محمود بسيونى
محمود بسيونى


الموقف السياسى

محمود بسيونى يكتب: خط الدفاع الأول

محمود بسيوني

الجمعة، 22 نوفمبر 2024 - 06:12 م

فى قلب مشهد العاصفة الإقليمية يقف الجيش المصرى صلباً شامخاً، يحفظ أمن مصر القومى واتزان الإقليم المضطرب، قوات مسلحة نشطة يقظة على مدار الساعة، ومستعدة للتضحية فى سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار، وقطع أى يد تمتد لتمس التراب الوطنى. 


هو جيش الشعب، قادة وجنود خرجوا من نبت أرضنا الطيبة، مصنع الرجال وعرين الأبطال، أصحاب الانتصارات المدوية فى ميادين الحرب والقتال، وأصحاب اليد الممدودة والسباقة فى ميادين التنمية والعمران.

الدرع والسيف وخط الدفاع الأول عن مصر وركيزة الاستقرار والأمن الإقليمى، هكذا وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه بعدد من قادة القوات المسلحة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو وصف دقيق لدور القوات المسلحة المصرية أمس واليوم وغدا، حيث يتطلع لها الجميع فى وقت الخطر والأزمات، خاصة فى ظل التوترات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم.

العالم يرى أن قوة مصر العسكرية والتزامها بالسياسة المتوازنة - المتسمة بالاعتدال والصبر فى مواجهة الأحداث والتطورات على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة - مثلت عنصر الثقل فى معادلات الحفاظ على استقرار الإقليم.

وهو ما نراه متجسدا فى قدرة مصر على التعامل مع متغيرات الأوضاع على الجبهات المشتعلة الثلاثة فى الغرب والجنوب والشمال الشرقى، وذلك للحفاظ على الأمن القومى بالاستعداد القتالى الدائم والتدريب الجاد والراقى لعناصر القوات المسلحة، حيث تضع القوات المسلحة الجاهزية على رأس أولويات العمل لمواجهة كافة التحديات الأمنية، والتعامل مع كافة السيناريوهات المتوقعة.

وكان من اللافت للنظر حرص الرئيس خلال اللقاء على الاستماع لوجهات نظر القيادات من الرتب المتوسطة الشابة حول مختلف الموضوعات، وما يدور فى الداخل والخارج وفهم الواقع السياسى والأمنى، فى إشارة بالغة الدلالة على حرص القيادة السياسية على إعداد القيادات الجديدة داخل القوات المسلحة، وأنهم ليسوا فى معزل عما يجرى حولهم، كما أكد الرئيس أن هذا الانشغال بما يجرى كان عامل الاستقرار المهم والرئيسى فى تأمين البلاد. 

 إن ما يميز القوات المسلحة المصرية هو مراقبتها لما يدور على كل الجبهات واستعدادها الدائم للتعامل مع أى تطور مهما كانت خطورته وصعوبته، ودراسة كل خطواتها بعناية وبشكل علمي، بالإضافة إلى الرؤية الاستشرافية  الصائبة للقيادة السياسية، ويقظتها وانتباهها المبكر لشكل الأخطار والصراعات المحيطة بالأمن القومى المصرى، وما قد يهدد مصالح الدولة، فاتجهت إلى بناء القواعد العسكرية الجديدة، وفق أحدث النظم العسكرية وتنويع مصادر السلاح وامتلاك أحدثها بما يحقق مبدأ الردع ويمكن مصر من المحافظة على السلام والاستقرار.

إن متابعة الرئيس الدائمة لأداء القوات المسلحة تعطى رسالة طمأنة للمصريين حول قدرة مصر على التصدى لأى تهديد، ولا يخفى على أحد حجم الخطر المتصاعد نتيجة الصراعات المستمرة التى تعيشها حدود مصر، وكذلك حجم التطور الكبير فى المعارك الحديثة، ودروس حرب روسيا وأوكرانيا وحرب غزة أيضًا، حيث أصبحت المعارك الحديثة طويلة الأمد، وقد تستمر لسنوات، وهو ما يفرض على القوات المسلحة والدولة الاستعداد الدائم لكافة الاحتمالات والسيناريوهات المختلفة.

وضع الرئيس مسئولية أمن مصر فى رقبة خط المواجهة الأول، وهى القوات المسلحة، ووضع المستقبل أمانة فى يد قادة المستقبل من القيادات الوسيطة، داعيا تلك القيادت إلى النزول إلى ضباط الصف والأفراد، ونقل رسائل الوعى بدور القوات المسلحة وما تتعرض له مصر من تحديات، والانتباه إلى تصرفاتها والحساب الدقيق لقراراتها والاستعداد القتالى الدائم والتدريب المستمر للفرد المقاتل وفق أحدث الأساليب، بما يؤهله لمجابهة أى تحديات حالية أو مستقبلية.

من واقع متابعتى لتعامل القوات المسلحة مع التحديات المختلفة - وأخطرها محاولة التأثير السلبى على تماسك الجبهة الداخلية بالشائعات، ومحاصرة المواطن المصرى بالأخبار السلبية والآراء المشوهة، بهدف إشاعة جو من الإحباط واليأس والتشكك وتشويه المنجز المصرى، واستخدام قوى الشر لمنصات التواصل الاجتماعى فى تحقيق تلك الحالة لهدم الروح المعنوية -  أستطيع أن أقول إن القوات المسلحة اعتمدت منهجا مختلفا فى التعامل مع ذلك التحدى، تعتمد فيه بالأساس على بناء الوعى، عبر الاتصال المباشر والرهان على أن الواقع يهزم الافتراضى، وإيصال الحقيقة عبر الشرح المنطقى، فسرد الوقائع وترابطها قادر على تبديد دخان الشائعات. 

وإن تلك الحالة يجب أن تمتد إلى الأسرة المصرية، والواقع يقول إن استهداف مصر أمر واقعى وليس افتراضيا، وإن الخطر موجود وقائم طالما التلاعب والتشويه مستمرا، وإن من واجب الأب والأم الحديث مع الأبناء وأستاذ الجامعة مع طلابه والمدرسين فى المدارس، بهدف خلق حالة من الوعى الجمعى بحجم الإنجاز الذى يتم على أرض الواقع، وكيف كانت مصر وماذا أصبحت، وشرح حجم التحدى والخطر، وإن مصر خلال الأوقات الصعبة تحتاج إلى تكاتف كل أبنائها وتماسك جبهتها الداخلية خلف قواتها المسلحة، وإن التشكك مطلوب فيما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعى، لأنها أصل كل الشرور، وإن الحكم على دقة أية معلومة يتطلب جهد الوصول إلى المصادر الرسمية والتأكد منها وإعمال العقل قبل إعادة نشر أى منشور دون التأكد من صحته. 

لمس الرئيس السيسى القلوب بحديثه مع العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ المتحدث العسكرى عن مشهد وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأن الإنسان عليه أن يسعى للإصلاح والعمل الدؤوب خلال حياته وحتى الرمق الأخير، آملا فى قبول الله سبحانه وتعالى لعمله.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها.
 

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

 

مشاركة