فى اللقاء الأخير بين الرئيس الصينى شى جين بينغ والرئيس بايدن
فى اللقاء الأخير بين الرئيس الصينى شى جين بينغ والرئيس بايدن


الصين تحدد خطوطها الحمراء.. وشكوك حول التزام ترامب

الأخبار

السبت، 23 نوفمبر 2024 - 09:16 م

عامر تمام

حدد الرئيس الصينى شى جين بينغ خلال الاجتماع الأخير مع الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جو بايدن الخطوط الحمراء التى لن تسمح بلاده لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتجاوزها خلال فترة ولايته التى ستبدأ فى يناير المقبل.


هذا التحرك الاستباقى من قبل الرئيس شى يأتى ذلك فى ظل تخوفات فى الأوساط الصينية من تحركات غير متوقعة أو مواقف متطرفة من إدارة ترامب قد تسبب ضررا لا يمكن جبره فى العلاقات الصينية ـ الأمريكية، خاصة وأن الرئيس المنتحب حرص على اختيار مسؤولين مناهضين للصين فى إدارته الجديدة.


رشح ترامب العديد من المنتقدين البارزين للصين والحزب الشيوعى لمناصب وزارية رئيسية، بما فى ذلك ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية ومايك والتز كمستشار للأمن القومي، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ستصبح مواجهة كما كانت فى نهاية ولاية ترامب الأولى.


حمل شى نظيره الأمريكى بايدن رسالة واضحة وصارمة لدونالد ترامب مفادها «لا تحاولوا السعى إلى تغيير النظام فى الصين»، معتبرا أن مثل التحرك يمثل خطا أحمر لن يسمح الحزب الشيوعى بتجاوزه.


ورسم الرئيس الصينى خلال لقائه مع بايدن فى بيرو على هامش اجتماعات منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادئ (إيبك) خارطة طريق لرؤية الصين للعلاقات مع الولايات المتحدة ومستقبل هذه العلاقات خلال فترة ترامب وتوقعاتها من الإدارة الجديدة.


وأكد الأمين العام للحزب الشيوعى أن بلاده لن تقبل بإثارة قضايا خاصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان فى الصين ما قد يخلق توترات داخل البلاد، كما أنها لن تقبل بانفصال تايوان أو حرمان الصين من حقها فى التنمية، كما أن «مسار ونظام الصين الحاكم» من الخطوط الحمراء لا ينبغى للإدارة الأمريكية الجديدة تجاوزها.


ومن الواضح أن رسائل شى وخطوطه الحمراء لم تكن موجهة إلى بايدن الذى حزم حقائبه لمغادرة البيت الأبيض خلال أيام، وإنما موجهة لساكن البيت الأبيض الجديد الذى عانت بكين من قراراته غير المتوقعة خلال ولايته الأولى التى أشعل خلالها شرارة الحرب التجارية بين البلدين.


تخشى الصين من تحركات انتهجتها إدارة ترامب الأولى، عملت خلالها على مهاجمة الصين وتقويض سلطة الحزب الشيوعى الحاكم واستغلال الاختلاف فى الأنظمة السياسية للبلدين فى قمع الصين واحتوائها والضغط عليها.


لم تكن الحرب التجارية التى أشعلها ترامب فى بداية ولايته الأولى عام 2018 هى المنغص الوحيد لقادة الحزب الشيوعي، بل هناك العديد من العوامل الأخرى التى تسببت فى تدهور كبير فى العلاقات بين البلدين منها تصاعد التوترات بين البلدين على خلفية تفشى جائحة كوفيد ـ 19.


