مخدر الاغتصاب - أرشيفية
«مخدر الاغتصاب».. أقصر طريق لـ«الموت»
الجمعة، 22 نوفمبر 2024 - 06:08 م
◄ أستاذ علاج السموم: غير مسجل كعقار دوائي ويصعب اكتشافه
◄ مكافحة الإدمان: ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة ورفع الوعي الأسري بطرق الوقاية
تدمير طاقة الشباب، هي أحد العوامل الأساسية لتخريب الأوطان، أيضا أحد الحروب التي تستخدمها الدول المعادية للتقدم، بتهريب أخطر أنواع المخدر، وترويجها على نطاق واسع، خاصة على النشء وطلبة المدارس والجامعات، لتدمير العقول بهدف استنزاف طاقة الشباب، أحد الركائز الأساسية في أي مجتمع.
وجاءت قضية البلوجر الشهيرة داليا فؤاد، التي تمكنت أجهزة وزارة الداخلية، من ضبطها وشخص أجنبي، يقومان بترويج مخدر «GHP»، المعروف باسم «مخدر اغتصاب الفتيات»، ليدق ناقوس الخطر، ما يعكس الاستمرار في مخطط استهداف الدولة المصرية، من مختلف الاتجاهات، وبفضل الجهود المضنية التي تبذلها القوات المسلحة ووزارة الداخلية، في إحباط محاولات جلب وتهريب المخدرات، تم التصدي لكافة المحاولات لتدمير طاقة الشباب وحمايتهم من مخاطر إدمان المخدرات.
ولكن يجب علينا إلقاء الضوء على «مخدر اغتصاب الفتيات» الخطير، الذي طرأ لأول مرة في مصر، فهو عديم اللون والطعم والرائحة، ويصعب اكتشافه عند إضافته للمشروبات، وتساعد الجرعات القليلة منه على الاسترخاء وزيادتها تدريجيًا يؤدى لفقدان الوعي، وقد يصل الأمر للوفاة.
◄ تأثير المخدر على الجسم
أوضح الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان بقصر العيني، أن هذا المخدر يتم بيعه وتصنيعه بشكل غير قانوني، وتكمن خطورته في انعدام اللون والطعم والرائحة، مما يجعل من الصعب اكتشافه عند إضافته إلى المشروبات، موضحًا أن المخدر قوي للغاية، ويمكن لجرعات صغيرة منه تتراوح من نصف سم إلى واحد سم أن تسبب شعورًا بالانتعاش والاسترخاء، ولكن إذا زادت الجرعة عن 2 سم، يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوعي والموت.
وحذّر من يمكن إضافة هذا المخدر إلى المشروبات، وخاصة المشروبات الكحولية، مما يزيد من تأثيره وخطورته، موضحًا أنه بعد تناول هذا المخدر، يصبح الشخص غير قادر على التحكم في تصرفاته وينفذ ما يُطلب منه دون اعتراض.
◄ خطورة مخدر الاغتصاب
وكشف أستاذ علاج السموم والإدمان بقصر العيني، أن تأثير المخدر يستمر لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 ساعات، وخلال هذه الفترة يفقد الشخص الذاكرة تمامًا، ويُعرف هذا المخدر أيضًا باسم «عقار الاغتصاب»، ويستخدم في النوادي والبارات.
وأكد أن التعاطي المستمر لهذا المخدر يؤدي إلى الإدمان، وزيادة الجرعة مع مرور الوقت يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
◄ حالات الإصابة والتحذيرات
وأشار الدكتور نبيل عبد المقصود، إلى ظهور حالات قليلة تناولت المخدر خلال الستة أشهر الماضية، وأغلبها كان يعاني من ضيق في النفس وهبوط في الدورة الدموية وضربات قلب سريعة وعرق شديد.
وناشد الأُسر بضرورة الانتباه إلى أي تغييرات في تصرفات أبنائهم، خاصة بعد عودتهم من الخارج، إذا لاحظوا وجود كدمات أو صعوبة في النوم أو ضيق في التنفس، موضحًا أنه يجب عليهم اتخاذ الإجراءات اللازمة فورًا.
◄ المخدر غير مسجل كعقار دوائي
وكشف أستاذ علاج السموم والإدمان بقصر العيني، أن هذا المخدر غير مسجل كعقار دوائي، وقد تم حظره في الولايات المتحدة منذ عام 2000 بسبب انتشاره وارتفاع حالات الوفاة الناتجة عن تعاطيه، مشيرًا إلى أنه تم اكتشافه لأول مرة في روسيا عام 1974، وكان يستخدم في البداية كمخدر للنوم، ولكن تم التوقف عن استخدامه بسبب الآثار الجانبية الخطيرة.
اقرأ أيضا| التحريات تكشف دور البلوجر داليا فؤاد في توزيع مخدر GHP
◄ تخدير الضحايا
من جانبه، كشف أحمد الكتامي، مدير البرامج العلاجية بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن الصندوق حذر في بيان رسمي من تناول عقار «جاما هيدروكسي بيوتيريت GHB»، بشكل سيئ ولغير الغرض المخصص له، موضحًا أنه مكون من مادة كيميائية تُصنف من العقاقير النفسية، ويستخدم في التخدير، وعلاج لبعض حالات مرضى النوم القهري، لكنه يُستخدم بشكل واسع في ارتكاب بعض الجرائم مثل حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب لتخدير الضحايا وشل حركتهم.
ووجه «الكتامي» عدة نصائح للشباب، خاصة الفتيات، أهمها عدم تناول أي مشروبات من أشخاص غير موثوق فيهم، أو التواجد في أماكن مشبوهة، كذلك عدم تناول أي مشروبات من عبوات مفتوحة داخل أماكن مشبوهة، مشيرًا إلى أن عقار جاما هيدروكسي بيوتيريت «GHB»، يأتي على شكل سائل عديم اللون أو مسحوق قابل للذوبان، ويسئ البعض استخدامه بوضعه في المشروبات، ويفقد من يتناوله القدرة على المقاومة تمامًا، ولذلك يعرف بـ «مخدر الاغتصاب»، لأنه عديم اللون والطعم ويؤدي إلى فقدان الوعي وضعف الذاكرة، وقد يؤدي أيضًا إلى الوفاة في حالة زيادة الجرعة.
◄ تصحيح المفاهيم المغلوطة
وأوضح أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ينفذ العديد من البرامج والأنشطة الوقائية، لرفع الوعي بخطورة تعاطي المواد المخدرة لدى الفئات المختلفة، لاسيما المخدرات الاصطناعية والمستحدثة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن المخدرات، ورفع وعي الأسر بطرق الوقاية الأولية والاكتشاف المبكر للتعاطي.
وشدد على الاستمرار في تنفيذ أكبر برنامج وقائي لحماية طلاب المدارس من تعاطي المخدرات، وكذلك توعية طلاب الجامعات من خلال «بيوت التطوع» التابعة للصندوق، بالإضافة إلى التواجد داخل قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» والمناطق المطورة ومراكز الشباب. كما يوفر الصندوق الخدمات العلاجية لأي مريض إدمان من خلال الخط الساخن للصندوق «16023» مجانًا وفي سرية تامة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة