صورة أرشيفية
قمة العشرين تحت المجهر.. انتقادات حلفاء كييف لتجاهل الحرب
الأربعاء، 20 نوفمبر 2024 - 11:32 م
في الوقت الذي أكملت فيه الحرب الروسية الأوكرانية 1000 يوم من القتال، واجه البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين في البرازيل انتقادات من حلفاء أوكرانيا الغربيين الذين اعتبروا أنه لم يكن قوياً بما يكفي في إدانة دور روسيا في النزاع المستمر، إذ ان البيان الختامي، الذي تم التوصل إليه بعد جولة طويلة من المناقشات، اكتفى بالإشارة إلى المعاناة الإنسانية في أوكرانيا وأهمية الحفاظ على السيادة الإقليمية، لكنه لم يتطرق بشكل مباشر إلى مسؤولية روسيا في اندلاع الحرب.
الانتقادات الغربية تبرز الفجوة في المواقف الدولية
أعرب العديد من قادة الدول الغربية، بما في ذلك المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، عن استيائهم من ضعف اللغة التي استخدمها البيان الختامي فيما يتعلق بمسؤولية روسيا عن الحرب.
ففي تصريحاته بعد القمة، عبّر شولتز عن خيبة أمله من عدم إدراج أي إشارة إلى دور روسيا في إشعال النزاع.
وقال: "من المؤسف أن مجموعة العشرين لم تتمكن من إيجاد الكلمات المناسبة لتوضيح أن روسيا هي المسؤولة عن هذا الصراع."
زيلينسكي يهاجم المجموعة
من جانبه، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة بشدة، حيث اتهم قادة مجموعة العشرين بعدم اتخاذ أي خطوات ملموسة للرد على الأفعال الروسية. وفي مؤتمر صحفي، قال زيلينسكي: "اليوم، كانت مجموعة العشرين في البرازيل، لكن هل قالوا شيئًا؟ لا شيء"، مؤكدًا أن المجموعة لم تتخذ "استراتيجية قوية" للتعامل مع التصعيد الروسي، خاصة بعد التوقيع الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم يسهل استخدام الأسلحة النووية.
البيان الختامي يثير قلق القادة الأوروبيين
وفي تصريحات صحفية، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن البيان الختامي لم يرق إلى مستوى التوقعات.
وقال ماكرون: "الرئيس لولا هو من أقفل البيان، وهذا لم يكن الموقف الذي كنا نأمله. ومع ذلك، لا يؤثر هذا في موقف فرنسا الذي يظل ثابتًا: إنها حرب عدوانية شنّتها روسيا ضد أوكرانيا، وأولويتنا اليوم هي تحقيق السلام المستدام."
هذا وقد كانت القمة فرصة مهمة لدول مجموعة العشرين للاتفاق على موقف موحد في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة، إلا أن التوصل إلى توافق كان أمرًا بالغ الصعوبة في ظل تباين المواقف بين الأعضاء، خاصة وأن المجموعة تضم دولًا من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ممثلين عن الحكومة الروسية.
مجموعة العشرين تعكس تنوع المواقف الدولية
في المقابل، أكد المسؤولون في لندن أن غياب الإشارة المباشرة إلى الدور الروسي في البيان الختامي لم يكن مفاجئًا، بالنظر إلى أن مجموعة العشرين تجمع دولًا ذات آراء متنوعة، بما في ذلك ممثلين عن الحكومة الروسية.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني: "لا شك أن مجموعة السبع الكبرى كانت أكثر وضوحًا في تأكيد دعمها الثابت لأوكرانيا، كما أشارت إلى أن روسيا هي العائق الرئيسي أمام السلام العادل والدائم."
البيان الختامي لم يكن قويًا بما فيه الكفاية
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن خيبة أمله من البيان الختامي، مشيرًا إلى أن الدول السبع الكبرى "ومجموعة الاقتصادات المتقدمة" كانت تأمل في بيان أقوى.
وأضاف ترودو أنه رغم أن البيان الختامي يعكس التنوع في المواقف داخل مجموعة العشرين، إلا أنه لا يعبر عن الموقف الذي كان ينتظره.
وفي تصريحات له بعد القمة، قال ترودو: "هذا البيان ليس قويًا بما فيه الكفاية بالنسبة لي، خاصة في هذا التوقيت الذي يتسم بالتحديات الجيوسياسية والاقتصادية على مستوى العالم."
التحديات في صياغة البيان الختامي
تأتي هذه الانتقادات وسط التحديات التي واجهها الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في صياغة البيان الختامي، إذ تم الإعلان عن النص النهائي للقمة قبل يوم من الموعد المقرر، ما أثار موجة من الانتقادات بشأن التسرع في إقرار البيان.
كما تم اتهام قادة مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني شولتز بعدم التواجد في الغرفة أثناء إغلاق البيان.
خلافات في المواقف وتباين في الأولويات
تظهر هذه الخلافات في المواقف بين قادة مجموعة العشرين التباين الكبير في الأولويات بين الدول الأعضاء، فعلى الرغم من أن بعض القادة الغربيين كانوا حريصين على استخدام اللغة الأكثر قوة ضد روسيا، إلا أن آخرين، مثل رئيس البرازيل لولا دا سيلفا، كانوا أكثر حذرًا في صياغة البيان لضمان توافق أكبر بين جميع الدول الأعضاء.
وفي ختام القمة، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أهمية مواصلة الدعم لأوكرانيا، مؤكدًا أنه استغل جميع الفرص خلال القمة لإثبات "ما يجب فعله لمضاعفة الدعم" لأوكرانيا في مواجهة التحديات المستمرة التي تفرضها الحرب.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة