
د. إيمان بدر
نبض الصحة باحثون بمدينة زويل رسموا خارطة جينية للمرض
فك ألغاز الورم العصبى للأطفال خطوة على طريق العلاج
الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024 - 08:45 م
توصل فريق من باحثى مدينة زويل، إلى اكتشاف علمى مهم يمكن أن يُسهم فى تحسين طرق تشخيص وعلاج الورم العصبي، وهو نوع نادر وخطير من السرطان يصيب الأطفال، وذلك عن طريق تحديد بعض الجزيئات التى يمكن أن تسهل من مهمة استهداف جيناتٍ رئيسية بالمرض، أبرزها: جين ( MYCN)، الذى يلعب دوراً فى حدوث هذا المرض.
وعلى الرغم من أن فرقاً بحثية سابقة حددت جين ( MYCN) كأحد أبرز العلامات التنبؤية للمرض، إلا أن استهدافه مباشرة يُعتبر تحدياً بسبب تأثيره متعدد المظاهر، بما يصعب من مهمة العلاج، وهى المشكلة التى تساعد الدراسة الجديدة فى حلها.
وخلال الدراسة المنشورة فى دورية «إن بى جيه سيستم بيولوجى آند أبلكيشن»، والتى استخدمت بيانات من 99 طفلاً مصابين بالورم العصبي، استخدم العلماء تقنياتٍ حاسوبية متطورة لتحليل نشاط الجينات، وجزيئاتٍ صغيرة تُعرف بـ «الميكرو آر إن إيه»، بالإضافة إلى التغيرات فى الحمض النووى (الميثيل).
و«الميكرو آر إن إيه»، نوع من جزيئات الحمض النووى الريبي(أر إن إيه) صغيرة الحجم، يتراوح طولها بين 18 و24 نيوكليوتيد، وعلى الرغم من صغر حجمها، فإنها تلعب دوراً مهماً فى تنظيم التعبير الجينى داخل الخلايا، وهذه الجزيئات لا تشارك فى إنتاج البروتينات، بل تعمل كـ «مفتاح تحكم»، حيث ترتبط بجزيئات الحمض النووى الريبى المرسال (إم آر إن إيه) التى تُستخدم لصنع البروتينات.. أما الحمض النووى (الميثيل)، فيشير إلى عملية تُعرف بـ «ميثَلة الحمض النووي»، وهى تعديل كيميائى يحدث على جزيء الحمض النووى (الدى إن إيه)، وفى هذه العملية، تتم إضافة مجموعة ميثيل (CH) إلى إحدى قواعد الحمض النووي، وغالباً ما تكون قاعدة السيتوزين، وذلك ضمن تسلسل معين من الجينات، وتعمل الميثلة كـ «مفتاح كيميائي» يمكنه تشغيل أو إيقاف الجينات، فإذا تمت ميثلة الجين، غالباً يتم تعطيله أو تقليل نشاطه، وإذا لم يتم ميثلته، يظل نشطاً.
ونتيجة للتحليل الحاسوبى الذى شمل هذه العناصر، تمكن الباحثون من إنشاء خريطة تنظيمية تُظهر كيفية تفاعل الجينات مع بعضها البعض، وكيف تؤثر «الميكرو آر إن إيه» على نشاطها. وتقول د. إيمان بدر، الأستاذ المساعد ببرنامج العلوم الطبية الحيوية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل: «خُلصنا إلى تحديد عشرة عناصر رئيسية يمكن أن تلعب دوراً محورياً فى تطور الورم العصبي، تشمل ثلاثة جينات مهمة هي: ( (MYCN و ( POU2F2 ) وSPI1) ) وسبع جزيئات من (الميكرو آر إن إيه) تتحكم فى نشاط هذه الجينات، واكتشفنا أن هذه الجينات والجزيئات ليست فقط مرتبطة بالمرض، ولكنها تؤثر أيضاً على فرص بقاء الأطفال المصابين على قيد الحياة».
وتضيف: أن «هذه الجزيئات والجينات يمكن أن تُستخدم كمؤشراتٍ حيوية جديدة، مما يعنى إمكانية تطوير أدوات للتشخيص المبكر وخطط علاجية أكثر فاعلية، علاوة على ذلك، تم فحص هذه النتائج باستخدام بيانات من مرضى آخرين للتأكد من دقتها وفعاليتها فى التنبؤ بتطور المرض». ويُعد هذا البحث خطوة مهمة نحو تحسين فهم الورم العصبى وتوفير خياراتٍ علاجية أفضل للأطفال المصابين به، كما أنه يفتح الباب أمام إمكانية تطبيق نفس تقنيات المعلوماتية الحيوية المُقترحة فى علاج أنواع أخرى من السرطان، مما يسلط الضوء على أهمية الأبحاث الجينية وعلم الأحياء الحاسوبى فى تطوير الطب الحديث.

الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة












