كامالا هاريس
كامالا هاريس


انتقادات تعصف بكامالا هاريس بعد رفضها الاعتراف بأخطاء خسارة الانتخابات

سامح فواز

الخميس، 28 نوفمبر 2024 - 08:51 م

تصاعدت حدة الانتقادات داخل أروقة الحزب الديمقراطي الأمريكي في الأيام القليلة الماضية، موجهة سهامها نحو كامالا هاريس، نائبة الرئيس المنتهية ولايته والمرشحة الخاسرة في الانتخابات الرئاسية، وفريق حملتها الانتخابية، على خلفية تصريحاتهم الأخيرة التي اتسمت بالتباهي والرفض التام للاعتراف بأي أخطاء استراتيجية قد تكون ساهمت في هزيمتهم المدوية أمام دونالد ترامب في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي 5 نوفمبر.

كشفت الجارديان البريطانية النقاب عن تفاصيل مثيرة حول الأيام الأخيرة من حملة هاريس وما تلاها من تداعيات، فخلال مكالمة فيديو مع كبار المتبرعين لحملتها، أثارت هاريس موجة من الاستياء عندما تحدثت بفخر عن حملتها الانتخابية التي انتهت بالفشل. 

وأشارت الصحيفة إلى أن نائبة الرئيس السابق، التي تولت قيادة الحزب الديمقراطي بعد تنحي جو بايدن، وصفت التحالف الذي تشكل خلال حملتها القصيرة التي استمرت 107 أيام بأنه من "أفضل الحركات السياسية" في تاريخ الحزب.

اقرأ أيضًا: رغم الهزيمة.. لماذا تستمر هاريس بطلب دعم المانحين؟

حملة انتخابية مثيرة للجدل

وفي تفاصيل الاجتماع الذي نقلته الجارديان، أصرت هاريس على أن حملتها ستترك "تأثيراً دائماً" في المشهد السياسي الأمريكي، متجاهلة حقيقة الهزيمة الساحقة التي مُنيت بها أمام ترامب، وهو السيناريو الذي كانت هي نفسها قد حذرت من أنه سيمثل كارثة على الديمقراطية الأمريكية. 

وقالت مخاطبة المتبرعين: "أنا فخورة بالسباق الذي خضناه، ودوركم كان حاسماً فيه. ما فعلناه في 107 يوماً كان غير مسبوق. فكروا في التحالف الذي بنيناه، وكنا متعمدين جداً في ذلك."

أزمة مالية وتساؤلات حول الإنفاق

 كشف الصحيفة البريطانية عن جانب آخر مثير للقلق يتعلق بالجوانب المالية للحملة، فبالرغم من تباهي هاريس بجمع مبلغ قياسي تجاوز 1.5 مليار دولار، وإشادتها بنجاح حملات جمع التبرعات من المتبرعين العاديين، إلا أن الحملة انتهت بديون هائلة تقدر بنحو 20 مليون دولار. 

والأكثر إثارة للدهشة أن فريق الحملة استمر في إرسال رسائل لجمع التبرعات حتى بعد إعلان نتائج الانتخابات.

وفي هذا السياق، وجهت ليندي لي، عضو فريق التمويل في اللجنة الوطنية الديمقراطية، انتقادات لاذعة لإدارة الحملة. 

ونقلت الجارديان عنها قولها: "صُدمت من غياب أي نوع من التحليل الذاتي أو المراجعة النقدية للحملة الكارثية، كان الأمر مجرد تربيت على الظهور وتبادل التهاني. لقد أشادوا بهاريس كقائدة صاحبة رؤية، وفي لحظة من لحظات المكالمة، كانت تتحدث عن وصفة عيد الشكر الخاصة بها."

خلافات استراتيجية وانتقادات داخلية

أثار ظهور كبار مستشاري هاريس في بودكاست "Pod Save America" موجة جديدة من الانتقادات، خاصة بعد محاولتهم تبرير القرارات الاستراتيجية المثيرة للجدل. 

وفي هذا السياق، دافعت ستيفاني كتر، مستشارة هاريس، عن قرار عدم الانفصال عن سياسات بايدن رغم معدلات تأييده المنخفضة بشكل مستمر. ونقلت الجارديان عنها قولها: "شعرت بأنها جزء من الإدارة، فلماذا عليها أن تنظر للوراء وتنتقي بعض الأمور التي كان يمكن أن تفعلها بشكل مختلف؟ كان لديها ولاء هائل للرئيس بايدن".

وفي موقف لافت للنظر، شن جيمس كارفيل، الاستراتيجي الديمقراطي المخضرم الذي قاد بيل كلينتون للفوز في انتخابات 1992، هجوماً حاداً على المستشارين الشباب في حملة هاريس. 

وركز كارفيل انتقاده بشكل خاص على قرار رفض الظهور في بودكاست جو روجان الشهير، في حين منح ترامب مقابلة استمرت ثلاث ساعات للبرنامج نفسه. وقال كارفيل في تسجيل مصور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "لو كنت أدير حملة لعام 2028 وجاءني شاب متغطرس عمره 23 عاماً يقول 'سأستقيل إذا لم تفعل هذا'، فلن أكتفي بطرده على الفور، بل سأبحث عمن قام بتعيينه وأطرده أيضاً."

تحديات مستقبلية

وفي ظل هذه الانتقادات المتصاعدة، أثار ديفيد بلوف، المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، جدلاً إضافياً عندما صرح بأن "من الصعب جداً على الديمقراطيين الفوز في الولايات المتأرجحة". 

وأكد بلوف أن الحزب يحتاج إلى "السيطرة على أصوات المعتدلين" للفوز في الانتخابات المستقبلية، وهو تصريح قوبل بانتقادات واسعة من الجناح اليساري في الحزب.

وعلق جيت هير، الكاتب في مجلة "The Nation" اليسارية، على هذه التصريحات متسائلاً: "هل من الصعب جداً أن نطلب قليلاً من التواضع والتأمل الذاتي من الأشخاص الذين فشلت استراتيجياتهم بشكل ذريع؟".

وأضاف أحد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي: "أي شخص لديه أكثر من خليتين في دماغه وملتزم ببناء الحزب الديمقراطي سيكون مهتماً بتحليل أرقام إقبال الناخبين المنخفضة."

 

الكلمات الدالة

 

 

 

 

 

 

 

مشاركة