محمود خليل الحصرى وعبد الباسط عبد الصمد
محمود خليل الحصرى وعبد الباسط عبد الصمد


الأبناء يكشفون مآثر الآباء فى ذكرى الرحيل :«الحصرى» و«عبد الباسط» عملاقان فى دولة التلاوة

الحاجة ياسمين الحصرى: أبـي رئـيـس مـدرسة الإتـقـان

الأخبار

الخميس، 28 نوفمبر 2024 - 08:51 م

حسام بركات

اثنان من أعلام دولة قراءة القرآن الكريم فى مصر الشيخان: محمود خليل الحصرى وعبد الباسط عبد الصمد، جمعهما كتاب الله وطوت شهرتهما الآفاق، كما جمعهما شهر نوفمبر الذى تصادف أن يكون رحيلهما عن الحياة فيه.. فى ذكرى وفاتهما حاورت «الأخبار» الحاجة ياسمين ابنة الشيخ الحصري، والقارئ ياسر عبد الباسط عبدالصمد وقد تحدثا عن ذكرياتهما مع والديهما.. فقد نال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد حظا من التكريم غير مسبوق كما نال من الشهرة والمنزلة ما جعله يتربع على عرش تلاوة القرآن الكريم، لما يقرب من نصف قرن من الزمان، كما يعد الشيخ الحصرى واحدا من أشهر قارئى القرآن الكريم، وأحد أقطاب التلاوة والترتيل، ليس فى مصر وحدها، بل فى العالم الإسلامى كله، شهد له الكثيرون بأنه رتل كتاب الله وأتقن قراءاته.

اقرأ أيضًا | خواطر الشعراوي| دليل صحة التشريع

من أول من اكتشف موهبة الشيخ الحصري؟
الشيخ الحصرى كان موهوبًا بالفطرة، وقد ظهرت هذه الموهبة عندما التحق بكتاب القرية لحفظ القرآن الكريم، فقد وجد فيه شيخ الكتاب: قوة الحافظة، وفصاحة اللسان، ودقة المخارج، وسلامة الحروف، مع حسن صوت، وجودة تلاوة لا تكلف فيها، فصار يصطحبه معه فى إحياء الليالى بالتلاوة فى القرى المجاورة، فضلاً عن اهتمام والده بتعليمه القرآن الكريم، على إثر رؤيا صالحة رآها، وفسرت له بأن ولده سيكون من أهل القرآن، وفضلاً عن رؤية معلمه لنبوغه وموهبته، فقد كان الشيخ الحصرى مختارًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فإن الله تعالى صنعه على عينه، وذلل له كل صعب عسير، وألان له التلاوة، كما ألان لسيدنا داوود الحديد فهو رئيس دولة الاتقان والتوثيق فى قراءة القرآن.



متى بدأ يذيع صيت الشيخ الحصرى ؟
الشيخ الحصرى رحمه الله ولد فى عام ١٩١٧م، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو فى سن العاشرة، وقد بدأ صيته يذيع فى قريته والقرى المجاورة لها فى تلك الحدود تقريبًا، يعنى من عام ١٩٢٧م وما بعدها، لكن شهرته بدأت تأخذ منحى أكبر وأوسع، بعد تخرجه فى المعهد الأحمدي، عام ١٩٣٨م، حيث تخطت شهرته محافظة الغربية، لتصل إلى أقصى الصعيد، مما كان تمهيدًا لاعتماده فى الإذاعة المصرية، عام ١٩٤٤م، وعمره 27 عامًا، ليصبح ذائع الصيت فى مصر كلها، بل وفى العالم الإسلامى كله.

كيف جاءت قراءته للقرآن فى الكونجرس؟
الشيخ الحصرى رحمه الله كان حاضرًا وبقوة فى الشأن الدينى العام، فيما يتعلق بالقرآن الكريم، ولذلك قرر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر آنذاك: اصطحاب فضيلته ضمن وفد مشيخة الأزهر، لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٧٨م، وهناك افتتح الشيخ رحمه الله جميع اللقاءات بتلاوة آيات الذكر الحكيم، حتى طلب منه الرئيس الأمريكى جيمى كارتر أن يقرأ القرآن فى البيت الأبيض، كما أذن لفضيلته لصلاة الظهر فى قاعة الكونجرس ليكون القارئ الأول، بل والوحيد الذى تتاح له هذه الفرصة.

هل تقاضى الشيخ الحصرى أجرًا على تسجيله للقرآن الكريم؟
كل من حضر هذا الحدث العظيم، أعنى الجمع الصوتى للقرآن الكريم، يعرف تمام المعرفة أن الشيخ الحصرى رحمه الله لم يتقاض أى أجر عن تسجيل المصحف المرتل، بل إنه رفض ذلك، وقال: لا أتقاضى أجرًا عن كتاب الله، ولعل الله كافأه بأن أبقى ذكره بين العالمين بسبب إخلاصه لربه ولكلام ربه.

الشيخ الحصرى كان معروفًا بأعمال الخير .. بماذا أوصى قبل وفاته ؟
الشيخ الحصرى رحمه الله كان صاحب صفات مميزة فى كل جوانب حياته، لكن أكثر ميزة فيه أنه كان شخصية تتجه إلى الله تعالى بكل ما تستطيع، ولذلك لم يكن يهتم بالأمور الدنيوية، بل الدنيا وما فيها بالنسبة له، كانت مجرد وسيلة يستعملها فى مرضاة الله، وفى خدمة كتاب الله، ودائمًا ما كان بيته مفتوحًا للقراء، وأهل القرآن صغارًا وكبارًا، ويقصده الناس من كل مكان، وما رد أحدًا من أصحاب الحاجات أبدًا، مهما كانت حاجته، ولا يسأل لماذا أنت محتاج، ولا يتحقق من الحاجة، بل كان يعتبر مجرد الطلب والسؤال من أى شخص بمثابة رسالة من الله واجبة التنفيذ، وقد أنشأ فى قريته مسجدًا ومعهدًا أزهريًا على نفقته الخاصة، كما أوصى رحمه الله بثلث ثروته للإنفاق على أهل القرآن، وأعمال البر والخير.

الشيخ الحصرى له تجربة فريدة فى ترتيل القرآن ومن بعده الأطفال ..هل هو صاحب الفكرة وماهدفها؟
مشروع المصحف المعلم جاءت فكرته للشيخ رحمه الله بهدف تيسير تعليم القرآن الكريم على المبتدئين الكبار والصغار، وقد كان تسجيل المصحف بهذه الطريقة فتحًا عظيمًا لأهل الإسلام، فجميع الطلاب الصغار والكبار فى كثير من البلاد العربية وغير العربية حفظوا القرآن الكريم بسماعهم من هذا التسجيل العجيب المتقن، بل ربما تتعجب إذا عرفت أن هناك من لا يحسن اللغة العربية، ولكنه حين يقرأ القرآن يقرأ على طريقة المصحف المعلم، لأنه تأثر بهذه الطريقة.

 

الكلمات الدالة

https://contact.eg/newsletter/?lang=ar

 

 

 

 

 

 

مشاركة