محمد بركات
بدون تردد
العلم.. وتغير المناخ
الخميس، 28 نوفمبر 2024 - 05:24 م
من الحكمة إدراكنا جميعًا علماء وحكومة ومسئولين وعامة الناس وخاصتهم، بأننا أصبحنا بالفعل فى قلب دائرة التغير المناخى القاسى والحاد، الذى أصاب كل العالم دون استثناء، من أقاصى الأرض إلى ما وراء المحيطات والقارات والقطبين الشمالى والجنوبي.
ومن المهم أن ندرك أيضًا أن التغير المناخى أصبح بالفعل واقعًا مؤلمًا نعيش فيه ونعانى منه، بعد أن كان منذ عدة سنوات مجرد توقعات علمية، أو تنبؤات مناخية خلصت إليها مجموعات متعددة من العلماء والباحثين المتخصصين، فى علوم البيئة والمناخ والطقس فى بلاد ودول عديدة.
وأى عاقل يدرك الآن أن المتغيرات المناخية المحسوسة والظاهرة التى طرأت على طبيعة الطقس والمناخ فى بلدنا ومنطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية، التى بلغت ذروتها حاليا قد أنهت تماماً ما كنا متوافقين عليه من قبل، بأن المناخ والطقس فى مصر والمنطقة له طبيعة شبه ثابتة ، صيفا وشتاء وربيعا وخريفا، ...، وهى الاعتدال والبعد عن التطرف والحدة، ولعلى لا أتجاوز الواقع إذا ما قلت بأننا لم نعد نستطيع التأكيد أو حتى الادعاء بأن الطقس فى بلدنا والمنطقة ما زال كما كان فى سنوات عديدة حارا جافا فى الصيف أو باردا ممطرا فى الشتاء،..، حيث إن ما نراه ماثلا أمام أعيننا وما نكابده الآن أصبح مخالفا لذلك الذى كنا معتادين عليه.
وفى هذا الإطار أصبح من الضرورى أن نتعامل بكل الجدية مع هذه المتغيرات التى حطت علينا وأحاطت بنا،..، والجدية التى أقصدها هى أن نتعامل بالمنهج العلمي، الذى يتماشى مع عصرنا الحالى الذى هو عصر العلم.
وهذا يعنى الإعلاء من قدر وقيمة المؤسسات والهيئات العلمية المتخصصة فى رصد ومتابعة المناخ والطقس والمتغيرات اللاحقة بهما، وتحديد آثارها وانعكاساتها على المحافظات والمناطق المختلفة، ابتداء من الارتفاع والانخفاض فى درجات الحرارة، وتحديد أو توقع كميات وحجم الأمطار ومناطق هطولها، وكذلك أخطار السيول ومساراتها وأيضا مناطق الجفاف والتصحر المتوقعة.
ومن المهم والضرورى أن نقوم بتدريس هذه المعلومات الأساسية فى المدارس والجامعات بالإضافة إلى العلوم الأساسية فى البيئة والمتغيرات المناخية، وأثرها على الزراعة والأنشطة الحيوية الأخرى فى الاقتصاد والتجارة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة