الخميس، 21 نوفمبر 2024 - 10:49 ص

في تطور سريع، أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا بارزًا في تشكيل المستقبل، ومع اعتماد شركة الأزياء الإسبانية "مانجو" على عارضة أزياء رقمية في حملتها الصيفية، أثيرت تساؤلات واسعة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة، فهل تهدد التكنولوجيا مستقبل العارضات والمصورين أم أنها مجرد مرحلة تكاملية؟.

اقرا أيضأ|درة تتألق بفستان فضي مرصع بالكريستال في عرض «إيلي صعب» بالرياض

في خطوة مبتكرة، استعانت شركة "مانجو" بعارضة أزياء رقمية في حملتها الإعلانية الموجهة للشباب في يوليو الماضي، المثير أن 72% من المشاركين في استطلاع أجراه معهد “أبينيو” لأبحاث السوق اعتقدوا أن الصور المستخدمة حقيقية، ما يعكس قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الواقع بشكل مذهل.

مزايا الذكاء الاصطناعي في الموضة:

وفقًا لمايكل بيرجر، المدير التنفيذي لـ"استديو بيوند"، الذي يعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، فإن التكنولوجيا توفّر للشركات مزايا متعددة، مثل تقليل تكاليف السفر وإنشاء خلفيات رقمية للصور، بالإضافة إلى ذلك، تُقلّص الحاجة إلى العارضات البشر، مما يوفر الوقت والمال ويحمي البيئة، غير أن الذكاء الاصطناعي يواجه حاليًا تحديات في تصوير الملابس بشكل دقيق على أجسام العارضات، لذلك تلجأ بعض الشركات إلى دمج الجسد الحقيقي للعارضة مع رؤوس تُنشأ رقميًا، وهى عملية مكلفة، ومع تقدم التكنولوجيا، يتوقع الخبراء أن تقل التكلفة تدريجيًا.

الذكاء الاصطناعي والتهديد المهني

في حين بدأت شركات مثل مجموعة "أوتو" الألمانية، بالاعتماد على عارضات ذكاء اصطناعي، يرى نوربرت هانسن، رئيس مجلس إدارة رابطة وكالات عروض الأزياء، أن هذه التطورات تهدد نشاط عروض الأزياء التقليدية، وصرح بأن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل العارضات والمصورين بالكامل على المدى الطويل، خاصة مع تركيز المتاجر الإلكترونية على المنتج أكثر من العارضة.

في المقابل، يعترض ماركو سينيرفو، رئيس إحدى وكالات عروض الأزياء الكبرى في ألمانيا، على هذه الرؤية، ويؤكد أن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي "تفتقر للجاذبية والطابع الإنساني"، ويضيف أن الجمال الحقيقي يكمن في الواقعية بعيدًا عن التصورات الخيالية.

بينما يفتح الذكاء الاصطناعي أبوابًا واسعة للتطور والابتكار في عالم الموضة، يظل الجدل قائمًا حول تأثيره على العاملين في المجال، وبينما يرى البعض فيه تهديدًا للعنصر البشري، يعتبره "آخرون" أداة مكملة تُضيف بُعدًا جديدًا للصناعة، المستقبل يحمل الكثير من التحديات والفرص، ويبقى التوازن بين التقنية والإنسانية هو المفتاح.