كرم جبر
إنها مصر
لم نكن أحسن حالاً مما حولنا !
السبت، 23 نوفمبر 2024 - 08:13 م
قبل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تكن مصر أفضل حالًا من الدول المشتعلة حولنا، وشهدت فترة الإخوان أكبر كم من الخراب والاعتداءات على الكنائس وكان المقصود به ليس فتناً بين المسلمين والأقباط فقط وإنما المسلمين السنة والشيعة، ولو أريقت الدماء بسبب الحروب الدينية ما كانت تجف إلى ما شاء الله.
الدولة المصرية كانت تصعد بسرعة شديدة إلى قمة السقوط قبل عام 2014، واستطاع الرئيس أن يثبت دعائم الدولة، ودائمًا ما أقول إنه توجد لحظات تاريخية فى حياة الأمم والشعوب، يمنحها القدر حكاماً على مستوى الأحداث، وتوافقت مواصفات الرئيس مع المواصفات المطلوبة لتعبر مصر هذه الفترة، وأهمها الإيمان بالدولة المصرية وقوتها وهويتها وحضارتها وتاريخها.
القدرة على لم الشمل ووحدة النسيج المصرى بكل الديانات والطوائف لأن مصر تتميز بالتسامح، وانتماء الرئيس للمؤسسة العسكرية، والتشرب بمبادئها وقيمها وحبها لأرضها، فالمؤسسة العسكرية لا تدين بالولاء إلا للشعب المصري.
صمدت مصر يوم أن صمد جيشها فى مواجهة التحديات والدول تنهار بانهيار جيوشها، وجيش مصر هو مصنع الرجال، و لو كان حدث انهيار للجيش المصرى - لا قدر الله - لكانت مصر قد وقعت بين أظافر وأنياب الشياطين.
النهاية الحقيقية للإخوان كانت يوم أن ركب محمد مرسى سيارة الرئيس أنور السادات وتجول بها فى الاستاد، الذى كان محشوداً بالأهل والعشيرة فى يوم الاحتفال بنصر 6 أكتوبر عام 2013، وكان قتله الرئيس السادات فى الصفوف الأولى وأبطال النصر الحقيقيين غائبين، وتحدث إلى أحد الضباط الكبار بعد أن زالت الغمة، وقال إنه كان يتأمل الأحوال ويدخل غرفة ويظل يبكى على مصر، ولكن كان عندنا إيمان أن الجيش سينقذ البلاد.
المصالحة الوطنية الشاملة هى أهم إنجازات الرئيس السيسى خلال السنوات الماضية، دون إراقة نقطة دماء واحدة، وتم التصالح بين جميع الفئات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، واستطاع أن ينقذ بلداً كان أشد المتفائلين يتوقع أن يظل فى صراع لمدة 30 عامًا.
والآن المستقبل هو أن يكون الاختلاف بالكلمات وأن تكون الأفكار هى الطريق لحل المشاكل وأن تكون الديمقراطية هى البديل الآمن للمجتمع بعيدًا عن الفوضى، لأن مصر لا تحتمل أى هزة أيًا ما كانت لأن الظروف والتحديات التى تواجهها كبيرة، ومصر لديها مخزون من التجارب يجب الاستفادة به فى كل التجارب، ويجب أن تسود الروح الوطنية التى لا ترفع إلا علم مصر ولا تغنى إلا النشيد القومى ولا تهتف إلا باسم مصر، وأن يكون الهتاف بالروح والدم نفتدى مصر، لأن الوطن هو الباقى والجميع زائلون.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة