الزوجة
الزوجة


قضية غريبة| على غرار بيت الطاعة.. زوجة تنذر زوجها بالعودة إلى منزل الزوجية

أخبار الحوادث

السبت، 30 نوفمبر 2024 - 06:54 ص

بيت الطاعة وكما نص القانون هو للزوجة فقط، ولكن هل معنى هذا أنه لا يحق للزوجة أن تعيد زوجها إلى بيت الزوجية؟، المفاجأة أنه يحق للزوجة أيضًا أن تطلب زوجها للدخول في طاعته ولكن بدعوى أخرى مغايرة أو بأدق مرادفة لبيت الطاعة؛ وهي أن تلجأ لإنذار الزوج بالكف عن الهجر والعودة لبيت الزوجية.

هذا ما فعلته هذه الزوجة في دعوى لم تشهدها محاكم الأسرة كثيرًا، بل وكما قالت محامية الزوجة نهى الجندي وهي من المحامين المتخصصين في قضايا الأسرة؛ هي من أندر الدعاوى التي تشهدها المحاكم، وإلى التفاصيل.

هجر، تعدد علاقات نسائية، شرب خمور وكحوليات، اختفاء دام لمدة عامين؛ هكذا كانت معاناة الزوجة  التي عانت من جحود وقسوة زوجها معها برغم عدم تقصيرها معه وتلبية جميع واجباتها الزوجية لكن فى يوم وليلة أفاقت الزوجة على اختفاء زوجها بعد أن قرر التنصل التام من مسئوليته كزوج وكأنه فص ملح وذاب لتواجه الزوجة مصيرها المجهول وحدها، لكن قبل الدخول في التفاصيل نعود إلى البداية.

الزوجة من أسرة ميسورة الحال تتمتع بملامح جميلة، الجميع يشهد بطيب أخلاقها ومعاملتها الحسنة، ودائما ماكان التفوق حليفها فى جميع المراحل الدراسية التي مرت بها ما دفع الكثير من المقربين لها بالتنبؤ بمستقبل علمي باهر وبالفعل بعد أن أنهت تعليمها الثانوي بمجموع فائق التحقت بإحدى كليات القمة وهى كلية «الصيدلة» كرست وقتها ومجهودها فى الدراسة فقط لتتخرج بأعلى تقدير وتعمل صيدلانية ماهرة، لكن شاء القدر أن تتعرف على شاب اعتقدت فيه أنه نصفها الآخر الذي تبحث عنه وسيحقق لها أحلامها وطموحاتها فى الحياة ولكن كانت المفاجأة غير متوقعة.

قصة الزواج والخيانة

بأسى ودموع محبوسة في العيون حكت لنا الزوجة الحكاية قائلة:عندما تعرفت على زوجي المهندس الذى رأيت فيه كل الصفات التي طالما حلمت بها وأنا فتاة لم أتردد لحظة واحدة فى الموافقة على الارتباط به خاصة بعد أن عرض عليا الزواج، وتمت خطبتنا وبعدها الزيجة وسط أجواء عائلية تملؤها السعادة والبهجة ودخلنا سويا عش الزوجية، كانت حياتي تسير بهدوء وسكينة حتى رزقت بمولودتي الاولى التى جاءت لتغمر حياتنا فرحة وسرور، ومثل أي زوجة وأم انشغلت بمسئوليتي الجديدة تجاه البيت وطفلتي الصغيرة، لم أقصر لحظة واحدة معه واستطعت الجمع بين طموحي في عملي ومسؤولياتي في البيت، نجحت فيها بشهادة الجميع وجاء ذلك على حساب صحتي وراحتي النفسية ولكن كان لزوجي رأي آخر؛ حيث جاء رد الجميل منه إلقاء المسئولية كلها على عاتقي ولم يكفه ذلك وإنما أكمل هذا بطعنة غدر وخيانة، فقد اعتاد السهر لفترات طويلة خارج البيت وبدأت ألاحظ تعدد علاقته النسائية التي كانت فى العلن دون أدنى خجل من نفسه، سألته وأنا أبكي هل قصرت في واجباتك الزوجية والمنزلية لحظة واحدة، وبدلا من أن يتراجع اكتشفت بعدها أيضا إدمانه شرب الخمور والكحوليات التي تٌذهب بعقله، وبرغم كل هذه المشكلات التي حلت على دماغي لم أفكر لحظة فى التخلي عنه بل قررت الوقوف بجانبه ومواجهته من أجل العودة من هذا الطريق الذي لايحمل معه سوى خراب البيت دون جدوى، بل ووصل الامر معه أنه امتنع تمامًا عن الانفاق على أسرته خاصة مصاريف ابنته الدراسية التي تزداد يومًا بعد يوم، لم أنكر أنني أحببته ورفضت التخلي عنه حتى آخر لحظة وأيضا لم أستسلم وذلك من أجل الحفاظ على استقرار أولانا وبيتنا، ولكنه أبى هذه النهاية أن تتحقق، وقرر أن يضع نهاية أخرى أكثر شدة وقسوة؛ حيث أفقت فى يوم وليلة على غياب زوجي لتتغير حياتي بعدها  كلية، بحثت عنه فى كل مكان ولم أجده، ذهبت لأسرته وأصدقائه للسؤال عنه لكنهم أيضا تنصلوا من مسئوليتهم وأخبروني بأنهم لا يعرفون عنه شيئا وفى كل مرة يغلقون الباب فى وجهي وكأنهم يقولون لي «احنا ملناش دعوة»!، شعرت وكأن الحياة تآمرت عليّ دون ذنب ارتكبته، مرت الشهور الطويلة وبقي الوضع كما هو عليه لاحياة لمن تنادي وكأن الارض أنشقت وابتلعته، وبعد عامين من البحث كانت المفاجأة التي قلبت جميع الموازين والتي استقبلتها أيضا وأنا فى حالة من الذهول والصدمة الرهيبة؛ اكتشفت بالصدفة البحتة صورة لزوجي مع أصدقائه وهو يحتضن إحدى السيدات بشكل غير لائق على إحدى منصات التواصل «إنستجرام».

إنذار

لأعود بالذاكرة إلى الوراء – والكلام على لسان الزوجة – فهذه العلاقات النسائية كانت السبب الرئيسي للخلافات المستمرة بيننا وانفاق راتبه بالكامل على السهر معهن فى الملاهي الليلية متناسيًا مسئولياته تجاهي وتجاه ابنته، لذلك لم أجد من سبيل سوى اللجوء للقضاء واخذ حقوقي بالقانون وبالفعل لجأت لرفع دعوى «انذار بكف الهجر» جاء فى الدعوى التي اقمتها؛ أن زوجي المهندس امتنع تمامًا لمدة عامين كاملين عن تحمل مسئولياته المادية والمعنوية تجاهنا ورفض الانفاق على أولاده بجانب اختفائه غير المبرر مما دفعني لرفع هذه الدعوى بهدف الحفاظ على حقي وحق أطفالي خاصة بعد أن أخبرني أهله بأن الجأ للخلع حتى لا أتمكن من الحصول على حقوقي خاصة المؤخر الذي هو مبلغ مالي كبير.

اقرأ أيضا: طلقوني من زوجي «النرجسي».. صرخة زوجة شابة امام محكمة الأسرة

وأخيرًا تحدثنا مع المحامية نهى الجندي التي أخبرتنا؛ بأن موكلتها لجأت لها بسبب  الإهمال والضرر النفسي الشديد والمعنوي الذي لحق بها بسبب تصرفات زوجها غير المسئولة حيث قالت: «فى البداية وبعد دراسة جميع التفاصيل الخاصة بالدعوى قمنا بعمل تتبع للزوج بهدف معرفة إذا كان سافر خارج البلاد من عدمه واكتشفنا بالفعل عدم سفره لذلك لجأنا لرفع دعوى الطلاق للهجر ولكن من ضمن قبول دعوى طلاق للهجر لابد من عمل إنذار بـ»كف هجر الزوجة» خاصة أن له محل اقامة معلوم فى بطاقته الشخصية، وهذا النوع يعتبر من القضايا النادرة فى المحاكم، فهو يساوى دعوى «بيت الطاعة» التي يرفعها الزوج ضد زوجته للدخول في طاعته، ولكن هذه الدعوى تحديدًا تسمى «نذار بكف الهجر أي أن الزوجة تطالب بوقف هجر زوجها لها خاصة إذا كان الهجر مدة سنة فأكثر ولان الزوج غير ملزم بطاعة زوجته، نستطيع بعدها إذا لم يمتثل للأمر نقيم دعوى طلاق للضرر من هجره زوجته.

وتضيف المحامية نهى الجندي: ما فعله هذا الزوج هو أنه شتت كيان أسرة كاملة وعرضها للضياع والانهيار لذلك أقول لهذا الزوج؛ «راجع نفسك لانك سوف تُسأل يوم القيامة أمام المولى عز وجل عن ابنتك وعن زوجتك التي سوف تكون خصيمتك يوم الدين لانها مسئولة منك تركت بيت والدها وأعتبرتك سند وضهر وحصن أمان لها».  

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

مشاركة