الضحية
الضحية


بسبب «طوبة» في زجاج سيارته.. شاب يطلق الرصاص على طفل

أخبار الحوادث

السبت، 30 نوفمبر 2024 - 06:58 ص

المنيا:حمد‭ ‬الترهوني‭    ‬

طفل صغير يبلغ من العمر 15 عامًا، رمى سهوًا منه حجرًا على زجاج سيارة أو حتى لو كان عمدًا، أيحق لسائق السيارة أن يخرج ويقتله رميًا بالرصاص، لو افترضنا أن الطفل قصد كسر زجاج السيارة، أيكون الرد عليه طلقة في رأسه ترديه قتيلًا؟ إجابة هذه الأسئلة وأكثر، وتفاصيل ما حدث في قرية قلبا، التابعة لمركز ملوي، بمحافظة المنيا في السطور التالية.

في واقعة مؤسفة ومؤلمة، تجرد شاب عشريني من إنسانيته تجاه طالب لا يتعدى عمره الـ15عامًا، واعتدى عليه بالسلاح الناري، وأرداه قتيلًا، فقط لأن الطفل، وقت أن كان يلهو مع أصدقائه، كسر زجاج سيارة الشاب، مما أغضبه، وعليه، خرج الشاب من سيارته واستشاط غضبًا، وفي لحظة، أخرج سلاحا ناريا من ملابسه، وأطلق طلقة استقرت في رأس الطفل، وأردته قتيلا. 

 

بعيون مليئة بالدموع وصوت مبحوح، لا  يقدر على الكلام، يقول أحمد هلال، شقيق الطفل سيد، في حديثه لـ «أخبار الحوادث»: إن شقيقى مات غدرًا وظلمًا، وأنه خرج في المساء ليلعب مع أصدقاء له على أطراف القرية، ولكن في هذا اليوم المشؤوم، لم يكن يعلم أن أحد الشباب سيقتله، بهذه الطريقة البشعة، ليعود جثة هامدة، غارقًا في دمائه، وبدلا من أن يعود إلى منزله عاد إلى القبر، خلال ثوان معدودات.

حجارة

وأَضاف: «وبصرف النظر عن ماذا حدث، إزاي قدر هذا الشخص إنه يخرج السلاح ويضرب طفلا صغيرا بعيار ناري، الطلقة استقرت في رأس أخويا سيد ومات على الفور، والسبب زي ما بيقول إنه رمى على عربيته حجر، هو دا كلام يقتل لسبب تافه؟».

واستكمل شقيق الضحية، قائلا: «أخويا ساب المدرسة من فترة عشان يشتغل ويساعد الأسرة بعد وفاة الأب، سيد كان في حاله، إزاي يحصل فيه كده، وهو لسه طفل، وكلنا في حالة صدمة من اللي حصل، أمه لما سمعت الخبر مش مصدقة ومصدومة، ومنهارة جدًا، ولحد دلوقتي بتبكي عليه بحرقة».

في حديثه لـ «أخبار الحوادث»، يقول عزيز مبروك، أحد جيران سيد، قائلا: «القاتل حاول إنه يهرب بعد ان أطلق النار على سيد، لكن لولا يقظة وتحرك رجال الأمن بسرعة لقدر يهرب، واتقبض عليه واتمسك معاه السلاح اللي ارتكب بيه الجريمة. 

من جهته، علق وليد كسبان، جار الضحية، أن والدة سيد في حالة انهيار مستمر منذ يوم الحادث، وأوضح أن مشاعر الحزن كانت واضحة خلال جنازة الطفل التي حضرها أكثر من خمسة آلاف شخص من القرية والمناطق المجاورة، حيث يعتبر أهالي المنطقة سيد واحدًا من أبنائه.

ويقول سيف، أحد جيران الضحية: «اي ذنب ارتكبه طفل صغير عنده 14 سنة، كان بيلعب هو واصحابه أمام مدخل القرية وبيرمو طوب علي بعض، وبيلعبوا، في الوقت اللي كان فيه شاب معدي بالعربية في الطريق، في اللحظة دي جات طوبة في العربية، راح نزل من العربية، وطلع سلاحه،  وضرب سيد بالنار في رأسه»؟!

القاتل

عن تفاصيل القاتل، وإقدامه على قتل طفل صغير لمجرد أنه ألقى حجرًا على سيارته، يقول حسن، ابن عم سيد: «اللي ضرب سيد بالنار شاب اسمه زياد، عنده 22 سنة، كان بعربية «دبل كابينة» من القرية بتاعتنا، وفي مشهد أقل ما يوصف أنه صادم اطلق النار من مسدسه على الطفل».

واستكمل ابن عم الضحية، حديثه لـ «أخبار الحوادث»، قائلا: «أبو سيد اتوفى من حوالي 5 سنين، وكل أهالي القرية يشهدون أن سيد طفل لكنه مثل الرجال، وحسن الخلق، طفل صغير مكافح، يساعد أمه لجهاز أخته، وكان متحمل مصاريف البيت، وزياد ده عرفنا إن دي مش أول واقعة ليه، وإنه سبق وقتل واحد قبل كدا من فترة».

وأضاف: «أهل القاتل ناس مقتدرين معاهم فلوس، ودفعوا دية لأهالي الضحية اللي اتقتل، وخلصوا القصة بالتراضي وقتها،من ناحيتنا لن نتنازل عن حق الطفل سيد ونعلم علم اليقينإن القانون هو اللي ياخد لنا حقنا، من خلال القصاص العادل الذي سوف ينزله القاضي على المتهم، عشان زياد يكون عبره لأى حد بيفكر إن يشيل سلاح زيه».

غمضة عين

تحكي والدة سيد، صبرية شعبان عبد الكريم، صاحبة الـ 36 عامًا، تفاصيل ما تعرض له نجلها، قائلة: «ابني حبيبي راح في غمضة عين، خد قلبي وروحي معاه، سيد ابنى مكانش طفل عادى، كان ذكي ومؤدب وكان منظم جدا، وكان حافظ 5 أجزاء من القرآن الكريم، ويوم الحادثة كان نفسه في أكله معينة، بيحبها جدا، وقالي أنا طالع شوية وجاي قلت له روح ولما ترجع، هعمل لك الأكل كله اللي بتحبه، وهيكون جاهز، لكنه مات قبل ما ياكل الأكل بتاعه».

وأضافت باكية، وهي تحتضن ملابسه: «مين يتحمل يحصل كده في ضناه، أكيد اللي قتله ده معندوش قلب، وأهله إزاي يشيلوه سلاح، شاب عنده 22 سنة يكون معاه سلاح ويستهتر بحياة الناس كده، سيد ده كان عوضي من ربنا مع إخواته بعد وفاة أبوهم، كان أكبر من عمره، وأصر على أن يترك المدرسة عشان يساعدني في مصروف البيت، وعشان يساعدني في جهاز أخته، كان راجل وتحمل المسؤولية من طفولته، هل دي تكون نهايته؟ هل واحد بيكسب لقمة عيشه من عرق جبينه وبالحلال تكون دي نهايته»؟!

 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 

 

 

 

 

 

مشاركة