مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة
مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة


حوار| مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: أطفال غزة يتعرضون للقتل والتعذيب والتجويع

أحمد الشريف

الجمعة، 29 نوفمبر 2024 - 12:33 م

ونحن نتطرق إلى معاناة أطفال العالم، كان لابد ألا ننسى حجم الكارثة والأهوال التي يعانيها أطفال غزة في ظل استشهاد ما يقارب الـ 20 ألف طفل، بخلاف أنه وفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، فإن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا يتامى بعد أن فقدوا والديهم أو أحدهم منذ السابع من أكتوبر 2023، بالإضافة إلى أن أكثر من 816 ألف طفل في القطاع بحاجة إلى مساعدة نفسية، وغيرها من مظاهر المعاناة التي يلاقيها أطفال غزة.

اقرأ أيضا| الأطفال الذين شاخوا

اقرأ أيضا| الهواء فيه سم قاتل.. «المناخ» يحصد أرواح أطفال العالم

ولكن لأن أطفال فلسطين ليس كمثلهم شئ، بحكم أن الحياة في فلسطين لا تسير وفق غيرها من الدول، فإن حياة الطفل الفلسطيني تقفز لعشرات السنوات إلى الأمام لتجده قد شاخ قبل الأون. ورغم أن الأمم المتحدة تقول، إن غزة هي أخطر مكان في العالم لعيش الأطفال، حيث هجر نحو مليون طفل من منازلهم قسرا وتشتت عائلاتهم، إلا أن الطفل الفلسطيني يولد كبيرا، يولد وهو فاقد طفولته لذلك رغم كل ما يلاقيه من انتهاكات وقصف ورصاص وقذائف تجده دائما واقفا على قدميه منتصب القامة يواجه كل الكوارث والآلام بوجه مبتسم.

«بوابة أخبار اليوم» أجرت حوارا مع السفير/ رياض منصور مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، للوقوف على حجم المأساة التي يعانيها أطفال فلسطين، والدور الذي يقع على عاتق القيادة الفلسطينية والأمم المتحدة للتعاطي مع حجم الكارثة هناك. وإليكم نص الحوار..

في البداية، ظروف صعبة وكارثية يعيشها أطفال غزة والضفة الغربية بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.. كيف تصف حجم المأساة هناك؟
المأساة الإنسانية في غزة يصعب وصفها بشكل عام وتأثيرها مروع على الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع، وبحسب وصف الأمين العام للأمم المتحدة فإن قطاع غزة أصبح مقبرة للأطفال، فهم يتعرضون للقتل، والإصابة والاعتقال والتعذيب واليتم، والتجويع وسوء التغذية والحصار وعدم القدرة للوصول للعناية الطبية اللازمة، خاصة هؤلاء الأطفال الذين بترت أطرافهم وحرقت اجسادهم والذين هم بحاجة لعناية طبية تمتد على فترة زمنية طويلة. 

يقدر عدد الأطفال في فلسطين بأكثر من مليوني طفل، ويشكلون حوالي 43 % من إجمالي سكان البلاد، ويتوزع 41 % منهم على الضفة الغربية و47 % على قطاع غزة.. ما أبرز التحديات التي تواجه هؤلاء الأطفال؟
أدى هذا العدوان الاسرائيلي على مفاقمة معاناة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال المرضى الذين يعانون على سبيل المثال من الفشل الكلوي ومرض السرطان والذين كانوا ضمن برامج صحية منتظمة، وهم الآن نازحون في خيام تفتقر لأدنى مستويات النظافة العناية وفي مناطق انهار فيها النظام الصحي والطبي بسبب اجتياح إسرائيل للمستشفيات واستهداف الأطقم الطبية وعرقلة دخول المعدات والمواد الطبية والوقود اللازم لإعادة تشغيل المراكز الصحية. وفي هذا الصدد، نجدد امتنانا لجمهورية مصر العربية التي ساهمت بإجلاء عدد كبير من الأطفال المرضى والمصابين والذين يتلقون الآن العناية الطبية في المستشفيات المصرية مع ذويهم، ولكل الدول التي ساهمت في إجلاء عدد من الأطفال الفلسطينيين المرضى والمصابين ولكن في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي فإن أعداد الأطفال الذين هم بحاجة للرعاية الطبية والنفسية في ازدياد دائم، وكذلك الحاجة للرعاية الطبية. 

