أحمد الخطيب
زهور وأشواك
تكلفة الحرب .. تكلفة السلام!
الجمعة، 29 نوفمبر 2024 - 08:01 م
.. شاهدت فرحة المواطنين اللبنانيين بعودتهم إلى بيوتهم فى جنوب لبنان بعد قرار وقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلى وحزب الله وإنهاء الحرب الدائرة -مؤقتا- بين الجانبين.
كانت فرحة عارمة رسمتها عيون العائدين إلى الديار بحب السلام.
بين مشاهد الهروب والنزوح التى كانت مُفعمة بروائح الموت عند اندلاع الحرب، ومشاهد فرحة العودة المُفعمة بروائح السلام بون شاسع مثل ما بين الحياه والموت.
المشهدان يرسمان لوحة مؤلمة نطقت بلسان إنسانى مُبين عن تكلفة الفرح وتكلفة الكسر والألم.
السلام يعنى الحياة، والحرب تعنى الموت ولا مِراء، وكل قرارات الحروب بيد الحُكام، ولم تكن أبدا بيد الشعوب.
الشعوب تُريد الحياة، بينما تعشق السلطة الجاه وأكاليل الغار فتُريد الحرب.
كلاهما - السلام والحرب- الحياة والموت له ثمن لمن يقدر على دفعه. الشعوب تدفع الثمن فى كل حال، فيما لا تدفع السلطة -فى بلادنا العربية- ثمن قرار الحرب!
والسلام لا يعنى أن تكون الشعوب ضعيفة منزوعة السيادة، ولا يعنى ألا يكون لديها جيش قوى مُسلّح، كما لا يعنى أن لا يكون لديها اقتصاد متين يحفظ تقدمها، ولا يجب أن تكون بداخلها قوى توازى قوة الدولة وتخطف القرار الوطني.
السلام له تكلفة أيضا، تكلفة بناء وتقدم وسعى وعلم وإدارة وتنمية، ولكنه ليس كـ تكلفة الحرب من تدمير وقتل وتشريد وهدم وضياع.
لبنان دولة إنسانية عظيمة الشأن داخل المنطقة، كانت تطرح الحب والموسيقى والفنون، حتى تم خطفها -ذات ليلة- فطرحت حرباً أهلية وقوى ميليشياوية أنبتت شوكا وحنظلا حتى صارت مأساة إنسانية.
منذ عام ١٩٧٥ يُقاوم لبنان ضد الحروب التى فرضها أمراؤه وإلى الآن، حتى وجدنا ١.٢ مليون لبنانى نزحوا من جنوب بلادهم وصاروا لاجئين، فضلا عن آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين.
الفارق بين الحرب والسلام، هو الفارق بين العقل والشعبوية.. هو الفارق بين المنطق والشعارات.
والمؤسف، أن المنطقة العربية وفى القلب منها لبنان، دفعت أثمانا باهظة للشعبوية.
اليوم الثلاثين من نوفمبر تمر الذكرى الـ ٧٧ لقرار الأمم المتحدة المعروف ١٨١ بتقسيم فلسطين إلى دولتين، رفضت جميع الدول العربية القرار بينما رجل واحد فقط وافق على القرار هو رئيس وزراء سوريا يُدعى حسنى البرازى وتمت شيطنته وتخوينه!
وفى عام ٢٠٠٦ صدر قرار الأمم المتحدة ١٧٠١ بوقف «حرب تموز» الشهيرة بين إسرائيل وحزب لبنان والأخير رفض بنود القرار وتم شيطنة وتخوين كل من طالب بضرورة الموافقة على القرار وتنفيذ بنوده!
.. الآن وبعد ٧٧ عاما بالتمام والكمال من قرار تقسيم فلسطين تلهث جميع الدول العربية لتحقيق ولو جزء من القرار، وتتمناه وترجوه.
وحزب الله بعد ١٨ سنة من رفضه بنود القرار الأممى فى ٢٠٠٦ عاد وتمنى وسعى لاهثا خلف بنوده ووافق عليه مُرغما، لكن بعد تدمير لبنان وتدميره هو نفسه!
هذا هو الفرق بين تكلفة الحرب وتكلفة السلام!
ألم يحن بعد، أن يكون للبنان منطق، أن يكون لديه دولة وطنية واحدة، بجيش وطنى قوي، يحمى حدوده ويصون مقدراته ويفرض كلمته على الأرض.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة