الإثنين، 25 نوفمبر 2024 - 10:24 م

أطلق السير ريتشارد ديرلاف، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6)، انتقادات حادة للحكومة البريطانية الحالية، متهماً إياها بإهمال قضايا الأمن القومي في ظل التحديات العالمية المتصاعدة، حيث ان تصريحات ديرلاف، التي أوردتها صحيفة  التليجراف عبر مقابلة أجراها مع برنامج "The Camilla Tominey Show" على قناة GB News.

وتم تسليط الضوء على قلق متزايد حول سياسات حزب العمال الحاكم بقيادة كير ستارمر، لا سيما ما يتعلق بتخفيضات الدفاع وضعف الموقف تجاه القضايا الدولية.

اقرأ أيضا| روسيا تتهم أمريكية وبريطانيا وبولندا بالمشاركة في غزو أراضيها

أزمة في ميزانية الدفاع

أشار ديرلاف إلى أن الحكومة البريطانية لا تُظهر أي إلحاح في التعامل مع الأزمات الدولية، مشيراً إلى تخفيضات كبيرة في ميزانية الدفاع. وفي تصريحات أوردتها صحيفة التليجراف، قال ديرلاف: " نحن في حالة أزمة دولية، ولدينا مراجعة للدفاع، لكن لا توجد أي إشارة إلى وجود إلحاح من جانب الحكومة."

وأوضح ديرلاف أن تخفيض 500 مليون جنيه إسترليني من ميزانية الدفاع يشمل إلغاء برامج عسكرية أساسية، مثل تحديث المعدات العسكرية.

وعلى الرغم من أن الحكومة ترى أن بعض المعدات "عفا عليها الزمن"، شدّد ديرلاف على أن مثل هذه القرارات لا ينبغي أن تُتخذ وسط ما وصفه بـ "أسوأ وضع أمني في أوروبا منذ عقود". 

كما أشار القادة العسكريون إلى أن الزيادة الأخيرة في الميزانية الدفاعية، والتي بلغت 3 مليارات جنيه إسترليني، لا تزال "غير كافية" لتلبية احتياجات القوات المسلحة البريطانية.

وتُعتبر هذه التخفيضات خطوة خطيرة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الغرب وروسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا. 

تعامل ضعيف مع مذكرة توقيف نتنياهو 

انتقد ديرلاف بشدة وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بسبب تعاملها مع مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ووفقاً لما نقلته الصحيفة البريطانية، وصف ديرلاف كوبر بأنها "لا تملك أي خطة واضحة" بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية. وأشار إلى أدائها خلال مقابلة سابقة قائلاً: "لقد تهربت من الإجابة طوال المقابلة، ولم تقدم أي موقف واضح." 

صدرت مذكرة التوقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بسبب دور نتنياهو في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.

ونظراً لأن المملكة المتحدة تُعد عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، فهي مُلزمة قانونياً بإنفاذ قراراتها.

ومع ذلك، بدا أن الحكومة البريطانية مترددة في اتخاذ موقف حاسم، مما أثار انتقادات واسعة النطاق. 

بوتين وتهديدات روسيا للناتو 

رغم تصعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للخطاب النووي وتحذيراته المتكررة من مخاطر تصعيد الحرب في أوكرانيا، استبعد ديرلاف إمكانية دخول روسيا في مواجهة مباشرة مع دول حلف الناتو.

وفي تصريحاته التي أوردتها صحيفةالتليجراف، قال ديرلاف:  "إذا كانت روسيا لا تستطيع هزيمة الجيش الأوكراني، فمن غير المرجح أن تخاطر بحرب مع الناتو." 

وأكد ديرلاف أن روسيا تستغل الخطاب النووي كوسيلة ضغط، لكنها تدرك تعقيد التصعيد العسكري في مواجهة الغرب.

يأتي هذا في وقت تسعى فيه المملكة المتحدة وحلفاؤها إلى تعزيز دعمهم لأوكرانيا مع الحذر من استفزازات قد تؤدي إلى تصعيد الصراع. 

العلاقة مع الولايات المتحدة في ظل ترامب 

تناول ديرلاف في حديثه العلاقة المرتقبة بين الحكومة البريطانية والإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، معربا عن شكوكه حول قدرة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على إقامة علاقة فعّالة مع ترامب، مشيراً إلى "الأعباء السياسية" التي يحملها لامي والتي قد تؤثر على دوره في تعزيز العلاقة الخاصة بين البلدين. 

وأشار ديرلاف، كما أوردت التليجراف، إلى أن لامي قد لا يكون الخيار المثالي لإدارة هذه العلاقة الحساسة، مما قد يدفع الحكومة البريطانية إلى البحث عن بدائل لإدارة علاقاتها مع إدارة ترامب.