وماذا عن العملية التعليمية وعدم قدرة الأطفال على استكمال الدراسة في ظل رحى العدوان الإسرائيلي على غزة؟
لقد انتهى عام دراسي وبدأ عام دراسي آخر ولم يذهب نحو ٦٠٠ ألف طفل في غزة إلى المدرسة، بسبب صعوبة التنقل والتحديات الأمنية الناتجة عن القصف المتواصل وبسبب أيضا تحول كافة مدارس القطاع إلى ملاجئ لتأوي النازحين، وتعرض غالبية هذه الملاجئ للقصف والتدمير. نحن نقدر الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وعلى رأسها الأونروا في محاولة تقديم الدعم النفسي والتربوي للأطفال من خلال تخصيص خيام للتعليم والدراسة في مناطق النزوح، ولكن حرمان الأطفال الفلسطينيين من حقهم في التعليم المنتظم أمر له تداعيات بعيدة المدى على المجتمع الفلسطيني.  

ماذا عن الدور الذي تلعبونه للتعاطي مع الانتهاكات التي يعانيها أطفال فلسطين؟
تضع دولة فلسطين في الأمم المتحدة قضية الأطفال في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية على أعلى سلم الأولويات. فعلى سبيل المثال من أول القرارات التي تم اعتمادها في مجلس الأمن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كان القرار ٢٧١٢ والذي تناول بشكل خاص وضع الأطفال الفلسطينيين والمأساة الإنسانية التي يتعرضون لها. كما عملنا وسنستمر في العمل لتسليط الضوء على قضية الأطفال في مجلس الأمن، كان آخر هذه الجهود هو حشد الدعم في مجلس الأمن للضغط على إسرائيل للتعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها في تنفيذ حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في غزة لتفادي انتشاره كوباء بعد اكتشاف حالة لطفل أصيب بالفيروس، وبالفعل اجبرت إسرائيل على التعاون مع منظمة الصحة العالمية وتم تطعيم نحو ٢٠٠ الف طفل في غزة لتحصينهم ضد المرض. 
كما أننا نقوم بالتنسيق مع اليونيسيف فيما يخص لم شمل الأطفال مع عائلاتهم، خاصة الأطفال الأيتام والأطفال الجرحى والأطفال الرضع الذين فقدوا عائلاتهم جراء الحرب ومازالوا في المستشفيات يتم رعايتهم من قبل الأطقم الطبية، ويتم ذلك بشكل أساسي مع وزارة التنمية الاجتماعية لدولة فلسطين. 
كما نحرص ان يكون في اجتماعات مجلس الأمن الدورية حول القضية الفلسطينية مداخلات من اليونيسيف ومن مؤسسة إنقاذ الطفل العالمية لإحاطة أعضاء مجلس الأمن حول الحالة الإنسانية للأطفال في غزة وضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري لإنهاء معاناتهم. 

وكيف تقييم دور الأمم المتحدة في التعامل مع ملف الأطفال في غزة خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي من السابع من أكتوبر من العام الماضي؟
يمكن القول أن الجهود الفلسطينية والعربية في الأمم المتحدة تمكنت من وضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها والحول دون التهرب منها فيما يخص ملف الأطفال في النزاع المسلح، حيث للمرة الأولى قام الأمين العام بإدراج الجيش الاسرائيلي على القائمة السوداء وهي قائمة تضم منتهكي حقوق الأطفال علما بأنه على الرغم من الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها إسرائيل ضد الأطفال الفلسطينيين على مر السنين لم يتم إدراج اسرائيل على هذا القائمة بسبب الضغوطات السياسية التي هدفها حماية إسرائيل من المحاسبة والعقاب. وسنستمر العمل ضمن المجموعة العربية حتى أن تقوم الأمم المتحدة بوضع خطة لتوفير الحماية الدولية لأطفال فلسطين من بطش الاحتلال وجرائمه. 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 

 

 

 

مشاركة