الخميس، 28 نوفمبر 2024 - 06:55 م

تشهد المملكة المتحدة حالة من الطوارئ القصوى مع اجتياح العاصفة "كونال"، ثالث العواصف المسماة هذا الخريف، لأراضيها، حيث تسببت في اضطرابات واسعة النطاق في حركة النقل وأثارت مخاوف من انقطاع التيار الكهربائي، في هذا الصدد رصدت صحيفة الجارديان البريطانية، تفاصيل الأزمة المتصاعدة وتأثيراتها على مختلف مناطق البلاد.

وشهدت بريطانيا تساقطاً كثيفاً للأمطار، حيث سجلت بعض المناطق في جنوب وجنوب شرق إنجلترا معدلات قياسية وصلت إلى 40 ملم خلال ليلة واحدة.

وأشارت الجارديان إلى أن هذه الكميات الهائلة من الأمطار تسببت في شلل شبه تام لشبكة النقل، حيث توقفت حركة القطارات بشكل كامل بين محطتي أسكوت في بيركشاير وألدرشوت في هامبشاير. 

كما امتد التأثير ليشمل شبكات النقل الرئيسية مثل ثيمزلينك وجاتويك إكسبريس والخطوط الجنوبية، مما أدى إلى تعطيل حركة آلاف المسافرين.

وفي تطور خطير، أصدرت وكالة البيئة تحذيراً شديداً من خطر الفيضانات في نهر نين بمنطقة بيلينج أكوادروم في نورثامبتونشاير، مؤكدة وجود تهديد مباشر لحياة السكان، وقد دفع هذا التحذير السلطات المحلية إلى إجلاء السكان من المناطق المتضررة واتخاذ إجراءات احترازية غير مسبوقة.

اقرأ أيضًا: فيضانات عارمة وعاصفة عنيفة تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا | فيديو

معاناة السكان وقصص من قلب العاصفة

وثقت الجارديان معاناة السكان المتضررين من العاصفة، حيث نقلت قصصاً مؤثرة عن تجاربهم. 

من بين هذه القصص، برزت تجربة لين بريدجمان، المقيمة في متنزه للكرافانات في تونتون، التي عاشت لحظات مرعبة عندما كادت عربتها السكنية أن تنقلب بسبب الرياح العاتية. 

وصفت بريدجمان تجربتها قائلة: "في الثالثة صباحاً، ارتفعت عربتي على عجلة واحدة في أكثر التجارب رعباً في حياتي. اعتقدت أن الكرافان سينقلب. صرخت بصوت عالٍ." واضطر جيرانها لقطع ما تبقى من المظلة لتتمكن من الخروج من الكرافان.

وفي قصة أخرى، تعرض متجر بيكي ليونز للحيوانات الأليفة في تشيبنهام لفيضان مدمر، حيث ارتفعت المياه إلى مستوى قدمين، مما منعها من الوصول إلى متجرها حتى الساعة الثانية ظهراً. 

وصفت ليونز الأضرار قائلة: "كان الطين والغرين في كل مكان. ارتفعت المياه بما يكفي لإتلاف كل شيء على الرفوف السفلية والثلاجة المليئة بالطعام الطازج."

تحذيرات وإجراءات احترازية

أصدر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني تحذيراً شديداً من الطقس شمل لندن ومناطق في إسيكس وكينت وساري وويست ساسكس. 

وبحسب الجارديان، ظل ما يقرب من 100 تحذير من الفيضانات سارياً في إنجلترا وويلز، مع تحذير شديد واحد - يعني خطراً على الحياة - لنهر نين في بيلينج أكوادروم في نورثامبتونشاير.

حصيلة الأضرار والتوقعات المستقبلية

كشفت الجارديان أن العاصفة خلفت أضراراً جسيمة، حيث تضرر أكثر من 500 منزل ومنشأة تجارية في إنجلترا وويلز، وتحولت الطرق إلى أنهار جارفة مع رياح تجاوزت سرعتها 80 ميلاً في الساعة. 

وسجلت مناطق مختلفة معدلات قياسية من الأمطار، حيث بلغت في كالبورن بجزيرة وايت 43.3 ملم، وفي وارنفورد بهامبشاير 37.4 ملم، وفي هاربرتونفورد بديفون 37.1 ملم.

ووفقاً لتوقعات مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، من المتوقع أن يتحسن الوضع تدريجياً، مع توقعات بيوم جاف وبارد مصحوب ببعض أشعة الشمس يوم الخميس، رغم احتمال تشكل الصقيع والضباب في معظم المناطق. 
ومع ذلك، حذر المكتب من احتمال تحول الطقس إلى مزيد من الغيوم والرياح في المناطق الغربية مع هطول أمطار متفرقة.