وأكثر ما أثار حفيظة المسؤولين الصينيين دعوة وزير الخارجية الأمريكى آنذاك مايك بومبيو خلال خطاب ألقاه فى يوليو 2020 دعا خلاله مواطنى الصين إلى الانضمام إلى جهد دولى «لتغيير سلوك» حكومتهم واقترح وقتها إنشاء «تحالف للديمقراطيات للرد على مخططات الحزب الشيوعى للهيمنة عل الصين».
فى وقت لاحق من ذلك العام، أصدرت إدارة ترامب إرشادات بشأن قوانين الهجرة الأمريكية لجعل من المستحيل تقريبا على أعضاء الحزب الشيوعى الحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية فى الولايات المتحدة وفرضت لاحقا قيودا على تأشيرات أعضاء الحزب وأسرهم.
أدت هذه التحركات إلى رد فعل عنيف من الصين، التى اعتبرتها محاولات لإشعال «ثورة ملونة»، أو إسقاط نظامها السياسي، الأمر الذى يمس صميم أمنها القومي.
حديث الصين عن الخطوط الحمراء فيما يتعلق بعلاقاتها مع الولايات المتحدة لم يكن المرة الأولى، تم استخدام هذه العبارة أكثر من مرة للتأكيد على أنها لن تتسامح فى عدد من القضايا، من بينها خلال زيارة مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان للصين فى أغسطس الماضي.
تتخوف الصين من تكرار أمريكا للسياسة التى انتهجتها خلال حقبة الحرب الباردة لتغيير الأنظمة الحاكمة فى دول الكتلة الشرقية من خلال نشر الأيدولوجية الغربية سلميا، وهو ما أطلق عليه حينها «التطور السلمي» لأنظمة الحكم.
ولتهدئة هذه المخاوف، عندما جاءت إدارة بايدن خففت من هذه السياسة وأكدت أنها لا تسعى إلى تحويل النظام السياسى فى الصين، لكنها فى ذات الوقت اعتمدت على سياسة تقوم على حشد الدول التى تحمل «القيم الديمقراطية الغربية» لمواجهة نفوذ الصين.
رغم المخاوف وحالة التشاؤم التى تسود الأوساط الصينية، أبلغ الزعيم الصينى شى الرئيس بايدن أنه «مستعد للعمل» مع دونالد ترامب، وإدارة الخلافات بين البلدين والحيلولة دون الدخول فى صراع مفتوح.
تضع الصين خطوطا حمراء، وأكدت عليها، وحذرت من عواقب تجاوزها، لكن يبقى السؤال الأهم، ما هو موقف ترامب من هذه المحظورات الصينية وكيف سيتعامل معها؟
يقولون إن رقصة التانجو تحتاج لشخصين، فمن غير الممكن لطرف أن يقرر من جانب واحد ما الخطوط الحمراء التى يمكن أن تحد من تصرفات الطرف الآخر. من خلال متابعة نهج ترامب خلال فترة ولايته الأولى، يمكن التوقع أن ترامب لن يكترث كثيرا بخطوط بكين الحمراء، وسيواصل سياسته المعادية للصين، ممارسا أقصى درجات الضغط للوصول إلى صفقة تضمن تحقيق الحد الأدنى لأهدافه الخاصة باحتواء الصين سواء على الصعيد الاقتصادى أو السياسى أو الأمنى والعسكرى وهو ما لا يمكن لقادة الحزب الشيوعى قبوله.حدد الرئيس الصينى شى جين بينغ خلال الاجتماع الأخير مع الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جو بايدن الخطوط الحمراء التى لن تسمح بلاده لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتجاوزها خلال فترة ولايته التى ستبدأ فى يناير المقبل.
هذا التحرك الاستباقى من قبل الرئيس شى يأتى ذلك فى ظل تخوفات فى الأوساط الصينية من تحركات غير متوقعة أو مواقف متطرفة من إدارة ترامب قد تسبب ضررا لا يمكن جبره فى العلاقات الصينية ـ الأمريكية، خاصة وأن الرئيس المنتحب حرص على اختيار مسؤولين مناهضين للصين فى إدارته الجديدة.
رشح ترامب العديد من المنتقدين البارزين للصين والحزب الشيوعى لمناصب وزارية رئيسية، بما فى ذلك ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية ومايك والتز كمستشار للأمن القومي، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ستصبح مواجهة كما كانت فى نهاية ولاية ترامب الأولى.
حمل شى نظيره الأمريكى بايدن رسالة واضحة وصارمة لدونالد ترامب مفادها «لا تحاولوا السعى إلى تغيير النظام فى الصين»، معتبرا أن مثل التحرك يمثل خطا أحمر لن يسمح الحزب الشيوعى بتجاوزه.
ورسم الرئيس الصينى خلال لقائه مع بايدن فى بيرو على هامش اجتماعات منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادئ (إيبك) خارطة طريق لرؤية الصين للعلاقات مع الولايات المتحدة ومستقبل هذه العلاقات خلال فترة ترامب وتوقعاتها من الإدارة الجديدة.
