جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

معادلة «بيروت يقابلها تل أبيب»!!

جلال عارف

الإثنين، 25 نوفمبر 2024 - 10:02 م

التفاوض فى ظل التصعيد العسكرى هو سيد الموقف على الجبهة اللبنانية، لم يعلن الوسيط الأمريكى شيئا عن نتائج زيارته الأخيرة لإسرائيل بعد مفاوضاته التى وصفت بـ«الايجابية» فى لبنان، وإن ظلت بعض النقاط الهامة فى الاتفاق معلقة مع التأكيد اللبنانى على أن جوهر الاتفاق هو التزام كل الأطراف بالقرار 1701، والرفض اللبنانى الحاسم لأى مطالب إسرائيلية تتجاوز الاتفاق أو تمس سيادة لبنان الكاملة على أراضيه وأجوائه ومياهه الإقليمية.


كل الظروف الداخلية فى إسرائيل تدفع نحو الاتفاق، لكن نتنياهو الغارق فى أزماته والمطلوب الآن للعدالة الدولية يزداد هوسا بالحرب طريقا للنجاة. حجم التصعيد العسكرى الذى يقوم به أكبر من أن يكون للضغط على «حزب الله» فقط.. استهداف المدنيين ورجال الجيش اللبنانى وقوات الأمم المتحدة «اليونيفيل»، تشير إلى محاولة خلط الأوراق واستهداف الجبهة الداخلية اللبنانية ومحاولة توسيع الحرب بفتح جبهات جديدة بدلا من ايقاف القتال على جبهة لبنان، وليست الشكوى الرسمية للعراق الشقيق من نوايا إسرائيل العدوانية قادمة من فراغ!!


الرد على مجرم الحرب نتنياهو وتصعيده العسكرى من المقاومة اللبنانية كان بتصعيد الضربات الموجهة إلى قلب إسرائيل. وكان العنوان الرئيسى للرد اللبنانى هو «تل أبيب»، فى مقابل بيروت. صواريخ المقاومة وضعت أربعة ملايين إسرائيلى فى الملاجيء، واستهدفت مواقع عسكرية هامة فى تل أبيب ومدن أخرى عديدة، وأوقعت خسائر كبيرة، وتركت رسالة بأن الأهداف المدنية ليست بعيدة عنها إذا استمر العدوان الهمجى على المدنيين فى لبنان.
الثمن الذى تدفعه إسرائيل فادح. أعداد الجنود القتلى والمصابين تتزايد مع اشتداد المعارك البرية، وأهم مراكزها السياسية والاقتصادية أصبحت هدفا دائما لصواريخ المقاومة التى زعمت سابقا أنها قضت عليها. والمؤسسة العسكرية فى صدام علنى مع نتنياهو، والحرب يقودها مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية، وانتظار وصول ترامب للحكم سيكون مكلفا، وتل أبيب لا تستطيع العيش طويلا تحت قصف الصواريخ. قد يكون هذا هو التصعيد الأخير قبل الإعلان عن الاتفاق!!

 

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

مشاركة