل إلى اتفاق مع لبنان   وتحديدًا من الدوائر القريبة من نتانياهو مغلف بالتشاؤم. ربما يفسر ذلك تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد لبنان واتساع غارات الطائرات الإسرائيلية حيث وصلت إلى مناطق جديدة فى العاصمة اللبنانية بيروت. 

لقد مد هوكستين إقامته فى بيروت لأن هناك مباحثات أمريكية ولبنانية وصفت بأنها تقنية حول تفاصيل مشروع أمريكى لاتفاق وقف إطلاق النار فى الجبهة اللبنانية، وتحديدًا حول النقاط التى كان للدولة اللبنانية ممثلة فى الرئيس برى ملاحظات عليها.. وشارك فى هذه المباحثات التقنية ممثل عن برى وآخر عن هوكستين..

غير أن المبعوث الأمريكى سوف يحمل معه إلى إسرائيل المشروع الذى يتم التوافق عليه مع لبنان بعد هذه المباحثات التقنية.. وهناك  يمكن أن ينسف نتانياهو هذا المشروع كما فعل من قبل، وهو ما أشار إليه الرئيس برى حينما قال إن  الموقف الآن جيد واستدرك ليقول أيضا أن نتانياهو تراجع من قبل عن التوصل لاتفاق لوقف القتال. 

إن نتانياهو يرى أن أمامه فرصة ثمانية أسابيع للاستمرار فى حرب لبنان حتى وصول ترامب للسلطة يجب ألا يفلتها   أو يهدرها لفرض ما يريده وهو مزيد من إضعاف حزب الله عسكريًا وسياسيًا، ولذلك أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلى أنها انتقلت إلى مرحلة جديدة فى عمليتها العسكرية فى لبنان، والتى تتسم كما يتضح من سير هذه العمليات توسيع غارات الطائرات الإسرائيلية لتشمل مناطق ذات أغلبية مسيحية أو سنية بدعوى وجود عناصر لحزب الله فيها، وتوسيع تواجد القوات البرية الإسرائيلية فى جنوب لبنان لفرض كل شروطه على لبنان..

ولن يتراجع نتانياهو عن ذلك إلا فى حالة واحدة فقط تتمثل فى أن تكشر أمريكا بايدن فى وجهه ويتأكد أن ترامب لا يعارض التوصل إلى إنهاء الحرب فى لبنان الآن وقبل تنصيبه رسميًا رئيسًا لأمريكا لأربع سنوات مقبلة، خاصة وأن هوكستين توصل كما تردد إلى توافق مع لبنان حول مشروع اتفاق وقف إطلاق النار..

وبذلك فإن إنهاء الحرب فى لبنان مرهون أولًا بإرادة أمريكية!.
 

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

مشاركة