وأكد الأمين العام للحزب الشيوعى أن بلاده لن تقبل بإثارة قضايا خاصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان فى الصين ما قد يخلق توترات داخل البلاد، كما أنها لن تقبل بانفصال تايوان أو حرمان الصين من حقها فى التنمية، كما أن «مسار ونظام الصين الحاكم» من الخطوط الحمراء لا ينبغى للإدارة الأمريكية الجديدة تجاوزها.
ومن الواضح أن رسائل شى وخطوطه الحمراء لم تكن موجهة إلى بايدن الذى حزم حقائبه لمغادرة البيت الأبيض خلال أيام، وإنما موجهة لساكن البيت الأبيض الجديد الذى عانت بكين من قراراته غير المتوقعة خلال ولايته الأولى التى أشعل خلالها شرارة الحرب التجارية بين البلدين.
تخشى الصين من تحركات انتهجتها إدارة ترامب الأولى، عملت خلالها على مهاجمة الصين وتقويض سلطة الحزب الشيوعى الحاكم واستغلال الاختلاف فى الأنظمة السياسية للبلدين فى قمع الصين واحتوائها والضغط عليها.
لم تكن الحرب التجارية التى أشعلها ترامب فى بداية ولايته الأولى عام 2018 هى المنغص الوحيد لقادة الحزب الشيوعي، بل هناك العديد من العوامل الأخرى التى تسببت فى تدهور كبير فى العلاقات بين البلدين منها تصاعد التوترات بين البلدين على خلفية تفشى جائحة كوفيد ـ 19.
وأكثر ما أثار حفيظة المسؤولين الصينيين دعوة وزير الخارجية الأمريكى آنذاك مايك بومبيو خلال خطاب ألقاه فى يوليو 2020 دعا خلاله مواطنى الصين إلى الانضمام إلى جهد دولى «لتغيير سلوك» حكومتهم واقترح وقتها إنشاء «تحالف للديمقراطيات للرد على مخططات الحزب الشيوعى للهيمنة عل الصين».
فى وقت لاحق من ذلك العام، أصدرت إدارة ترامب إرشادات بشأن قوانين الهجرة الأمريكية لجعل من المستحيل تقريبا على أعضاء الحزب الشيوعى الحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية فى الولايات المتحدة وفرضت لاحقا قيودا على تأشيرات أعضاء الحزب وأسرهم.
أدت هذه التحركات إلى رد فعل عنيف من الصين، التى اعتبرتها محاولات لإشعال «ثورة ملونة»، أو إسقاط نظامها السياسي، الأمر الذى يمس صميم أمنها القومي.
حديث الصين عن الخطوط الحمراء فيما يتعلق بعلاقاتها مع الولايات المتحدة لم يكن المرة الأولى، تم استخدام هذه العبارة أكثر من مرة للتأكيد على أنها لن تتسامح فى عدد من القضايا، من بينها خلال زيارة مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان للصين فى أغسطس الماضي.
تتخوف الصين من تكرار أمريكا للسياسة التى انتهجتها خلال حقبة الحرب الباردة لتغيير الأنظمة الحاكمة فى دول الكتلة الشرقية من خلال نشر الأيدولوجية الغربية سلميا، وهو ما أطلق عليه حينها «التطور السلمي» لأنظمة الحكم.
ولتهدئة هذه المخاوف، عندما جاءت إدارة بايدن خففت من هذه السياسة وأكدت أنها لا تسعى إلى تحويل النظام السياسى فى الصين، لكنها فى ذات الوقت اعتمدت على سياسة تقوم على حشد الدول التى تحمل «القيم الديمقراطية الغربية» لمواجهة نفوذ الصين.
رغم المخاوف وحالة التشاؤم التى تسود الأوساط الصينية، أبلغ الزعيم الصينى شى الرئيس بايدن أنه «مستعد للعمل» مع دونالد ترامب، وإدارة الخلافات بين البلدين والحيلولة دون الدخول فى صراع مفتوح.
تضع الصين خطوطا حمراء، وأكدت عليها، وحذرت من عواقب تجاوزها، لكن يبقى السؤال الأهم، ما هو موقف ترامب من هذه المحظورات الصينية وكيف سيتعامل معها؟
يقولون إن رقصة التانجو تحتاج لشخصين، فمن غير الممكن لطرف أن يقرر من جانب واحد ما الخطوط الحمراء التى يمكن أن تحد من تصرفات الطرف الآخر. من خلال متابعة نهج ترامب خلال فترة ولايته الأولى، يمكن التوقع أن ترامب لن يكترث كثيرا بخطوط بكين الحمراء، وسيواصل سياسته المعادية للصين، ممارسا أقصى درجات الضغط للوصول إلى صفقة تضمن تحقيق الحد الأدنى لأهدافه الخاصة باحتواء الصين سواء على الصعيد الاقتصادى أو السياسى أو الأمنى والعسكرى وهو ما لا يمكن لقادة الحزب الشيوعى قبوله.

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

مشاركة