الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 - 07:29 م

في اكتشاف مذهل، عثرت متسلقة على "عالم مفقود" يعود تاريخه إلى 280 مليون عام في جبال الألب الإيطالية. بينما كانت كلوديا ستيفنسن وزوجها في رحلة عبر مسار في منتزه جبال فالتيليانا أوروبية في لومبارديا، اكتشفت صخرة رمادية فاتحة مغطاة برسوم غريبة. وعند تفحصها عن كثب، تبين لها أن هذه الرسوم ليست سوى آثار لحيوانات قديمة.

أرسلت ستيفنسن صوراً لفريق بحث، وقد تم تحديد أن هذه الآثار تعود إلى زواحف ما قبل التاريخ التي كانت تجوب الأرض في العصر البرمي، الذي سبق عصر الديناصورات. وكشفت المزيد من التحريات عن مئات من آثار الزواحف والبرمائيات والحشرات القديمة التي تركتها هذه الكائنات في تلك المنطقة.

وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات كانت سابقة للديناصورات، إلا أن بعضها كان يتمتع بحجم كبير يصل طوله إلى 12 قدماً. كما تم العثور على آثار نباتات بما في ذلك بذور وأوراق وسيقان، إلى جانب آثار قطرات المطر وموجات المياه على شواطئ بحيرة قديمة.

وقال لورنزو مارشيتّي، المتخصص في آثار الأثرية من متحف التاريخ الطبيعي في برلين: "الآثار تم الحفاظ عليها بتفاصيل مذهلة، حتى أنها تشمل آثار الأظافر وطبقة الجلد البطني لبعض الحيوانات." وتعزو الأبحاث الحفاظ المدهش لهذه الأحافير إلى قربها من المياه في الماضي، حيث كانت محفوظة في حجر رملي ناعم في مناطق عالية تصل إلى 10,000 قدم وفي قاع الوديان.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الاكتشافات تأتي في وقت يتأثر فيه العالم بتغير المناخ. فالارتفاع المستمر في درجات الحرارة ساعد على ذوبان الثلوج في المنطقة وكشف هذه الأحافير القديمة. وقد ذكر دويانو كوديجا، رئيس منتزه فالتيليانا أوروبية، أن "الاكتشاف جاء نتيجة لتغير المناخ، حيث كانت هذه الأحافير مخفية تحت طبقات الثلوج التي ذابت بفضل الاحتباس الحراري."

اقرأ أيضًا| اكتشاف نظام بيئي كامل يعود إلى 280 مليون سنة بجبال الألب الإيطالية نتيجة ذوبان جليدي

بذلك، لا يشكل هذا الاكتشاف مجرد نافذة إلى ماضي الأرض، بل هو أيضًا تذكير بآثار التغير المناخي على كوكبنا اليوم.